بخبرة 35 عاما في المؤسسة العسكرية الأمريكية اختتمها قائدا عاما للقيادة المركزية ثم مبعوثا أمريكيا خاصا لاسرائيل والسلطة الفلسطينية، أصدر الجنرال الأمريكي أنتوني زيني كتابه الثالث الشهر الماضي بعنوان "زعامة التهمة: دروس من ساحة المعركة إلي قاعة اتخاذ القرار" الذي يحاول فيه معالجة مشكلة السمعة السيئة التي لحقت ببلاده. مؤسسة "نيو أمريكا" البحثية الأمريكية نظمت مطلع الشهر الجاري ندوة لمناقشة الكتاب تحدث فيها زيني والذي له مشاركات عديدة في أنشطة مراكز الفكر الأمريكية. الكتاب يستعرض الوضع الحالي للولايات المتحدة بعد حربي أفغانستان والعراق، منطلقا من الاعتقاد السائد عن الولاياتالمتحدة بأنها لا تكمل مهمتها إلي النهاية بعد أي حرب تخوضها نظرا لعدم وجود خطط إنمائية قابلة للتنفيذ بعد تحقيق الهدف العسكري كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية لكل من اليابان والمانيا وكذلك بعد حرب الكوريتين لكوريا الجنوبية. ويرجع زيني غياب هذه الخطط إلي استراتيجية الأمن القومي الأمريكي مشيرا إلي أنها لم تكن واضحة المعالم خلال المائة والخمسين يوما الأولي في ادارة بوش إلا أنها ظهرت كجزء من الاستراتيجية الرادعة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ثم تحولت "الاستراتيجية الإستباقية" إلي عنوان عريض للسياسة الأمن القومي التي اتبعتها الادارة الأمريكية السابقة والتي استمرت لمدة 8 سنوات متتالية مخلفة دمارا للشعبين الأفغاني والعراقي وتورطا للقوات الأمريكية ولقوات التحالف. وأوضح زيني أن ادارة باراك أوباما الجديدة أعلنت رغبتها في التغيير إلا أن ملامح هذا التغيير لم تظهر بعد وما اذا كان إتباعا لسياسة كلينتون المتمثلة في" الإندماج" أم سياسة بوش "الإستباقية".. ويري زيني من خبرته وتجربته أن الحل الجذري لإكمال المهمة العسكرية في أفغانستان والعراق كان في وجود وكالة منفصلة تضم متخصصين من أجل وضع الخطط وإمداد الجيش بالمعلومات، منتقدا قرار تسريح الجيش العراقي وعدم الحفاظ علي مصادر الدولة وثرواتها ومناديا بفتح قنوات للحوار مع حركة طالبان من أجل تحقيق الإستقرار لأفغانستان. وشدد زيني علي أن الحرب لم تعد تجري بالأسلحة التقليدية ولكن لا بد من توظيف القوة الناعمة والقوة الذكية وهي مزيج من بين القوتين العسكرية والدبلوماسية النشيطة لاصلاح صورة أمريكا في العالم.