ظاهرة رمضانية إيمانية اختلف أساتذة التاريخ في تحديد بدايتها فهل تعود لعصر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أم لأحمد بن طولون.. إنها موائد الرحمن التي يعد الأمير ابن الضرات بحي شبرا من أشهر أصحابها، حيث كانت له أرض واسعة تدر عليه مليوني دينار سنويا وكان ينفقها في رمضان حيث يعد موائد بطول 500م ويجلس علي رأسها 30 ملعقة من البلور يأكل بكل منها مرة واحدة ثم يلقي بها ويستخدم غيرها، وتطورت الموائد حتي تولي بنك ناصر الاجتماعي الإشراف عليها وكان أشهرها التي تقام بجوار جامع الأزهر ويفطر عليها أربعة آلاف صائم، وتعددت أشكالها وتنوعت من إقامتها علي أيدي الفنانين ورجال الأعمال وتطورت حتي استحدثت وسيلة التوصيل للمنازل والتي فضلها الكثيرون لأنها ترفع الحرج عن المحتاجين فضلاً عن عدم احتياجها مكانًا متسعًا وتشمل حراس العقارات والمجندين، ولكنها تعتمد علي قائمة المحتاجين المحددين سلفا، كذلك اختارت بعض الجمعيات توصيل الوجبات الجافة بدلا من الساخنة فيما أطلق عليها الصندوق التمويني. ونظرا لاقتحام عالم التكنولوجيا في حياتنا استحدثت بعض الجمعيات خدمة التبرع الإلكتروني، وهي عن طريق استئجارهم رقم إنترنت مجانيا يدخل عليه من يريد التبرع علي أن تقوم الجمعية بنشر الرقم في أقصي نظاق فضلا عن حملات دعاية لحث الجمهور علي استخدامه لفترات طويلة. أما هذا العام فاستحدثت إحدي الشركات الإماراتية وسيلة التبرع لموائد الرحمن عن طريق رسائل المحمول والتي تغطي 3 مدن مختلفة، عن طريق إرسال رسائل نصية قصيرة تتضمن مجال التبرع المرغوب فيه بدءًا من إفطار، صدقة، مسجد علي الأرقام المعلنة سلفًا بحسب المبلغ المرغوب به، لتقوم الشركة بإعداد خيام الإفطار وذلك علي غرار الحملة التي جمعت ملايين الجنيهات لضحايا غزة. علي الرغم من بساطة الفكر إلا أنها نجحت في إفطار آلاف الجهات في مختلف المدن وفتحت الآفاق للتبرع ولو بنصف جنيه.