ارتفعت حصيلة قتلى زلزال المغرب إلى 2012 شخصاً على الأقل بينهم فرنسى، مع دخول عمليات الإنقاذ مرحلة صعبة، فى ظل استمرار التمشيط بين الأنقاض بحثاً عن ناجين، حسبما أعلنت وزارة الداخلية المغربية. وتستمر دول عربية وأجنبية فى تقديم العزاء، وعرض تقديم المساعدات. واستيقظت المملكة، أمس الأول السبت، على هول الصدمة والهلع غداة هزة أرضية بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطنى للبحث العلمى والتقني، مشيراً إلى أن مركزها يقع فى إقليم الحوز، جنوب غرب مدينة مراكش التى تعتبر مقصداً سياحياً كبيراً. وقالت وزارة الداخلية فى بيان، إن حصيلة الجرحى وصلت إلى 2059 مصاباً بينهم 1220 فى حالة حرجة، معظمهم فى إقليم الحوز الجبلى جنوبمراكش. وتحدثت تقارير إعلامية محلية عن صعوبات تواجه فرق الإنقاذ فى العمليات الجارية بإقليم الحوز. وإقليم الحوز، الذى يعد المتضرر الأكبر من الزلزال، يمتاز بتضاريس جبلية، بحكم وقوعه فى منطقة جبال الأطلس الكبير، ما يجعل وصول المساعدات وفرق الإنقاذ أمراً صعباً. فى غضون ذلك، أعلن مسئول بوزارة الخارجية الفرنسية أن مواطناً فرنسياً لقى حتفه وأصيب 8 آخرين فى الزلزال. 3 أيام حداد وطني قبل ذلك، أعلن الديوان الملكى أن العاهل المغربى الملك محمد السادس، أعلن الحداد الوطنى 3 أيام مع تنكيس الأعلام، عقب الزلزال المدمر. وذكر الديوان الملكى فى بيان، أن الملك ترأس اجتماعًا مخصصًا لبحث الوضع فى المملكة فى أعقاب الزلزال، ووجه بتعزيز فرق البحث والإنقاذ والوسائل اللازمة لتسريع إنقاذ وإجلاء الجرحى، وتشكيل لجنة وزارية لوضع برنامج عاجل لإعادة تأهيل وإعمار المناطق المتضررة، إضافة إلى تزويد هذه المناطق بالماء الصالح للشرب، وتوزيع حصص غذائية وخيام وأغطية على المنكوبين. وعرضت قنوات التلفزة المحلية مساء السبت مشاهد جوية لبعض القرى، وقد هدمت تماما، معظمها من بيوت طينية، فى مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. كما أظهرت المشاهد مشاركة متطوعين من السكان المحليين فى عمليات إنقاذ. قرى مدمرة ونقلت فرانس برس عن شهود عيان أن قرية «تفغاغت» الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترًا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترًا جنوب غرب مراكش، دمرت بشكل كامل. بينما واصل أفراد من القوات المسلحة الملكية البحث لانتشال الجثت العالقة وسط الأنقاض، مساء السبت، كان سكان القرية يتوافدون على مقبرة لدفن نحو 70 ضحية وسط أجواء ملأتها صرخات ونحيب الكبار والصغار، وفق مراسلى وكالة فرانس برس. وفى طريق هذه القرية، تقع قرية أخرى تسمى بمولاى إبراهيم، عاشت نفس الأجواء الجنائزية، بينما كانت فرق الإنقاذ تحاول البحث عن ناجين تحت الأنقاض، بحسب الوكالة. وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب. لكنه وصف أيضا «بالاسثتنائى» نظراً لبؤرته الواقعة فى قلب جبال الأطلس الكبير، حيث تنتشر العديد من القرى التى يصعب الوصول إليها. وقال المكلف بقسم عمليات الإنقاذ فى المديرية العامة للوقاية المدنية الكولونيل هشام شكرى للتليفزيون المغربى العمومى: إننا «أمام حالة طارئة ولكن فى الوقت نفسه استثنائية لأن لا أحد من السكان كان يتوقع حدوث زلزال فى هذه المنطقة، قوته ومكانه يجعلانه زلزالاً استثنائياً». فى 24 فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط، وأسفر عن سقوط 628 قتيلاً، وأضرار مادية جسيمة. فى 29 فبراير 1960 دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي، مخلفاً أكثر من 15 ألف قتيل، أى ثلث سكان المدينة.