مع انطلاق بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم خلال أيام بمصر، يتم افتتاح صرح رياضي عملاق هو استاد برج العرب الدولي الذي ستقام علي أرضه مباراة الافتتاح في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وكما عودتنا قواتنا المسلحة بمشاركتها في مسيرة البناء والتنمية كانت صاحبة السبق والريادة في تحقيق حلم بناء مثل هذا الاستاد الضخم الذي يعد أول قرية أوليمبية متكاملة. وتحقيق الحلم تطلب الاستعانة بالسواعد والخبرات المصرية من العاملين بشركة المقاولون العرب علاوة علي الاستعانة بالخبرة الأجنبية متمثلة في مكتب المعماريين الفرنسيين "مكاري وزوبلينا" ومكتب "ARCADIS" كبري بيوت الخبرة العالمية في تصميم الاستادات. الموقع الجغرافي الاستاد الجديد أقيم بمنطقة "كينج مريوط" علي مساحة 145 فدانًا يحيطه سور بطول 3 كيلو مترات وشبكة طرق داخلية تبلغ 6 كيلو مترات.. ويبعد الاستاد عن مدينة الإسكندرية مسافة 38 كيلو مترا ويطل علي أحد الطرق الرئيسية الذي يربط الثغر بمنطقة الساحل الشمالي، ويفصلها 15 كيلو مترا عن مطار برج العرب و60 كيلو مترا عن مستشفي مبارك ب(سيدي كرير) و1.5 كيلو متر عن محطة قطارات "كينج مريوط". 80 ألف متفرج استاد برج العرب الجديد والذي يعد تحفة معمارية يسع 80 ألف متفرج، موزعين علي 43 مدرجًا سفليًا تسع 38 ألف متفرج و65 مدرجًا علويًا تسع 42 ألف متفرج ولكل متفرج مقعد خاص به مرقم طبقًا للتذكرة التي يحملها، وقد راعي التصميم أن تميل المدرجات جهة الشمال بزاوية 12 درجة غرب الشمال طبقًا لاشتراطات الفيفا، وراعي التصميم أيضًا توفير زوايا رؤية جيدة لجميع المشاهدين لمتابعة مسطح الملعب دون أي معوقات، وأهم ما يميز الاستاد وجود عشر بوابات تسمح بتفريغ السعة الكاملة في زمن لا يزيد علي ثماني دقائق دون زحام. ولتوفير سبل الراحة للمتفرجين تم إنشاء 700 دورة مياه و32 كافتيريا موزعة علي جميع مناسيب الاستاد لكي لا يشعر المتفرج بالعناء في الوصول إليها. مواقف السيارات ويضم الاستاد موقف سيارات يسع 5 آلاف سيارة و200 أتوبيس بالإضافة إلي مهبط للطائرات والمقصورة الرئيسية مغطاة بمظلة تغطي 35٪ من نسبة الاستاد وهي أكبر مظلة في الشرق الأوسط طولها 200 متر ومساحتها 12 ألف متر مربع بما يوازي ثلاثة أفدنة. كما تم تجهيز ملعبين للتدريب بمدرجات تسع لألفي مشاهد لكل ملعب وخزان مياه أرضي سعة 2000 متر مكعب وصالة ألعاب مغطاة بسعة عشرة آلاف متفرج وفندق لاستضافة اللاعبين بسعة 200 سرير ومبني إداري علاوة علي أربع غرف ذات مساحات كبيرة باستاد لخلع الملابس تستوعب أربع فرق بالاضافة لغرفتي احماء بمسطح 287 مترًا لكل غرفة وأيضا توفير مساحات ضخمة لتغيير ملابس مجاميع العروض المشاركة في الاحتفالات. والملعب مجهز بنظام إضاءة ذاتي ولوحة إعلان نتائج إلكترونية وأجهزة تصوير وإعادة اللقطات الفنية وشاشات للعرض تمتاز بنقاء الصورة وإعادة العرض والتسجيل للأحداث الجارية وساعة الكترونية. تم تركيب تكييفات تغطي ربع الاستاد ويشمل غرف خلع الملابس والصالونات والمداخل، والاستاد مزود أيضًا بمركز صحفي متكامل به جميع وسائل الاتصال ومنصات ثابتة لأكثر من 6 كاميرات، علاوة علي مدرج يسع ل3000 صحفي ويضم كبائن للمذيعين وانفاق للطوارئ وسيارات الإسعاف. امتزاج الخبرات! من جانبه علق المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب أن الاستاد هو إحدي ثمار التعاون المزدهر بين قواتنا المسلحة والشركة.. فالقوات المسلحة بحق صاحبة إرادة تصنع المعجزات وخير دليل علي ذلك استاد برج العرب الذي امتزجت فيه الخبرات لتثمر في وقت قياسي لا يتعدي العامين هذا الصرح الرياضي الكبير الذي استمد تصميمه من الحضارة الفرعونية القديمة وجمع بين عراقة الماضي وتكنولوجيا المستقبل. أسلوب التنظيم وأهم ما تم مراعاته في تصميم الاستاد الفصل الكامل بين حركة اللاعبين والمنظمين والحكام عن الجمهور من لحظة وصولهم إلي الاستاد حتي دخولهم أرض الملعب عن طريق ثلاثة انفاق يتصل أحدهما بجراج خاص لسياراتهم أسفل سطح الأرض. تحديات المشروع وتعد أكبر التحديات التي واجهت المشروع الجمع بين عناصر الجودة وحسن الأداء واختصار مدة التنفيذ من ثلاثة أعوام إلي أقل من عامين وهي معادلة صعبة تم التغلب عليها باستخدام أحدث أنظمة البناء من شدات خاصة للإطارات والحوائط من شركات ألمانية ونمساوية مستخدمة في تنفيذ الكباري العملاقة، كما تم تشييد محطة خلط خرسانة قدرة 50م3 في الساعة ومصنع لتشكيل الحديد قدرة 60 طنًا في اليوم داخل الموقع لسرعة الانجاز، كما تم تصنيع وتركيب لأول مرة بالشرق الأوسط مظلة معدنية عملاقة بأيد مصرية 100٪ يبلغ وزنها 3400 طن. تشجير الاستاد في الإطار ذاته أشار المهندس ماجد جورج وزير البيئة إلي تشجير الاستاد ب500 نوع من الأشجار ونخيل زينة منها "نخيل بريتشارد، الأكاسيا، الهيسكس، الدودنيا.. وغيرها" والذي يتم تربيتها في مشتل فرع الإسكندرية التابع للوزارة. درة المنشآت فيما وصف المهندس حسن صقر - رئيس المجلس القومي للرياضة ستاد برج العرب بدرة المنشآت الرياضية ومفخرة لكل المصريين وعمل نموذجي بكل المقاييس فهو حقًا سيمفونية رائعة ومنظومة متكاملة وانجاز ضخم يعكس الواقع الباهر والخلاق لقدرة أبناء مصر علي قهر المستحيل والانطلاق بلا حدود إلي آفاق العالمية.