فى إطار الحرب «الأوكرانية- الروسية» المستمرة، أعلنت بعثة «جمهورية دونيتسك الشعبية» لدى «مركز التحكم والتنسيق المشترك»، فى بيان، أمس، أن القوات المسلحة الأوكرانية قصفت أراضى دونيتسك 5 مرات خلال ال 24 ساعة الماضية. وقال البيان «خلال ال 24 ساعة الماضية، سجل مكتب البعثة 5 حوادث إطلاق نار من قبل القوات الأوكرانية»، حسب ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأضاف البيان: «لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين، ولحقت أضرار بمبنى سكنى واحد فى دونيتسك، فضلاً عن منشأة للبنية التحتية المدنية، وإن القوات المسلحة الأوكرانية قصفت مناطق كويبيشيفسكى وكيروفسكى وبيتروفسكى فى دونيتسك. فيما استأنفت شركات النقل البولندية إغلاق معبر ياودين- دوروسك الحدودى بين بولندا وأوكرانيا والذى تم فتحه منذ أسبوع. وعلى الجانب البولندى من الحدود تكدست 1800 شاحنة تقريباً فى طابور امتد لمسافة 48 كلم، بحسب تصريح متحدثة باسم الشرطة لوكالة الأنباء البولندية «بى.أيه. بى» أمس الاثنين. وبحسب سائقى الشاحنات، فإنه يتم السماح بمرور العربات التى تحمل المساعدات الإنسانية والسلع سريعة التلف إلى الجانب الأوكرانى خلال ساعة واحدة من وصولها للحدود. يذكر أنه تم رفع إغلاق معبر ياودين-دوروسك الحدودى فى 11 ديسمبر الجارى بعد تدخل من رئيس الإدارة الإقليمية البولندى. ورغم ذلك أعلنت شركات النقل اعتزامها استئناف الإغلاق، بعد الطعن أمام القضاء على قرار حظر الإضراب الذى أصدره المدير الإقليمى وحصولها على حكم لصالحها. وفى الوقت نفسه استمر إغلاق معبرى هيربين وكوركتسوفا، حيث يعترض سائقو الشاحنات على المنافسة غير العادلة من حيث الأسعار من جانب أوكرانيا، مما أدى إلى تراجع نشاط هؤلاء السائقين. على جانب آخر، قال وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون إن الهجوم المضاد الذى شنته القوات المسلحة الأوكرانية فى الصيف لم يكن ناجحا للغاية، لكن سيكون هناك «فصل رابع» فى الصراع بين موسكو وكييف. جاء ذلك وفق ما أعرب عنه كاميرون خلال مؤتمر صحفى فى باريس عقب المفاوضات مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا. وتابع كاميرون: «إن الأمر يشبه عرضا مسرحيا يتضمن عدة فصول. بالطبع كان الفصل الثالث صعبا فى ساحة المعركة، إلا أن الفصل الرابع لا يزال بحاجة إلى الكتابة. ونحن بحاجة للتأكد من أنه مكتوب على نحو صحيح من قبل الأصدقاء والشركاء والعالم الغربى». وأطلق كاميرون على الفصل الأول من الصراع ما أسماه «الهجوم الروسى»، والذى بحسبه «لم يكن ناجحا»، والثانى هو «استعادة كييف لجزء من أراضيها». فى الوقت نفسه، أكد كاميرون أن فرنسا والمملكة المتحدة ستدعمان أوكرانيا فى «الفصل الرابع من المسرحية»، داعيا الغرب إلى «الثبات فى دعمه لأوكرانيا». ويقوم الجيش الأوكرانى بمحاولات هجومية فاشلة منذ بداية يونيو، ووفقا لوزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، فقد فقدت كييف فى 6 أشهر أكثر من 125 ألف شخص وأكثر من 16 ألف قطعة سلاح، فيما أكد الجانب الروسى مرارا وتكرارا أن الهجوم لم يحقق نتائج مهمة لأوكرانيا. وفى الأسابيع الأخيرة، صدرت تصريحات متكررة فى الغرب، وفى كييف نفسها مفادها أن الهجوم المضاد لم يكن ناجحا «بالقدر الكافى»، وأن الوضع على الجبهة كان بمثابة «طريق مسدود» بالنسبة للجانب الأوكرانى. وعلى جانب العلاقات الروسية الفنلندية، أعلنت الخارجية الروسية استدعاء سفير فنلندا على خلفية نواياها بتوقيع اتفاقية تعاون دفاعى ثنائية الأسبوع المقبل مع الولاياتالمتحدة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فى بيان، «تم استدعاء السفير الفنلندى فى موسكو، أنتى هيلانتيرا، إلى وزارة الخارجية الروسية فيما يتعلق بموافقة الحكومة على إبرام اتفاقية تعاون دفاعى مع الولاياتالمتحدة، وأُبلغ الدبلوماسى أن روسيا لن تبقى مكتوبة الأيدى دون رد على الحشد العسكرى لحلف شمال الأطلسى على الحدود مما يهدد أمن روسيا، وسنتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة القرارات العدوانية لفنلندا وحلفائها فى الناتو». وشددت زاخاروفا على أن «مسؤولية تحويل منطقة حسن الجوار إلى منطقة مواجهة محتملة تقع بالكامل على عاتق السلطات الفنلندية الحالية». ووقّعت فنلنداوالولايات المتّحدة أمس الأول، اتفاقاً لتعزيز التعاون العسكرى بين البلدين، وذلك غداة التحذير الذى وجّهه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى الدولة الاسكندينافية، ردّاً على انضمامها إلى حلف شمال الأطلسى.. وبموجب هذه الاتفاقية ستتمكن واشنطن من إرسال قوات لفنلندا، الواقعة شمالى أوروبا، والتى تشارك حدودا مع روسيا، لتعزيز دفاعها وتخزين أسلحة ومعدات عسكرية هناك وغيرها من البنود. تجدر الإشارة إلى أن فنلندا انضمت رسميا لحلف شمال الأطلسى فى الرابع من أبريل الماضي، لتصبح العضو 31 فى الحلف.