فى ضوء ما يحدث على جبهة القتال «الروسية- الأوكرانية»، قالت الحكومة البريطانية إن روسيا تناشد «رجولة» المجندين المحتملين، فى بحثها عن متطوعين للجيش. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الأحد، فى تحديثها الاستخباراتى المعتاد على موقع «تويتر»، بأن وزارة الدفاع فى موسكو تعلن عن طلب متطوعين من خلال حملة واسعة النطاق على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اللوحات الإعلانية والتلفزيون. وبحسب البيان، فإن الإعلانات الجديدة تخاطب «الكبرياء الذكوري» للمجندين المحتملين و»الرجال الحقيقيين»، كما تسلط الضوء على الفوائد المالية للتجنيد. ومن جانبها، ترى وزارة الدفاع البريطانية أن الحملة هى محاولة «لتأجيل أى تعبئة إلزامية علنية جديدة، لأطول فترة ممكنة، لتقليل المعارضة المحلية». جدير بالذكر أن وزارة الدفاع البريطانية تنشر تحديثات يومية بشأن مسار الحرب، منذ اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بناء على معلومات استخباراتية. مساعدات أكثر على الجانب الأوكراني، دعا نائب وزير الخارجية الأوكرانى أندريه ميلنيك إلى مساعدات عسكرية غربية «أكثر بعشر مرات» فيما تكافح بلاده لصد الغزو الروسي. وكتب ميلنيك وهو سفير أوكرانيا السابق لدى ألمانيا عبر تويتر: «نحن ممتنون لحلفائنا على مساعدتهم العسكرية. لكنها لا تكفي. تحتاج أوكرانيا مساعدات أكثر بعشر مرات لإنهاء الغزو الروسى فى العام الجارى»، داعيًا أنصار أوكرانيا إلى «تجاوز جميع الخطوط الحمراء الصناعية»، فى إشارة إلى تردد بعض الحلفاء فى إمداد أوكرانيا بأنظمة أسلحة أقوى، كما دعاهم إلى إنفاق 1% من الناتج الإجمالى المحلى على الأسلحة التى يتم إرسالها إلى أوكرانيا. وفى هذه الحالة سيكون نصيب ألمانيا، أكبر اقتصادات أوروبا، أكثر من 39 مليار دولار. لكن الدبلوماسى الأوكرانى قال إن هذه المبلغ أقل مما كان ينفقه الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ووفقًا لميلنيك قدم داعمو أوكرانيا أسلحة وعتاد بما إجماليه نحو 55 مليار دولار كمساعدات حتى الآن. شحنة إسبانية وبدورها، أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبليس أن 6 دبابات من طراز «ليوبارد» تعهدت مدريد بإرسالها إلى كييف، باتت فى طريقها الى أوكرانيا وستصلها خلال أيام. وقالت: إن «هذه الدبابات إضافة إلى زهاء 20 مركبة نقل، تمّ تحميلها فى ميناء سانتاندير (شمال) وتتّجه الى أوكرانيا، وستصلها خلال الأيام الخمسة أو الستة المقبلة». وأشارت الوزيرة إلى أن 4 دبابات أخرى من طراز ليوبارد تخضع للتصليح حاليًا، وسيتم إرسالها الى أوكرانيا أيضًا متى تمّ إنجاز ذلك، ويأتى ذلك فى إطار المساعدات التى وعدت دول غربية عدة بتوفيرها إلى كييف لدعمها فى مواجهة الغزو الروسى. حظر مرور السلع عبر روسيا على جانب آخر، يستعد الاتحاد الأوروبى لدراسة اقتراح بفرض حظر على مرور العديد من السلع والبضائع عبر روسيا، فيما يحاول التكتل تشديد تطبيق العقوبات المفروضة خلال السنة الماضية، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء، امس الأول. وذكرت مصادر مطلعة على الاقتراحات أن حظر العبور قد يمتد إلى العديد من سلع التكنولوجيا وسلع أخرى، من بينها عدة أنواع من المركبات، لكن لن يتم حظر عبور جميع السلع والبضائع من النقل عبر روسيا فى الطريق إلى دول ثالثة. وسيكون الحظر جزءًا من حزمة جديدة تعدها المفوضية الأوروبية، وتمكنت موسكو من التحايل على قيود مفروضة على سلع تكنولوجيا خاضعة لعقوبات. قبول المدفوعات بالروبل واليوان فى المقابل، قال نائب رئيس الوزراء الروسى ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستواصل قبول المدفوعات مقابل صادرات الطاقة بالروبل الروسى وباليوان الصينى، فى ظل مساعى موسكو للتخلى عن التعامل بالدولار الأمريكى واليورو. وتخفض روسيا مستوى العلاقات التجارية والثقافية مع الغرب، بعد أن فرضت عليها حزمة عقوبات واسعة النطاق منذ بدء ما تصفها «بالعملية العسكرية الخاصة» فى أوكرانيا فى فبراير2022، وتقيم موسكو علاقات وثيقة مع الصين المتعطشة للطاقة بالإضافة إلى الهند ودول أخرى تعدها روسيا دولًا صديقة. وكان السبب فى التحركات الروسية للتخلى عن التعامل بالدولار واليورو هو مصادرة الغرب لنحو 300 مليار دولار، أو نصف الاحتياطات الروسية الدولية، بعد إرسال موسكو عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا العام الماضي.