كان حادث استشهاد الابن الأكبر للدكتور مصطفي عمارة الأستاذ بجامعة الأزهر والمشرف علي معهد إعداد الدعاة الملحق بمسجد النور من أهم الأحداث التي مرت عليه طوال حياته ويصف لنا عمارة ذكرياته بأن الاستشهاد كان في حرب أكتوبر 37 في العاشر من رمضان ولكن الخبر لم يصله إلا يوم عشرين رمضان أي بعد مرور عشرة أيام من الوفاة وهو لا ينسي ذلك اليوم بعد الإفطار إذ فوجئ بأحد أفراد الجيش من قيادات ابنه العسكرية يطرق الباب ففتح له أحد أشقاء الشهيد وما إن خرج عمارة لاستقباله حتي عرف الأمر قبل الافصاح به ولكنه تلقي الخبر بمنتهي السكينة والرضاء بقضاء الله ولكن كان عليه توصيل الخبر لزوجته ووالدة الشهيد التي كان يتوقع اصابتها بانهيار عصبي إلا أنه فوجئ برد فعلها إذ بدت متماسكة ولكن اختلطت المشاعر بداخلها ما بين حزن الفراق والفرح لولدها بنيل الشهادة في أيام مباركة كأيام رمضان. وعن يوم د. عمارة في رمضان يقول إنه يعتبر رمضان فرصة لتخزين الحسنات والبعد عن ملاهي الحياة العادية فيكثر الذكر في الأيام العادية والذي يكون بامعان في كل آية والتي يكتشف في كل قراءة لها معاني جديدة عليه لم يكتشفها من قبل ولكن يخص عمارة العشر الأواخر من رمضان والتي يعتبرها خلاصة الشهر حيث يقوم في بعضها بالاعتكاف ويقول عمارة هنا إنه لا يستطيع وصف شعوره في تلك الأيام لأنه يكون غاية في الروحانية والسمو ولا تجد الكلمات الإنسانية تعبيراً لها من قمة الخشوع ولذلك يدعو عمارة كل مسلم ومسلمة لإقامة صلاة التهجد ليلا والتي يفضل أن تكون في المسجد ليشعر أن الحياة ليست حقيقية ولكنها سراب وحلم مؤقت نعيش فيه حتي تأتي الحياة الحقيقية إن شاء الله في الآخرة.