أكد الرئيس محمد حسني مبارك أن أفريقيا ملتزمة بالسعي المشترك والتحرك الجاد من أجل إنهاء النزاعات الأفريقية وإحلال السلام بما يؤهل القارة للتفرغ لمشروعها الأهم من أجل البناء والتقدم. دعا الرئيس دول القارة لتفعيل جهودها من خلال آليات أفريقية تختص كل منها ببحث كل نزاع من النزاعات الأفريقية ، بحيث تعقد كل آلية اجتماعات دورية لمتابعة تطورات النزاعات محل اختصاصاتها وجهود تسويتها ، وذلك بالتنسيق مع المفوضية الأفريقية والتجمعات الإقليمية القائمة. جاء ذلك خلال كلمة التي وجهها الرئيس مبارك للدورة الخاصة لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي لبحث وتسوية النزاعات في أفريقيا بالعاصمة الليبية طرابلس. وأكد الرئيس مبارك حرص مصر علي وضع جميع إمكاناتها في خدمة العمل الأفريقي المشترك في مجالات حفظ السلام وحل النزاعات ، وذلك للاستفادة من خبراتها المتراكمة عبر المشاركة في 27 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة منذ العملية الأولي بالكونغو عام1960 فضلا عن مشاركتها الحالية في الجانب الأعظم من عمليات حفظ السلام في القارة ، وأهمها في دارفور وجنوب السودان وعلي حدود السودان مع تشاد وأفريقيا الوسطي. وأوضح أن الرؤية المصرية لحل النزاعات الأفريقية تتركز علي تدعيم قدرات الإتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن ، وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في مجال عمليات حفظ السلام ، وتفعيل دور التجمعات الإقليمية في تحقيق السلام والأمن. وقال الرئيس مبارك إن تحقيق الأمن والاستقرار في أفريقيا لايقتصر فقط علي تسوية النزاعات ومعالجة جذورها ، وإنما يمتد أيضا إلي إعادة الإعمار بعد إحلال السلام .. وهو أمر يجب أن يحظي بالأولوية من جانبنا، كما يقتضي التنسيق والتشاور مع الشركاء الدوليين من أجل توفير الدعم اللازم لإعادة البناء والإعمار ، وتهيئة الأجواء المواتية للنمو والتنمية وتحقيق تطلعات الشعوب للحياة الكريمة، وبعيدا عن الصراع المسلح والاقتتال وإراقة الدماء وإهدار الموارد والثروات. وأكد الرئيس أن السلم والأمن هما ركيزتا التنمية ، وبدونهما يصعب تحقيق آمال الشعوب الأفريقية للتقدم والحياة الأفضل ، ونحن نشترك جميعا في المسئولية أمام شعوبنا والأجيال القادمة لتهيئة البنية المناسبة لاستغلال الإمكانات الكامنة في قارتنا، ولن يتأتي ذلك دون تسوية منازعات القارة تسوية نهائية من أجل تركيز الجهود علي تحقيق التنمية لشعوبنا. وأضاف "إن المسئولية الأولي في التحرك لتسوية المنازعات الأفريقية يتحملها بالدرجة الأولي أطراف النزاعات أنفسهم ، ونحن ندعوهم إلي تجاوز خلافاتهم والتوقف عن استخدام لغة السلاح واللجوء للحوار والطرق السلمية من أجل التوصل لإنهاء النزاعات القائمة والتي أثبتت التجارب أنها لن نسفر عن منتصر أو مهزوم.