لأسباب غير معلنة، أجل الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارته لإسرائيل والتي كان مقررا لها أن تجري خلال أيام، ليفتح بذلك الباب أمام شهية إعلامية رأت في بعضها التأجيل لأسباب فنية تتعلق بانشغال أوباما داخليا في الترويج لمشروعه للتأمين الصحي، بينما تجاوزت بعض الرؤي لحد اعتبار القرار ضغوطا من أوباما علي حكومة بنيامين نتانياهو بشأن الاستيطان واستكمال مسار السلام العربي الإسرائيلي. واسندت مصادر إسرائيلية ما سمته بفقدان الرئيس الأمريكي الثقة في الإسرائيليين إلي اقتصار زيارته للشرق الأوسط في يونيو الماضي علي الدول العربية فقط، وهو ما فسره مساعدوه وقتها بأن الرئيس ينوي تخصيص زيارة خاصة للدولة العبرية والسلطة الفلسطينية لاحقا. وقالت المصادر إن السياسيين الإسرائيليين ارتكبوا أخطاء جسيمة في تعاملهم مع ملف الاستيطان تحديدا خاصة في ظل ما رأوه من موقف حازم لأوباما مطالبا بتجميد المستوطنات، وهو ما دعمته حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية الناشطة في حقوق الإنسان والتي كشفت في تقرير لها أمس عن استمرار حكومة نتانياهو في تكثيف البناء في مستوطنات القدسالشرقيةالمحتلة وهو ما اعتبرته تضليلاً من الحكومة لإدارة أوباما بعد أن ابلغتها في وقت سابق أنها أوقفت تلك الأنشطة الاستيطانية. في المقابل رهنت مصادر فلسطينية عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن وبنيامين نتانياهو وباراك أوباما علي هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل بالتوصل إلي اتفاق حول تجميد الاستيطان الإسرائيلي بشكل كامل. وبسبب مواقفه من الاستيطان انهارت شعبية أوباما بين الإسرائيليين بشكل حاد.. وأظهر استطلاع للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أن 5 ٪ فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن أوباما يعمل لصالح إسرائيل مقابل 59 ٪ يعتبرونه متحيزا للفلسطينيين، بينما قال 40 ٪ إنه يهمل إسرائيل و29 ٪ رأوا أنه معاد لبلادهم.