زار الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قواعد للجيش بالقرب من العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى بورتسودان، مقر الحكومة المؤقت، وفق مصدرين حكوميين. وأفاد هذان المصدران أن زعيم الجيش السودانى يعتزم أيضا مغادرة السودان لإجراء محادثات فى دول الجوار. كما ينوى البرهان وهو رئيس مجلس السيادة الحاكم أيضا، رئاسة اجتماع لمجلس الوزراء. جدير بالذكر أن البرهان كان قد غادر مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذى تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد فى مقاطع فيديو وصور فى مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل. كما تداول الجيش مقاطع فيديو للبرهان وهو يزور قاعدة لسلاح المدفعية فى عطبرة بولاية نهر النيل شمالى الخرطوم. وظهر الجنود وهم يحملون البرهان. ويذكر أنه، بينما يقاتل الجيش قوات الدعم السريع فى الخرطوم ومنطقتى كردفان ودارفور إلى الغرب، لا تزال مناطق وسط وشمال وشرق البلاد هادئة وتحت سيطرة الجيش. وإلى ذلك، لم تفلح محاولات للوساطة بينهما إذ يقول دبلوماسيون: إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه. وشهدت البلاد فرار أكثر من أربعة ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها فى دارفور. من جهتها، قالت الأممالمتحدة على لسان وكيل أمينها العام المكلف بالشئون الإنسانية مارتن غريفيث: «يهدد هذا الصراع الذى يستشرى كالنار فى الهشيم وما خلفه من جوع ومرض ونزوح الآن بأن يأتى على البلد بأكمله». كما عبر فى بيان عن قلقه إزاء إنتشار أعمال العنف فى ولاية الجزيرة جنوبالخرطوم مباشرة، حيث توغلت قوات الدعم السريع. وتعتبر الولاية سلة الغذاء للبلاد. من جانبها، قالت سوزانا بورغيس من منظمة أطباء بلا حدود بعد أن عادت إلى جنيف من الحدود التشادية هذا الأسبوع للصحافيين: إن اللاجئين لم يتلقوا حصصا غذائية فى أغسطس، وإن عدم كفاية إمدادات المياه دفع البعض إلى البحث عن المياه الجوفية. كما ذكر متحدث باسم الأممالمتحدة فى بيان صحافى فى جنيف أن نداء من أجل السودان لجمع 2,6 مليار دولار لم يتلق سوى 26 % فقط من المبلغ المطلوب، ودعا الجهات المانحة إلى الإسراع فى تقديم المبالغ التى تعهدوا بها. من جهتها، أدانت الولاياتالمتحدة فى بيان انتشار العنف الجنسى المرتبط بالصراع فى السودان والذى قالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن مصادر يعتد بها، منها الضحايا، نسبته إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية والميليشيات المتحالفة معها.