في مسعي لتجنب اندلاع أعمال شغب جديدة، قررت السلطات الإيرانية أمس الأول نقل صلاة العيد التي تقام عادة في مصلي طهران الكبير إلي جامعة طهران وسط مخاوف من مشاركة الاصلاحيين في الصلاة وتحويلها الي مظاهرات احتجاج خاصة أن المصلي يسع حوالي ثلاثة ملايين شخص. كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية إلغاء مراسم العشر الأواخر من رمضان لتفادي حشود المعارضة. وتعكس الخطوة قلقاً متصاعداً من جانب الحكومة الإيرانية خشية اندلاع مظاهرات جديدة. وقالت صحيفة "ماردومسالاري" الايرانية ان ضغوطا مورست علي عائلة زعيم الثورة الراحل الخميني لإلغاء كلمات كانت تلقي عند ضريحه بالقرب من طهران بمناسبة مرور سبعة قرون علي وفاة الامام علي بن أبي طالب. وأضافت الصحيفة ان هذه هي المرة الاولي التي لا تقام فيها مراسم الحداد عند ضريح الخميني. وجاء في البيان الرسمي أن ضريح الامام لا يمكن أن يشهد فترة الحداد هذا العام بالنظر الي المشاكل التي يواجهها. وأشارت الي أن حسن الخميني حفيد الخميني والمسئول عن الضريح "أقرب عقائديا بشكل أكبر" الي خاتمي ومير حسين موسوي المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة، فيما تبدو مؤشرات علي وجود اختلافات في الرأي بين حفيد الخميني والحكومة الايرانية. ولم تقدم الصحيفة المزيد من التوضيح لالغاء الاحتفاء غير المسبوق حيث كانت فترة الحداد من المقرر أن تستمر من 9 الي 11 سبتمبر وجرت العادة أن يلقي الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي كلمة بهذه المناسبة عند ضريح الخميني. في غضون ذلك، نشر موقع "نوروز" الاصلاحي علي الانترنت أسماء 72 شخصاً قال إنهم قتلوا في الاضطرابات التي وقعت بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها في يونيو. وقال الموقع ان نحو 30 شخصا قتلوا بطلقات رصاص فيما قتل اخرون لتعرضهم للضرب بالهراوات كما قطعت رقبة آخر وألقي بشخص من الدور الثالث لمبني وأحرقت امرأة دون أن يكتشف الامر. وتقول السلطات إن عدد قتلي اضطرابات ما بعد الانتخابات هو 26 شخصا وان هذا العدد يشمل أفرادا في ميليشيا الباسيج الاسلامية الموالية للحكومة والتي استخدمت لتفريق المتظاهرين. من جانبه، قال علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الايرانية إن الأحداث التي وقعت قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت أشبه بمناورة أبرزت نقاط الضعف والقوة وهي تمثل نعمة كبيرة، وذلك في احتفال ديني مع شعراء وأدباء ومثقفين في ذكري ميلاد الامام الحسن. وأكد خامنئي أن الحرب الناعمة هي واقع قائم في العصر الحاضر قائلا "عندما يري الإنسان التجهيز والاصطفاف والتكشير عن أنياب الحقد والغضب ضد الثورة والخميني وأهداف النظام الاسلامي، يقتنع بوجود هذه الحرب الناعمة ولو انه من الممكن ألا يري البعض ذلك". من جهة أخري، افادت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أمس نقلا عن مصادر في روسيا واسرائيل ان الموساد الاسرائيلي أحبط عملية تهريب أسلحة روسية الصنع الي ايران. وقالت إن سفينة الشحن الروسية التي اختفت اثارها مؤخرا لمدة بضعة اسابيع كانت تحمل صواريخ الي ايران من طراز اس 300 المضادة للطائرات وأن الموساد الاسرائيلي قام بتعقبها. وحسب الصحيفة فإن ضباطاً سابقين من الجيش الروسي لهم علاقة بالجريمة المنظمة هم الذين عقدوا الصفقة مع طهران. وقالت الصحيفة البريطانية إن الصواريخ المذكورة في حال وصولها الي ايران، لكانت قد عززت قدرات ايران علي الدفاع عن منشآتها النووية من هجوم جوي اسرائيلي محتمل. وفي طهران، قال حبيب الله سياري قائد سلاح البحر التابع للجيش الايراني ان القوات البحرية للجيش مستعدة لإرسال مجموعة بوارجها الحربية الرابعة قريبا إلي خليج عدن والمياه الحرة لحفظ مصالح ايران وتوفير الامن للسفن التجارية الايرانية. واضاف سياري أمس علي هامش مراسم استقبال البارجة الايرانية التي وصلت إلي مياه ايران الاقليمية بعد انتهاء مهامها في المياه الدولية الحرة وخليج عدن، ان خليج عدن يحظي بأهمية كبيرة كونه معبرا تجاريا دوليا.