تحطمت الآمال والطموحات التي راودت الملايين من الشعب المصري خلال بطولة كأس العالم للشباب المقامة حاليا بمصر بعد خروج منتخب الشباب من دور ال16 بعد الهزيمة أمام كوستاريكا بهدفين مقابل لا شيء بالرغم من الأحلام التي قد تجاوزت المربع الذهبي وأن الطريق كان ممهدًا لها علي اعتبار أن البطولة مقامة علي أرضنا ووسط جمهورنا.. وقد ظهر الفريق خلال مبارياته الأربع بأخطاء فردية وجماعية وبلا شكل خططي أو تكتيكي، بالرغم من أن اتحاد الكرة قد وفر له لبن العصفور وخاض الفريق من 50 إلي 55 مباراة ودية وكان لابد من وضع كل ذلك وغيره أمام هاني رمزي المدرب العام للفريق ليتحدث بصراحة ويكشف الأمور ويضع النقاط علي الحروف ويتحدث عن علاقته بسكوب واختيار تشكيل المباريات وأشياء أخري كثيرة في هذا الحوار: كابتن هاني أخبارك إيه؟ - والله إحنا لسه في صدمة الخروج من بطولة كأس العالم. هل توقعت الهزيمة من كوستاريكا؟ - الحقيقة كنت متخوفًا وكان عندي بعض القلق، خاصة أن المباراة صعبة.. وكان في دروس وهو خروج إسبانيا أمام إيطاليا بالرغم من أنها كانت مرشحة للوصول للنهائي.. وقلت للاعبين إنه ليس شرطًا أن أول المجموعة هو الذي يستكمل المشوار لكن.. لكن إيه؟ - لكن القلق كان عاديا وكان لدينا شعور بالوصول إلي المربع الذهبي وليس الخروج من دور ال16 ولن أقول إن الطريق إليه كان أسهل ولكن في المتناول لو كان في تنظيم أكبر مع وجود الجماهير لا سيما أن فنزويلا أو الإمارات في دور الثمانية كنا نعلم كليهما جيدًا ولعبنا معهما مباريات ودية قبل البطولة. طيب.. كيف كانت حساباتكم بعد الفوز علي إيطاليا والتأهل لدور ال16؟ - بعدما الناس كلها فرحت أغلقنا ملف الدور الأول.. ودرسنا منتخب كوستاريكا جيدًا والمهارات الفنية التي يمتلكها اللاعبون وأنهم هيلعبوا بخطة دفاعية مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة.. وجلست مع اللاعبين. ماذا قلت لهم؟ - قلت لهم إن البطولة من الدور ال16 تختلف في حساباتها عن الدور الأول الذي يتم فيه تجميع النقاط ومن الممكن أن تخسر مباراة لكن يتم تعويضها في اللقاء الذي بعده كما حدث في لقاء باراجواي لكن في دور ال16 قد تمتد المباراة إلي 120 دقيقة وضربات جزاء ترجيحية ولابد فيها من فائز وأي خطأ يحدث قد يؤدي إلي خروج الفريق من البطولة وهو ما حدث. وكيف كان رد فعلهم؟ - كان في حالة ثقة زائدة وبدأوا يفكرون في دور الثمانية برغم أننا حذرنا من ذلك.. وبلا شك أن كوستاريكا كانت أفضل منا وأن الهدف الذي جاء مبكرًا في مرمي علي لطفي قد أربك الحسابات بعض الشيء ولكن كان في تسرع منهم وقلة خبرة. هل تتفق معي أن التعامل النفسي بعد الفوز علي إيطاليا لم يكن بالقدر الكافي؟ - التعامل النفسي قمنا به لكن الفرحة كانت أكبر.. ومشكلة اللاعبين المصريين بيتعامل مع المنافسين علي حسب أسمائهم فإذا كان اسمه كبيرًا فإن الحذر يكون علي نفس القدر وإذا كان أقل فالحذر يقل تدريجيا.. وعلي فكرة.. علي فكرة إيه؟ - إن هذا الكلام يحدث مع الكبار أيضًا والدليل ما حدث في بطولة القارات عندما لعبنا مباراة رائعة أمام البرازيل ثم فزنا علي إيطاليا وهما منتخبان لهما الاسم الكبير والتاريخ.. وفي المباراة الثالثة أمام أمريكا فإننا خسرنا. رأس حربة أفضل لماذا الإصرار علي اللعب برأس حربة واحد ولم يتم اللعب بكثافة هجومية لتشكيل ضغط علي دفاع المنافس؟ - هذه الناحية درسناها جيدًا ووجدنا أن اللعب برأس حربة واحد أفضل وتكون علي حسب ظروف المباراة وذلك خشية من الهجمات المرتدة.. كما أننا لدينا نواح هجومية بتقدم أحمد شكري وحسام عرفات مع تقدم ظهيري الجنب.. لكن المساندة الهجومية لم تكن بالقدر الكافي.. وقلنا نشوف ظروف المباراة الأول وبعد ذلك ندفع برأس حربة ثاني. كجهاز معاون كان لكم رأي في تشكيل المباراة مع المدير الفني؟ - قبل كل مباراة كنت أجلس مع سكوب وكان كل واحد منا يضع تشكيل اللقاء من وجهة نظره وللحق فإن التقارب يكون كبيرًا والاختلاف في حدود لاعب أو اثنين ويشرح كل منا للآخر وجهة نظره الفنية في اختياراته لكن بالتأكيد فإن الرأي الأخير للمدير الفني.. لكن أحب أن أوضح شيئًا! ما هو؟ - أن الصورة لم تكن كما صورها البعض بوجود خلاف وإنما كان يوجد تحاور وتشاور والأمور كانت تتم بهدوء لكن الاختلاف بعض الشيء كان في توقيت التغيير خلال المباراة.. بمعني إنني كنت أفضل التغيير مبكرًا وعلي حسب أحداثها فإذا وجدت أن التغيير يجب أن يتم حاليا فيجب أن أفعله لكن سكوب كان يفضل الانتظار بعض الوقت في أوقات لا تسمح بذلك. هل كان سكوب من النوع العنيد؟ - لم يكن عنيدًا ولكنه مقتنع بوجهة نظره ويدافع عنها وفي بعض الأحيان كان يصر عليها والحقيقة إن كل واحد له حدوده التي يجب ألا يتجاوزها. لم أتحدث لزاهر ألم تتحدث مع هاني أبو ريدة في مثل هذه الأمور؟ - لم أتحدث مع سمير زاهر أو أبو ريدة علي اعتبار أن هذا شأن داخلي خاص بالجهاز الفني، ولم يكن من المعقول أن أذهب إلي أي شخص في اتحاد الكرة. الأخطاء الفردية والاستعراض والمراوغة وغيرها أمور تكررت كثيرًا في المباريات الأربع فلماذا لم يتم علاجها؟ - حاولنا كثيرًا واتكلمنا كثيرًا وساعات كانوا بيحاولوا اللعب بشكل جماعي وساعات كانوا يسعون للقيام بالدور وحدهم.. وكان في ناس بتشتغل بشكل جيد وعلي قدر المسئولية وكان بعض اللاعبين لم يكونوا علي قدر المسئولية ومش رجالة! أنتم لعبتم كام مباراة ودية؟ - من 50 إلي 55 مباراة ما بين رسمية وودية. ولماذا لم تعالجوا هذه الأخطاء الفردية خلال هذه المباريات؟ - الأداء الفردي لم يظهر خلال هذه الفترة بنفس الصورة التي كانوا عليها في البطولة. هل التواجد الجماهيري والكثافة الإعلامية وتسليط الأضواء علي اللاعبين جاء بأثر سلبي عليهم؟ - بلا شك كان لها دور والجهاز الفني كان له دور لأنه كان من المفترض أن نعمل في هذا الاتجاه بشكل أقوي ومنذ فترة طويلة. من الذي يتحمل المسئولية المدير الفني أم اللاعبون؟ - كلنا أخطأنا جهازًا فنيا ولاعبين وهم ليس عندهم خبرات بالقدر الكافي واتمني أن يكون التقييم عقلانيا من الجميع لأننا نريد أن نصل إلي أوليمبياد لندن عام 2012 . كما أن هذا الفريق يضم عددًا من النجوم والأفضل منهم يدخل المنتخب. منذ متي عملت مع سكوب؟ - منذ سبتمبر 2008. وما هو تقييمك له؟ - من الصعب أن أقوم بتقييمه لكنه مدرب مجتهد ويقرأ كثيرًا ويتابع الإنترنت.. لكن قراءته في الملعب للمباريات ليست علي المستوي المطلوب وبيتأخر بعض الشيء في رد الفعل.. لكنه بيذاكر المنافس بشكل جيد. سكوب وصل لنهائي كأس العالم للشباب بكندا عام 2007 مع التشيك وخرج من الدور ال16 مع مصر أيه أسباب التناقض من وجهة نظرك؟ - اللاعب المصري الأقرب له المدرب الوطني لأنه يعرف كيف يتعامل معه جيدًا كما أنه يفهمه من الناحية النفسية والأقرب له ثقافيا واللاعب المصري يحتاج لتعامل خاص.. وسكوب حاول تطبيق الأسلوب الأوروبي وده لا ينفع مع هذه المرحلة السنية، ويمكن يكون مع الكبار. هل الأندية اخترقت معسكر المنتخب بالتشويش علي اللاعبين وإغرائهم بالشهرة والفلوس؟ - الكلام ده كان من فترة كبيرة بعد بطولة الأمم الأفريقية شهر يناير الماضي وكان مع أحمد فتحي بوجي وأحمد مجدي ولكن في مونديال الشباب كنا مركزين، ولم يكن هناك أي تفاوض وقفلنا علي اللاعبين. البعض يؤكد أن المفاوضات كانت تتم عن طريق التليفونات المحمولة؟ - كنا نأخذ المحمول من كل لاعب قبل أي مباراة ب72 ساعة ونتركه لهم بعد المباراة ولمدة 24 ساعة فقط كما أخذنا أي كمبيوتر لاب توب الحقيقة كنا عاملين كنترول عليهم. لكنكم تركتم اللاعبين بعد مباراة إيطاليا لزيارة أسرهم؟ - أهالي اللاعبين وأصدقاؤهم جاءوا للفندق في زيارة مفتوحة لمدة خمس ساعات فقط وبالنسبة للاعبين الذين يقيمون علي مقربة من الفندق سمحنا لهم بزيارتهم في حدود الخمس ساعات أيضًا.. لكن البعض فسر ذلك بأنه تسيب وهذه وجهة نظر المدير الفني سكوب. لو أنك المدير الفني كنت ستسمح بذلك؟ - دعنا نعترف أن لكل شيخ طريقة في التعامل.. وأنا من المدربين الذين يحبون أن يغلق علي لاعبيه في المعسكر.. وسكوب ممكن يعمل كده مع منتخب التشيك لأن ثقافتهم مختلفة لكن اللاعبين المصريين ممكن يخرجوا عن التركيز. ولماذا لم تقل لسكوب عن اختلاف الثقافات بيننا وبينهم؟ - قلت له عدة مرات لكنه أصر علي طريقته.. وبالنسبة لي عندما عدت من الخارج بعد رحلة 15 سنة وحاولت تطبيق النظام الأوروبي في نادي إنبي عندما توليت مسئوليته لمدة شهرين لكني اكتشفت أوجه الاختلاف وتراجعت عن ذلك لأن اللاعب المصري لم يعتد علي اللعب بطريقة احترافية. هل استفدت من العمل مع سكوب؟ - استفدت إنه منظم وملتزم ويسير علي النظام الأوروبي الذي أعرفه جيدًا علي اعتبار انني احترفت لمدة 15 سنة.. لكن من الناحية الفنية معظم الشغل اللي عمله مر علي في أوروبا. وأين يكون اتجاهك في الفترة المقبلة؟ - محمود الجوهري مستشار رئيس اتحاد الكرة الأردني رشحني للعمل في نادي الوحدات الأردني والمسئولون هناك اتصلوا بي لكني طلبت منه فرصة للتفكير.. كما سمعت إنني مرشح لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الأوليمبي واتمني أن يحدث ذلك لأنني أريد تعويض بلدي عما حدث.