رداً علي تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التي هاجم فيها قادة الاصلاح واتهمهم ضمناً بالتواطؤ مع الغرب أظهر الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي تحدياً غير مسبوق حيث طالب حلفاءه بالمضي في الدرب، ولو بلغ ما بلغ دون أن يبالي بتكاليف هذه المعركة من سجن واعتقالات حتي لو سقط بعض الاصلاحيين علي قارعة الطريق. وأكد خاتمي في تصريحات صحفية أن ما يدفع الاصلاحيين ليصروا علي البقاء في الساحة أكثر من أي وقت مضي هو وجود أدعياء وأحياناً قادة لا يؤمنون أصلاً بالثورة وطريق الامام الخميني ونهجه فضلا عن وجود أشخاص ندموا علي خطهم السابق وأداروا ظهورهم للثورة. وجدد الرئيس الإيراني السابق أن الانتخابات الرئاسية الماضية التي فاز فيها نجاد بولاية ثانية تم تزويرها وقال بثقة كبيرة لأنصاره : " باقون في الساحة ونواصل العمل من أجل التغيير". وكان نجاد قد اعترف في تصريحات له عقب ادائه صلاة الجمعة امس الاول بحدوث انتهاكات في سجن "كهريزك" و"الحي الجامعي"، لكنه برأ قوي الأمن منها واعتبر ذلك سيناريو الأعداء اليائسين المرتبطين بالمتآمرين حسب تصريحاته واتهم المعارضة بالتواطؤ مع الغرب و تحديدا بريطانيا لتغيير النظام السياسي للبلاد ودعا إلي معاقبتهم. من ناحية أخري تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الملف النووي الإيراني الذي صدر أمس الأول وأشار إلي استمرار طهران في انشطتها النووية، حيث ذكرت ان الدول الغربية رفضت بادرتين صدرتا عن الجانب الايراني بهذا الصدد، وهما الموافقة علي قيام مفتشي الوكالة بزيارة مصنع المياه الثقيلة الذي يقام حاليا في "ارك" وتوسيع المراقبة في مفاعل "ناتانز" وان الغرب ينظر إلي هاتين البادرتين باعتبارهما أداة لتخفيف ضغط المجتمع الدولي عليها. واضافت الصحيفة: أن لندن وواشنطن وباريس ستضغط باتجاه فرض مزيد من العقوبات علي ايران في حال عدم قبولها بحزمة الحوافز المعروضة عليها مقابل وقف التخصيب قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة قريبا. وأفادت "الجارديان": إن العقوبات قد تستهدف هذه المرة قطاع النفط الايراني الذي يعاني من نقص في امدادات المشتقات النفطية والتقنية التي تحتاجها طهران لزيادة انتاج قطاعي النفط والغاز وزيادة صادراتها منهما. مشيرة إلي شعور المسئولين الاوروبيين والامريكيين بالقلق من إمكانية ان تؤدي هذه العقوبات إلي زيادة شعبية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. ومن المقرر ان يعقد المديرون السياسيون لوزارات خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا اجتماعاً في مدينة فرانكفورت الألمانية الأربعاء المقبل لمناقشة الخطوات المقبلة المتعلقة بالملف النووي الإيراني. من جانبه صرح شمس الدين حسيني وزير الاقتصاد الايراني ان بلاده دخلت السوق النووي و تفوقت في عملية تخصيب اليورانيوم بفضل انجازاتها الاخيرة التي تمثلت في حيازتها هذه التكنولوجيا. ونقلت قناة "برس تي في " الايرانية عن حسيني قوله امس إنه رغم عمليات التخريب والتهديدات، إلا ان بلادنا دخلت الساحة التجارية للمنتجات النووية". ولم يقدم حسيني أي ايضاحات بشأن انواع المنتجات او الزبائن من الدول التي استوردت المنتجات النووية الايرانية.