شدد المعهد القومي للتخطيط الذي يرأسه وزير التنمية الاقتصادية الدكتور عثمان محمد عثمان علي ضرورة تنفيذ استراتيجية يتم من خلالها تحديد الأولويات الوطنية لزراعة المحاصيل الزراعية المختلفة، بمعياري صافي العائد الاقتصادي لوحدة المساحة الأرضية المنزرعة، وصافي العائد الاقتصادي لوحدة مياه الري المستخدمة، واستخلاص مدي التناسق أو التباين بين الأولويات وفقا لهذه المعايير وتحديد الأولويات لزراعة المحاصيل المختلفة من منظومة المنتج الزراعي بمعيار صافي العائد المزرعي لوحدة المساحة الأرضية المنزرعة. أكد المعهد في أحدث دراسة له تحت عنوان “أولويات زراعة المحاصيل المستهلكة للمياه وأدوات تنفيذها” أن هناك حاجة إلي التوسع في الأراضي المنزرعة بالصحاري المصرية ومن ثم الحاجة إلي المزيد من المياه بغرض الزراعة في نفس الوقت الذي تواجه فيه مصر الندرة النسبية في المياه المتاحة للزراعة مع تزايد الطلب علي المياه لأغراض الشرب، والصناعة، ودخول مصر إلي مرحلة ما تحت خط الفقر المائي، مع التغيرات المناخية التي يمكن أن تؤدي إلي تناقص حصة مصر من مياه نهر النيل والتخوف من الاتجاهات المعاصرة في الأسواق الدولية للسلع الزراعية حيث ظهور استخدامات بديلة (إنتاج مصادر الطاقة) للسلع الزراعية علي حساب الغذاء.. فيما قال الدكتور عبدالقادر دياب الأستاذ بالمعهد القومي للتخطيط إن الحاجة إلي تحديد الأولويات تنشأ من تنوع وكبر حجم الاحتياجات مع محدودية الموارد اللازمة لإشباع هذه الاحتياجات كما أن تنفيذ هذه الأولويات قد يواجه بالكثير من المحددات الفنية، والاقتصادية إلي جانب الاعتبارات الاجتماعية الواجب أخذها في الحسبان. ويلفت دياب إلي أن هناك انخفاضًا في الاحتياجات المائية للمحاصيل الشتوية المنزرعة في مناطق الوجه البحري عن مثيلتها المنزرعة في مصر العليا بنسبة تتراوح ما بين٪ 11 و29٪ كما تنخفض الاحتياجات المائية للمحاصيل الشتوية المنزرعة في مناطق مصر الوسطي عن مثيلتها المنزرعة في مصر العليا بنسبة تتراوح ما بين٪ 6 و24٪.. أما الاحتياجات المائية للمحاصيل الصيفية المنزرعة في مناطق الوجه البحري فتنخفض عن الاحتياجات المائية للمحاصيل المماثلة المنزرعة في مناطق مصر العليا بنسبة تتراوح ما بين 22٪ و30٪، كما تنخفض الاحتياجات المائية للمحاصيل الصيفية المنزرعة في مناطق مصر الوسطي عن الاحتياجات المائية للمحاصيل المنزرعة في مناطق مصر العليا بنسبة تتراوح ما بين ٪12 و22٪.. تشير هذه المؤشرات إلي أن مناطق الوجه البحري تأتي في المركز الأول من حيث الأولوية في التوسع الزراعي بالأراضي الجديدة، ثم يليها في ذلك مناطق مصر الوسطي. وأضاف عبدالقادر دياب أن مياه النيل تمثل المصدر الأساسي لمياه الري لغالبية المساحة المنزرعة حيث تعتمد عليها الزراعة في مساحة وتمثل ما نسبته٪ 83 من إجمالي المساحة المنزرعة (٪5.8 في حالة محافظات الصحاري)، ثم يليها في ذلك المياه الجوفية بنسبة ٪11 (٪27 في حالة محافظات الصحاري)، ثم مياه الصرف الزراعي وبنسبة ٪2.3 (٪90في حالة محافظات الصحاري)، ثم مياه الأمطار وبنسبة ٪4٪ (66 في حالة محافظات الصحاري).