شن سيد عبدالغني القيادي بجبهة الإصلاح الناصرية هجوماً حاداً علي الإدارة الحالية للحزب التي يسيطر عليها شخص واحد فقط يقصد الأمين العام أحمد حسن وما لعبه فريقه في اتهام إصلاحيي الحزب بأنهم لا يتحركون إلا وقت الفراغ. وكشف عبدالغني في حواره مع "روزاليوسف" عن أن هناك حالة إقصاء إجباري لعناصر الجبهة في المحافظات متهماً الناصري بالتخاذل عن القيام بدوره الجماهيري في ظل إدارته الحالية، وأنه ترك حقوق الفقراء والعدالة الاجتماعية التي تمثل أفكار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر! ماذا قدمت جبهة الإصلاح علي مدار ال3 سنوات الماضية؟ جبهة الإصلاح كانت فريقاً من الإصلاحيين لهم رؤي إصلاحية في تعديل الحزب وإصلاحه ولم تتحول لجبهة إلا بعد انتخابات المؤتمر العام "مارس 2007" وما شابها من قصور وعوار. إلا أننا فوجئنا بممارسات إقصائية ضد أعضاء الجبهة مثل فصل محمد أبوحسين في الشرقية من جانب الفريق الذي يدير الحزب حتي أنه تم استبعاد بعض الأعضاء من اللجنة المركزية التي عقدت وقتها لاختيار القيادات التي أتت في مارس 2007 ووضعوا أعضاء آخرين غيرهم مما أصابهم بالإحباط والابتعاد عن صفوف العمل داخل الحزب! هل تغير الوضع الآن؟.. ولماذا عادت الجبهة للظهور؟! أعتقد أن الظروف تغيرت في ظل مباشرة النائب الأول بصلاحياته ودعوته للناصريين في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في ضريح عبدالناصر ضمن فعاليات ذكري ثورة 23 يوليو ولذلك أتحدث الآن عن فريق إصلاح وليس جبهة.. نوجه الدعوة لكل الغائبين عن فريق الإصلاح بالعودة من جديد في وجود إمكانية للعمل الحزبي والحوار المشترك وتغليب فكرة المصالحات علي الخصومات الشخصية. لكن عدداً كبيراً من القيادات مازال مصراً علي الابتعاد عن الحزب؟ هناك توجه من الإصلاحيين للعودة.. وهو بالمناسبة توجه عام ويجب أن يصدر من العقلاء والحريصين علي عودة الحزب للخريطة الحزبية في مصر. بماذا تفسر اعتراض البعض علي انضمامك للمكتب السياسي بعد فوزك بمقعد في مجلس المحامين العرب؟ أري أنه من حقي الانضمام للعضوية طبقاً للمادة 49 من اللائحة رغم أن سيد شعبان سبقني من قبل بعضوية المكتب السياسي من خلال هذا المقعد والآن أصبح من حقي ومن حق سيد شعبان الحصول علي عضوية المكتب السياسي، لكن الأهم من التواجد هو توافر رؤي إصلاحية.. ونحن مصممون علي تنفيذ الإصلاح عن طريق تعديل برنامج الحزب بما يسمح بالالتحام مع القضايا الجماهيرية المشتعلة وتطوير اللائحة بشكل ديمقراطي وإرساء فكرة التداول بحيث لا "تتوه" الاختصاصات وينفرد أحد بالقرار داخل الحزب فيسير الحزب بقواعد تنظيمية لا يخرج عليها أحد أياً كان. وهل أنتم بحاجة "لزقة" لكي تنضموا للمكتب السياسي رغم أنه من حقكم كما ذكرت؟ لا يمكن أن أذهب وافتح الباب عليهم لكن عرض الأمر علي أعضاء المكتب وملف دعوة أعضاء الحزب من المكتب الدائم سيكون مطروحاً عليهم.. ولا أرغب أن تكون هذه معركة أخري مع الحزب. معني ذلك أن الملف بين أيدي سامح عاشور مادام يترأس اجتماعات المكتب؟ بالتأكيد الأمر مطروح عليه.. وأعتقد أنهم عقلاء بالقدر الكافي وظروف الحزب تستوجب عليهم تقديم الأصول الديمقراطية وتوحيد الناس وإعلاء المصالحات علي العداءات التي لا تنتهي. ما رأيك فيما يطرح حول ضرورة تعديل الفكر الناصري فضلاً عن ضرورة تعديل اللائحة والبرنامج؟ هناك ضرورة لتجديد الخطاب الناصري وتحديثه عبر القضايا الاجتماعية والسياسية المختلفة وهذا لا يستهدف تغيير الفكر فهناك ثوابت أساسية للفكر مثل قضية الصراع العربي الصهيوني والوحدة العربية وفكرة العدالة الاجتماعية وهي جوهر الفكر الاشتراكي عند عبدالناصر.. فالعدالة تلاقي قبولاً أكثر من الاشتراكية بمعناها المطلق في ظل التغييرات التي حدثت في العالم.. فمثلاً قبول الرأسمالية الوطنية لا يعني القبول بالرأسمالية المتوحشة فضلاً عن ضرورة وجود القطاع العام، وبرنامج الحزب مرتبط بتجديد الخطاب السياسي الناصري. و ما القضايا التي تخلي عنها الحزب؟ هناك مثلاً قضايا مثل الري بالصرف فالشعب يعيش في معاناة خاصة المحافظات بالإضافة للمشروعات المتوحشة التي التهمت المشروعات الصغيرة.. ورغم ذلك وقف الحزب يتفرج ولم يؤد أي دور تجاه الجماهير ومن المفروض أن يدافع عنهم فالناصري هو حزب العمال والفلاحين والطبقة الوسطي.. فأين هو من ذلك؟!. ومن جهة أخري قدم الإصلاحيون حركة "مواطنون ضد الغلاء" في أعقاب المؤتمر العام مارس 2007 التي شاركت في العديد من القضايا مثل ارتفاع أسعار الأسمنت وارتفاع سعر اللحمة والحديد. هناك اتهامات موجهة لقيادات الجبهة بأنها لا تهتم بالحزب إلا في وقت الفراغ فقط.. ما تعليقك؟ هذا الكلام يحمل تفسيرين الأول يصدر من فريق حسن النية لكن خبرته قليلة ولا يدرك أهمية معركة المحامين والمعارك النقابية أما المجموعة الثانية فتسعي لاستكمال معركتها الحزبية ضد فريق الإصلاح لصالح عناصر بعينها.. وما رجعوا له لم يجد الصدي المنشود.. بل علي العكس ما حدث معي بشكل شخصي أدي إلي تعاطف الجميع معنا! ما الذي يمكن تغييره داخل الحزب بعودة سامح عاشور؟ مطلوب من عاشور أن يقوم بالتنسيق مع نواب الرئيس والمستويات التنظيمية وجماعية القيادة لنقل الحزب إلي حالة أكثر رحابة وتجديد الخطاب السياسي الناصري وفتح أبواب الحزب أمام طيوره المهاجرة وإلغاء سياسة الإقصاء والفيتو وفتح حوار ناصري ناصري وتنفيذ حق تشكيل المواقع الجغرافية التي امتنع أحمد حسن الأمين العام عن تشكيلها مادامت هذه المواقع موجودة. ولكن لماذا أصبح ينظر للناصري علي أنه حزب موسمي لا ينشط إلا في المناسبات؟ نأمل في تغيير هذا الكلام.. والفترة المقبلة ستكشف النوايا الحقيقية للتغيير وإعادة المؤسسية للحزب والشفافية داخله. من الذي يصرف علي الحزب الآن؟!.. ولماذا نسمع دائماً أنه لا يوجد متبرعون؟! الحزب غني بأعضائه وقياداته ولو وجدوا أن الحزب له مؤسسة وتدار المسألة المالية بشكل سليم وصحيح ومعلن وفق شفافية لن يتخلوا عن دعم الحزب.. فالأعضاء لهم ملاحظات في الإدارة الحزبية الحالية التي يسيطر عليها شخص واحد ولا أحد يعرف كيف تنفق الأموال ومن أين تأتي.. فالأعضاء تخلوا عن التبرع لفقدان الثقة في حالة العمل المؤسسي والشفافية.