نشرت جريدة الدستور في العدد 790 الموافق 14 شوال 1430ه - 3 أكتوبر 2009م خبرًا وهاك نصه (قرر وزير الأوقاف المصري د. محمود حمدي زقزوق تدريس كتاب د. يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - فقه الجهاد لأئمة الأزهر، نظرًا لما يطرحه الكتاب من رؤي عميقة تتعلق بمفهوم الجهاد الذي انتابه في الوقت الراهن لبس شديد واختلط ب الإرهاب وفق ما أعلنه د. سالم عبدالجليل - وكيل أول وزارة الأوقاف - لموقع إسلام أون لاين. وأشار د. عبدالجليل إلي أن د. زقزوق قرر أيضًا الاستعانة بكتاب فقه الجهاد.. دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة الذي يعد أحدث مؤلفات د. القرضاوي في المكتبات العامة ومكتبة الأزهر، وإتاحته أمام الشباب الجامعي للاستفادة منه في فهم فريضة الجهاد وأحكامه. وجاءت تصريحات د. عبدالجليل خلال ورشة عمل حول مستقبل تنظيم القاعدة في المركز الدولي للدراسات المستقبلية بالقاهرة، وحضرها عدد من الخبراء في شأن الحركات الإسلامية من مختلف الدول العربية. وقد أكد وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية أهمية تصحيح مفهوم الجهاد قائلاً: إنه من الظلم أن يتهم الإسلام بالإرهاب والمسلمين بالعنف والعدوان في حين يدعو الإسلام إلي التسامح والسلام) أ.ه قلت: وذاك خبرٌ والخبر يحتمل الصدق والكذب وإن كنت لا أستبعد صدور مثل هذا القرار لأن وزارة الأوقاف كغيرها من المؤسسات محل اختراق للإخوان المسلمين ولغيرهم من الجماعات المتطرفة، وحتي يأتينا تكذيب لهذا الخبر لا يسعنا إلا أن نوجه كلامًا استفهاميا واستفساريا لوزير الأوقاف ولوكيل أول وزارة الأوقاف: أولاًَ: هل اطلع معالي الوزير علي كل محتويات كتاب "فقه الجهاد" للقرضاوي؟! ثانيا: إن كان فعل واطلع علي كل محتواه فهل يؤيد معالي وزير الأوقاف في الحكومة المصرية تحت قيادة رئيس البلاد محمد حسني مبارك ما جاء في كتاب القرضاوي من إجازة الإسلام إصدار أحكام الردة من قبل الشعوب والجماهير في حق حكامها المسلمين؟ ثالثًا: هل يؤيد معالي الوزير أحد أعمدة النظام القائم في مصر أن تتدخل القوة لتغيير النظام وإزالة المنكر وتحقيق مطالب الشعب ومقاصد الشرع كما ذكر ذلك القرضاوي في كتابه المذكور؟ رابعًا: هل يؤيد معالي الوزير أحد وزراء النظام القائم ما ذهب إليه القرضاوي بجواز خروج الجماهير الشعبية لإزالة منكر الحكومة؟ بمعني هل تجيز يا معالي الوزير أن نجمع حشودًا جماهيرية لإزالة منكرات وزارة الأوقاف إن وجدت؟! خامسًا: هل تؤيد يا معالي الوزير الفوضي التي يريدها القرضاوي من اقتحام الحدود المصرية لتحرير المسجد الأقصي بدون إذن النظام الذي تنتمي إليه؟ سادسًا: هل تقر يا معالي الوزير ما استنكره القرضاوي وادعاه تجاه الحكومة المصرية بإطلاقها النار علي المجاهدين الذين يريدون تحرير المسجد الأقصي؟! سابعًا: وإذا كانت الحكومة المصرية تطلق النار علي المجاهدين - علي حد زعم القرضاوي - لتحول بينهم وبين تحرير فلسطين من يهود فما حكم الحكومة إذن من حيث الإيمان والكفر من لازم هذا الكلام الذي دونه القرضاوي؟! ثامنًا: يا معالي الوزير أنسيت أن القرضاوي أحد أعمدة الفكر للفرقة المحظورة وفق ما يعلنه النظام الذي تنتسب إليه، والسؤال الآن وزارة الأوقاف مع النظام أو ضد النظام؟! تاسعًا: يا معالي الوزير لقد غرر بكم القرضاوي فقال كلامًا بردًا وسلامًا علي الحكومات الغربية غير الإسلامية حينما تعرض لمفهوم آية السيف والذي قد نوافقه فيما ذهب إليه وهذا ليس بيت القصيد، وإنما بيت القصيد أن القرضاوي قال كلامًا هو نار وحرب علي الحكومات الإسلامية فقرر مفاهيم الخوارج في التعامل مع الحكومات في الدول الإسلامية. عاشرًا: فهل يا معالي الوزير حينما ندرس كتاب فقه الجهاد بما احتواه من مفاهيم الخوارج ونعمم ذلك علي الخطباء وأئمة المساجد والشباب في الجامعات فهل تكون بذلك وزارة الأوقاف ضد الإرهاب أم مساندة للإرهاب؟! الحادي عشر: كان الأولي يا معالي الوزير أن ندرس فقه الجهاد من منظور أهل السنة والجماعة حيث أن القرضاوي قد أفتي سابقًا بفتاوي مغشوشة في الجهاد وفي التعامل مع الأعداء ثم ها هو يعود الآن ليفتي بفتاوي أصاب فيها الحق في نفس المواضيع إلا أنه لم يتواضع ويعترف بخطئه فيما سبق وأفتي به، ومع ذلك فكلامه تجاه الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين يحتاج إلي مراجعة وإلي تصويب لا أن نعمم تدريس الكتاب ومحتواه لمجرد أنه أصاب الحق في بعض المسائل. أخيرًا: أتوجه بسؤال لأهل النظام وأصحابه أنتم مع النظام أم ضد النظام؟ أنتم مع الإخوان أم ضد الإخوان؟ كفانا رحمكم الله حيرة وبلبلة وتناقضًا وإن كنت والحمد لله علي يقين من ربي فيما أكتب، لذا أقترح علي معالي وزير الأوقاف أن تُعقد ندوة مفتوحة لدراسة كتاب فقه الجهاد للقرضاوي للتأكد من مدي موافقته للمفاهيم الإسلامية الصحيحة مع التواضع بعرض ما ذكرته من اعتراضات علي الكتاب وسبق نشر ذلك في خمس مقالات أسبوعية علي صفحات جريدة روز اليوسف، والله من وراء القصد.