يوكيا آمانو.. هو دبلوماسي ياباني عجوز يبلغ من العمر 62 عاما، لكن الابتسامة تعلو وجهه دائما.. يرتدي نظارة دائرية.. يعتبره البعض بلا جاذبية لكن مكمن جاذبيته هو خبرته في الملفات النووية والاستراتيجية خاصة مكافحة انتشار السلاح النووي التي تعد من التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم اليوم، والتي سيكون بالتأكيد له دور في إدارتها في ظل منصبه الجديد كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلفاً لمحمد البرادعي. ولد بعد عامين علي انتهاء الحرب العالمية الثانية في اليابان بتاريخ 9 مايو 1947، وانضم بعد دراسة الحقوق الي وزارة الخارجية عام 1972، حيث برز كخبير في نزع السلاح. وادار قسم العلوم، ثم قسم الطاقة النووية عام 1993، عين مساعدا للمدير العام في قسم مراقبة السلاح والشئون العلمية في الخارجية عام 1999، ثم مديرا له عام 2002 قبل أن يتولي الادارة العامة لدائرة نزع السلاح والحد من انتشار الاسلحة والعلوم عام 2004، قبل تعيينه مندوبا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي اطار مهامه، شارك في مفاوضات مراجعة معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية في أعوام 1995 و2000، و2005، وكذلك المفاوضات التمهيدية للمراجعة المرتقبة عام 2010 . ومن المعروف أن امانو متزوج ويتكلم الانجليزية والفرنسية بطلاقة، حيث درس عامين في فرنسا، وشغل منصب قنصل اليابان العام في مرسيليا (فرنسا) بين 1997 و1999 . اختير آمانو في يوليو الماضي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليصبح المدير العام الخامس للوكالة منذ تأسيسها قبل 52 عاماً، ويشغل ولاية أولي تستمر أربع سنوات تبدأ في ديسمبر المقبل، ثم صادق المؤتمر السنوي العام للوكالة أمس الأول علي تعيين آمانو في منصب المدير العام خلفا لمحمد البرادعي الذي سيصبح أول مدير فخري للوكالة بعد ادارته لها 12 عاما. في كلمته التي ألقاها عقب قرار تعيينه، لم يتطرق آمانو الي ايران التي تشكل أزمة كبيرة للدول الكبري، قائلا "بكل تواضع اقبل تعييني في هذا المنصب المهم واعرب عن امتناني الصادق للدول الاعضاء علي دعمها وعلي الثقة التي منحوني اياها" مشيرا الي انه "شرف عظيم له" ان يتولي ادارة الوكالة حتي نوفمبر 2013 . ولم يفت آمانو أن يشيد بسلفه البرادعي، ذاكرا "جهوده المستمرة التي لا تنسي من اجل السلام والازدهار عبر نشاطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكان الدبلوماسي الياباني قد أقر في فبراير الماضي بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تلعب مجرد دور تقني، بل دورها ايضا سياسي بامتياز لا سيما في ملفات ايران، سوريا، أو كوريا الشمالية.