لا يترك محمد عمارة فرصة.. إلا ويستغلها في بث سمومه الطائفية البغيضة، وهو يقوم بذلك باحتراف شديد وعلي فترات دورية. ومؤخراً قرأت له تصريحاً علي موقع (المصريون) يستحق النقاش لخطورة اتهاماته المرسلة التي دائماً ما تحسب خصماً من رصيد العلاقات بين أبناء الوطن الواحد. يرسخ محمد عمارة في تصريحاته مصطلح (أقباط المهجر) علي اعتبار انه مفهوم سيئ السمعة، كما أنه مفهوم غير صحيح لأن الأدق هو مصطلح أبناء مصر من المهاجرين (المسيحيين والمسلمين). كما أن تحميله لأقباط المهجر بأنهم المسئولون عن تعكير أجواء زيارات الرؤساء المصريين لأمريكا.. هو تحليل منقوص لأن العلاقات المصرية الأمريكية وما يحكمها من مصالح سياسية.. لا تتوقف علي ما يقوله البعض هنا أو هناك. أما عن ربط أقباط المهجر.. بجماعات المسيحية الصهيونية فهو ربط مخل لا يعتمد علي المعلومات؛ بقدر ما يعتمد علي العشوائية الفكرية في الحكم علي ما يدور علي المستوي السياسي. خاصة أن المسيحية الصهيونية هي اتجاه سياسي بالدرجة الأولي، وليست اتجاهاً دينياً. يقول محمد عمارة بحسم شديد إن الأقباط.. تحولوا إلي ما يشبه ورقة الضغط علي مصر كي تتزايد تبعيتها لأمريكا وخضوعها لمخططات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية في بلادنا والشرق العربي والإسلامي بوجه عام.. وهو حكم معيب مطلق يخلط فيه محمد عمارة - كعادته - بين رأي البعض الشخصي ورأي جموع المسيحيين المصريين. ولا أستطيع أن أتفهم منطق محمد عمارة بالتشكيك في وطنية أقباط الخارج والداخل حسبما يوحي بما يقوله.. وكأن أقباط الخارج غير وطنيين وغير مصريين.. وهو حكم غير موضوعي يستخدمه محمد عمارة ضمن مفردات تخوينه لكل من يختلف مع آرائه.. تحت بند الحديث عن الولاء والانتماء.. وكأنه الحارس الأمين علي الهوية الوطنية المصرية. أقول لمحمد عمارة.. نعم أبناء مصر من المهاجرين (المسيحيين والمسلمين) أو بتعبيرك (أقباط المهجر) هم شركاء في هذا الوطن علي غرار أي مواطن مصري في الداخل. ولا يعني الاختلاف مع بعضهم أو مع آراء البعض منهم.. أن نشكك في وطنيتهم وانتماءاتهم. أتفق مع رفض مفردات (الشعب القبطي) و(الأمة القبطية)، كما أرفض أيضاً الاتجاه الذي يمثله محمد عمارة، والذي ينفي (الهوية المصرية) علي المواطنين المصريين ويطمسها. بل أرفض المساومة في طمس (الهوية المصرية) في مقابل ترسيخ (الهوية العربية) فقط كبديل ثقافي وحضاري. فالهوية العربية.. مرجعية ثقافية لخلفية الانتماء المصري بالدرجة الأولي. أما حديث محمد عمارة المغرض عن المادة الثانية من الدستور، فهو حديث يخلط بين الشريعة الإسلامية كإحدي المرجعيات للمشرع المصري، وبين كونها الإجراء الحاكم للحياة اليومية المصرية وفي تصرفات (رجل الشارع) العادي، أو في تجاوزات البعض مثلما حدث في أسوان مؤخراً حيث يعتبر البعض نفسه هو الحارس الأمين وصاحب الحقيقة المطلقة وحده في تناول أمور الدين والحكم باسم الدين.