منذ بداية القرن الواحد والعشرين وقد أصبح تعبير الإصلاح علي كل لسان ويتسابق الكل علي الحديث عن ذلك الإصلاح سواء كان إصلاحاً اقتصاديا أو سياسيا وإن كان هناك خلاف ما حول أسبقية الإصلاح السياسي أو الاقتصادي عن الآخر ناهيك عن تلك النظرة التي تبنت توافق وتوازي الإصلاحين بعضهما مع بعض وإن كان النظام في مصر قد بدء بما يسمي بالإصلاح الاقتصادي دون استشارة أو أخذ رأي أحد. ذلك الإصلاح الاقتصادي الذي سعي بخطوات واسعة نحو بيع المؤسسات الاقتصادية الرابحة قبل الخاسرة تحت مسمي الخصخصة ناهيك عن تلك الحوافز التي أغدقت علي كل من لا يستحق تحت مسمي تشجيع القطاع الخاص والأجنبي للاستثمار في مصر وقد تم ذلك سواء كان هذا من عنديات الحكومة أو بناء علي روشتة البنك الدولي وصندوق النقد ومع ذلك وللأسف لم يتواز مع تلك الإصلاحات الاقتصادية ما هو مأمول ومرتجي من مثيل لها من إصلاحات سياسية تتسق مع ما يسمي بالنظام الليبرالي الجديد والذي تبشر به وتتبناه تلك المؤسسات وهذه الدول وعلي رأسها بالطبع أمريكا والإصلاح السياسي هنا لا خلاف حوله ولا اختلاف حول مكوناته والتي تعتمد علي الديمقراطية كآلية سياسية توفر للمواطن إمكانية المشاركة في اتخاذ القرار السياسي تلك المشاركة التي تحقق من خلال انتخابات نزيهة بإشراف قضائي تشارك فيها كل الأحزاب تلك الأحزاب التي يصبح لها الحق في الإعلان عن نفسها من خلال الالتفاف الجماهيري الذي تحوزه تلك الأحزاب علي ألا تكون أحزابا دينية أو أحزابا تملك تنظيمات عسكرية ناهين تلك المرحلة التي تسيطر فيها تلك اللجنة المسماه بلجنة الأحزاب إصلاح سياسي يفعل مواد الدستور ويطبق القانون ليصبح واقعاً سياسيا معاشا وليس مواد مكتوبة لا تغادر الأوراق وذلك حتي نضع أقدامنا علي أول طريق يحقق المواطنة الكاملة وغير المنقوصة لكل المصريين دون تمييز أو تفرقة إصلاح نري فيه مبدأ الفصل بين السلطات واقعاً لا تعتدي عليه سلطة من السلطات الثلاثة علي الأخري.. إصلاح نحلم من خلاله بأن نري ما يسمي بتداول السلطة واقعاً وليس حلماً بعيده المنال وذلك حتي لا تتصور حكومة أي حكومة أنها بعيدة عن المراقبة الشعبية الحقيقية وحتي يصبح مجلس الشعب مجلساً للشعب همه هموم المواطن وعمله تحقيق آماله وليس أشياء أخري لا علاقة لها بأي شعب وأيضا حتي يعلم كل حزب أن بناءه مرهون بمدي ارتباطه بالجماهير ويصدق تعبيره عن هذه الجماهير لأن الجماهير عندئذ هي الأداة الوحيدة لكي يصل أي حزب للحكم وهذه هي خصائص الديمقراطية وهذه هي سمات التعددية الحزبية وبالطبع تلك الأشياء وغيرها كثير ستكون هي الطريق الصحيح لحل مشاكل المواطن التي استحكمت علي رقاب العباد وأيضا ستكون هي بمثابة الأمل في مستقبل يري فيه المواطن تحقيق كل آماله والتي يعلم الجميع أنها لا تتعدي أن يحصل علي حياة تحقق له الإحساس بإنسانيته ومن الطبيعي ستكون تلك الإصلاحات هي حل لكل مشاكل من يسمون بالأقليات تلك المشاكل التي كانت ومازالت تستغل كتكئة لكل الأجندات الأجنبية للتدخل في شئون مصر بصورة أو بأخري فإذا كانت مثل هذه الإصلاحات محل اتفاق لكل التوجهات السياسية بل هي تتقدم كل أجندات الأحزاب والتنظيمات والمجتمع المدني فما هي المشكلة؟ المشكلة التي لا أجد لها حلا والسؤال الذي أعرف أكثر من جواب له هو أن بعض هذه الأحزاب وبعض تلك الشخصيات التي قد أبتلي بها الشعب المصري متخيلين أنهم قد أصبحوا زعماء لهذا الشعب أن هؤلاء تصوروا وتخيلوا بل هم قد استسهلوا ولا أقول أنهم تعاقدوا مع أحد أن تحقيق ذلك الإصلاح السياسي المنشود فهذا من وجهة نظرهم لا يحتاج إلي نضال ولا عرق ولا ثمن ولا فعل سياسي حقيقي ولا حركة بين الجماهير ومعها ولا علاقة لهذا بخلق تلك المصداقية وهذه الثقة بين هؤلاء وبين الجماهير التي يدعون النضال عنها حيث أصبح النضال في نظر هؤلاء هو فتح دكانة تابعة لمنظمة خارجية تقوم بتمويل تلك الدكاكين علي أن يقوم كل دكان بدور مرسوم له حتي تتكامل الأدوار فمن يكون دوره النضال من أجل الديمقراطية ومن يكون نصيبه تحرير المرأة ومن هم تابعون لدكاكين مشاكل الأقباط وكفي الله المؤمنين القتال فالإصلاح في نظرهم هو فتح الخط مع الدكان الرئيسي في الخارج والأهم أمريكا ولا مانع من مراسلة أوباما محرر العالم ومؤسس الديمقراطية للشعوب المقهورة و محرر الأقليات الدينية بأن يضغط علي الأنظمة لتحقيق تلك الديمقراطية ولتحرير الأقليات وهنا نقول أن ذلك الأسلوب إذا كان يتخفي وراءه من يسمون أنفسهم بتجار حقوق الإنسان فهؤلاء لا علاقة لهم بنضال سياسي حقيقي ولا يملكون أي مصداقية جماهيرية فدورهم الأجندات الخارجية وهمهم التمويل الأجنبي أما الأحزاب ومن يدعي السياسة فهؤلاء طريقهم مختلف فلا أمريكا و لا الأموال الأجنبية ولا الضغوط الخارجية تحقق إصلاحاً حقيقياً الإصلاح والديمقراطية وحق المشاركة السياسية والمشاركة في كل ما يملك هذا الوطن الذي هو ملك لكل أبنائه لا يأتي بغير النضال السياسي الذي يتم فيه دفع الثمن لا يكون بغير المشاركة السياسية من خلال الشارع السياسي لا يكون بغير تحرك جماهيري يزيل السلبية عن تلك الجماهير ويعيد المصداقية معها حتي تشارك لأنه لن يحسم الأمر غير الجماهير المصرية و لا يأتي بالإصلاح غير المصريين فللأمريكان مصالحهم ولكل دولة مصالحها ولن تتفضل دولة وتتعطف وتتبرع بإصلاح دولة أخري فهذا عبط سياسي أو تبعية ثقافية وسياسية للآخر لن تفيد ولن نجني من ورائها أي إصلاح ومن يريد الإصلاح يأتي إلي مصر ويشارك ولن تفرز المظاهرات أمام البيت الأبيض أي إصلاح كان أبيض أو أسود.