وصف الفنان التشكيلي عدلي رزق الله إهداء كتابه "كيف تري" للدكتور جابر عصفور بالخبيث، وقال في الندوة التي أقامتها له "ورشة الزيتون" مساء الاثنين الماضي لمناقشة هذا الكتاب الصادر حديثا عن دار "نهضة مصر": " سألني الناقد والمثقف الكبير جابر عصفور: كيف تقرأ لوحة؟ فاعترضت علي سؤاله، لأن اللوحة تُري ولا تُقرأ، وكان هذا السؤال سبب تأليفي لهذا الكتاب، ضمن سلسلة من ستة كتب، وأهديته له". أكد رزق الله علي وجود ثلاث شهوات تمثل كارثة تحيط بالفنان بشكل عام والفنان التشكيلي بشكل خاص، الأولي هي شهوة "السلطة" والثانية "المال" والثالثة "الجوائز البترولية"، وذلك في تعقيبه علي تأكيد كل من الشاعرين شعبان يوسف وأحمد الشهاوي علي تفشي الأمية الفنية التشكيلية خاصة بين الوسط الثقافي. بدا رزق الله منفعلا بما يحدث في وسط الفن التشكيلي وقال: "معركتي في "متحف الفن المصري الحديث" كانت من أجل وضع حامد عبد الله ورمسيس مرزوق وعدلي رزق الله ضمن الخمسة فنانين المصريين الأوائل في هذه الفترة"، وأضاف: "منذ جئت إلي مصر عام 1980، قررت ألا يحضر معارضي أحد من الفنانين التشكيليين، لأنهم من أسوأ الحلقات التي يمكن أن تتحلق حول بعضهم، ولهذا فإن العدد الكبير الذي يشاهد معارضي هم من الشعراء والقصاصين لما تحتويه لوحاتي من تكثيف شعري يجعلها تتوازي مع القصائد والموسيقي". كما أعرب عن أمنيته بأن يصدر هذا الكتاب ضمن "مكتبة الأسرة" العام المقبل، حتي يتسني له الانتشار في المدارس المصرية، ولا يقتصر الأمر فقط علي نشره بجهود الأصدقاء، وقال: "في الكتاب تتجاور لأول مرة اللوحة المصرية مع اللوحة الغربية، لأثبت أن الاثنين علي قدم المساواة، وقد طبعته طباعة فاخرة لأن الطبعة الشعبية تضر باللوحة وبعيون الأطفال". أشار الشاعر شعبان يوسف إلي علاقة رزق الله بالأدب وحبه له قائلا: "ينتمي عم عدلي للفنانين التشكيليين المحافظين علي علاقتهم بالأدب ومنهم: محمد عبلة، وعادل السيوي، وعز الدين نجيب"، وأضاف: "هو من الفنانين الذين تناولهم عدد من الشعراء في قصائدهم كأحمد عبد المعطي حجازي وماجد يوسف وحلمي سالم ووليد منير وغيرهم"، ووصف يوسف الكتاب بالفني والتعليمي والنقدي، كما وصف رزق الله "بالمشاغب". وأكد الشاعر أحمد الشهاوي علي وجود كتب كثيرة في الفن التشكيلي يغلب عليها الطابع الأكاديمي، ولا تقيم علاقة مع المتلقي غير المحترف بخلاف كتاب "كيف تري"، كما أكدت الروائية هويدا صالح علي اختلاف هذا الكتاب عن مثيليه للفنانين يوسف فرنسيس وحسن سليمان، لما يتميز به من قدرة علي الأخذ بيد المتلقي، ليتمكن من رؤية الأعمال التشكيلية بالشكل المناسب، وأرجعت لغة الكتاب البسيطة لخبرة عدلي رزق الله الكبيرة في مجال كتب الأطفال. وقال الناقد سيد الوكيل: "ما سأقوله هو انطباع متلقي وليس نقدا لأني لا أمتلك أدوات الناقد التشكيلي"، وأشار لقدرة الكتاب علي مخاطبة المتلقي بنوع من الإرشاد الذي يفيده في رؤية الأعمال التشكيلية، واكتشاف العلاقات بداخلها وتنمية حسه الجمالي، وأكد أن الكتاب يدور عبر ثلاثة مستويات: الأول تعليمي يوجه المتلقي، والثاني موسوعي يقف عند بعض المدارس والأسماء الفنية، والثالث هو اللوحات نفسها.