مع دخول كارثة الزلزال المدمر فى المغرب يومها الخامس، اليوم الأربعاء، لا يزال رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية، التى تضررت بشدة جراء الزلزال، فى محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، ولإيصال المساعدات للأسر المنكوبة. وقد خيم قرويون فى أجزاء عديدة من المغرب دمرها أكبر زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من قرن فى العراء لليلة الرابعة والخامسة. وشعر سكان إقليم الحوز خلال الليلة الماضية بهزة ارتدادية خفيفة، وقد بلغت قوتها 3.8 درجة بحسب المركز الأورومتوسطى لرصد الزلازل. وقبل ذلك أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى أكثر من 2862 قتيلًا، بالإضافة إلى أكثر من 2562 جريحًا. وأشارت الوزارة إلى أنَّ عدد الوفيات فى إقليم الحوز مركزِ الزلزال ارتفَع إلى أكثر من 1600، وأنَّ السلطات تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفّل بالمصابين من الضحايا، فضلا عن تعبئة كلّ الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار الزلزال. وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن الناجين من الزلزال الذى وقع فى منطقة جبال الأطلس الكبير فجر السبت وبلغت قوته 7 درجات، وسوى بالأرض منازل تقليدية مبنية من الطوب اللبن تعج بها المنطقة. ويتضاءل لأمل فى اليوم الخامس على الزلزال المدمر، فالقرى فى منطقة جبال الأطلس النائية يصعب الوصول إليها. ويسابق رجال الإنقاذ الوقت بحثاً عن ناجين، لكن المشاهد من إقليم الحوز، بؤرة الزلزال، تشى بأن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق. الطرقات الترابية الضيقة فى تلك المناطق الجبالية، صعبت وصول سيارات الإسعاف والإنقاذ إليها، كما أن بيوت المنطقة مبنية من الطوب اللبن والأخشاب غير قادرة لتحمل الزلازل. وأدى الزلزال إلى سقوط الجدران البسيطة تاركا السكان القرى النائية يبحثون على أحبابهم العالقين تحت الأنقاض. قرية مولاى إبراهيم المنكوبة على سبيل المثال، تحولت من مقصد سياحى لكومة ركام إذ تعرضت لدمار واسع جراء الزلزال، وهى على بعد 45 كيلومترا فقط شمال شرقى مركز الزلزال. الخيم التى كانت تنصب عادة للاحتفالات أصبحت مأوى للمتضررين. ويمتاز إقليم الحوز بطابعه الجبلي، كما يضم هذا الإقليم ثانى أعلى جبل فى إفريقيا.. وللمفارقة، يرجح علماء تشكل جبال الأطلس نتيجة تصادم قارتى أميركا وإفريقيا. من جهته، كشف رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، مساء أمس الثلاثاء، 3 مراحل سيجرى تنفيذها لمواجهة تداعيات أزمة الزلزال المدمر. وقال أخنوش، فى حديثه للصحفيين عقب اجتماع وزارى عقد بالعاصمة الرباط أن هناك عدة مراحل فى مواجهة تداعيات الزلزال. المرحلة الأولى تخص تدبير الأزمة، والتى نقوم بها بكفاءة كبيرة، إضافة إلى إنقاذ الأرواح وإسعاف الجرحى وتبسيط إجراءات الدفن وإيصال الإعانات الغذائية والصحية. المرحلة الثانية تهم إعادة إعمار منازل المواطنين المتضررين، كما سنقوم بصرف تعويضات لهذه الساكنة. تفاصيل التعويضات سيتم حسمها فى الأيام القليلة المقبلة. المرحلة الثالثة هى الاهتمام بالخدمات العمومية فى المناطق، التى شهدت الزلزال، مثل الصحة والتعليم والطرق والماء والكهرباء، بهدف مواكبة مرحلة إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى طبيعتها. وأوضح أن أكثر من 500 مدرسة تضررت، إضافة إلى إغلاق عدد من الطرق، لافتا العاهل المغربى الملك محمد السادس أمرنا بدعم المواطنين. كشفت تقديرات هيئة المسح الجيولوجى الأميركية، أن المغرب يواجه خسائر محتملة تصل إلى 8 بالمئة من الناتج المحلى الإجمالى إثر الزلزال المدمر الذى ضرب مناطق متفرقة من البلاد، ومن المرجح أن تتراوح الخسائر بين مليار دولار و10 مليارات دولار، وفقا للأرقام التى أعلنت عليها هذه الهيئة. وحسب المصدر ذاته، فإن الزلزال ضرب البلاد قبل أسابيع من ذروة موسم السياحة، علما بأن القطاع كان قد شكّل أكثر من 10 بالمئة من النشاط الاقتصادى وإجمالى العمالة قبل جائحة كورونا، وفقا للمجلس العالمى للسفر والسياحة.