للوهلة الأولى، وبمجرد أن تنظر إلى مصغرات الفنانة الإسكندرانية عزة عاطف، تعتقد أنه أنواع مختلفة من الأكلات المصرية التى نعشق رؤيتها على المائدة فى المناسبات المختلفة، ولكن عندما تقترب أكثر تدرك أخيراً أن هذه المجسمات التى تبدعها بأناملها الذهبية ما هى إلا مصغرات من الصلصال الحرارى بحجم العملات المعدنية متقن الصنع بكل تفاصيله الدقيقة. تقول عزة: منذ 7 سنوات اشتريت صلصال بالصدفة، ووقتها اكتشفت شغفي، ففى البداية كنت أصمم أشياء تقليدية بالصلصال حتى قومت بعمل أكلة بالصلصال الحراري، ومن وقتها وقفت كل شيء أقوم بتصميمه و تخصصت فى مصغرات الأكل. تعشق عزة الشغل اليدوى والهاند ميد بكل أنواعه منذ صغرها، وعندما اكتشفت شغفها بعد الزواج وإنجاب أطفالها الثلاثة، قامت بعمل أكلات كثيرة و بدأت مشروعها الخاص وهو توثيق الأكلات المصرية بالصلصال الحرارى و بدأت هاشتاج #مصغرات _ الأكل _المصري، حيث تصمم مجسمات مصغرة لمختلف أنواع الطعام المصرى بحجم عملة الجنيه المعدنية، وكل قطعة تصنعها تكون فريدة من نوعها فلا تعمل منها أى قطع شبيهة، ولكن النتيجة النهائية تشعرها بالبهجة، كما أنها تحتفظ بها فى منزلها ولا تبيعها. تصنع عزة مجسمات الطعام من خامة الصلصال الحرارى، وهو أقسى قليلا من الصلصال العادى لكن يستغرق وقت طويل حتى يتم تليينه، كما يتم إدخاله الفرن على مراحل وعلى درجات حرارة معينة ولفترات معينة وفقاً لحجم المجسم الذى تصنعه وعندما يخرج من الفرن يكون محتفظاً بشكله، فتضع عليه ورنيش أما الصلصال السائل فتصنع منه صوصات الطعام المختلفة. صنعت عزة معظم الأكلات المصرية وكل أاكلات المواسم والأعياد، إذ قامت بتصميم عزومة أول يوم رمضان من بط والمحاشى بأنواعها والرقاق والأرز وطاجن البامية بالمشروبات الرمضانية والكنافة والقطايف، وفى الأعياد تعمل مصغرات البسكوت والكعك على مرحلتين، الأولى مشهد العجين والثانية عند رشه بالسكر بالإضافة إلى الترمس وفى عيد الأضحى تصنع الطعام الخاص به من لحمة وفتة وأكل المسامط، وفى شم النسيم تجهز مصغرات الرنجة والفسيخ والسردين، وفى المولد النبوى تحرص على تصميم كل أنواع حلوى المولد، وكل ذلك فى حجم الجنيه المعدن تقريباً. قررت عزة أن تطور من موهبتها، و فقامت بتصميم الأكلة بخطوات طبخها بالصلصال الحراري، فتصمم المحشى وتحضيراته وهو نيء ومطهو، و مسقعة وصينيه بطاطس وكشرى وفول وفلافل، بالإضافة إلى الفطير المشلتت و الكبسة السعودي، أما أول أكلة صممتها فكانت مكرونة بالبشاميل وسندويتش كبدة إسكندرانى. وأوضحت: أعرض تصميماتى على صفحات السوشيال ميديا، وكثير من الأطفال يبدوا إعجابهم بهذه المصغرات ويحاولون تصنيع مثلها بالصلصال العادي، لذلك أقدم لهم مسابقات تشجيعية ليقوموا بقضاء وقت فراغهم فى شيء مفيد يخرجون فيه طاقتهم ويتعلمون منه الإتقان والدقة ويرسلوا لى أعمالهم فأنشرها على الصفحة بأسمائهم ليشعروا أنهم مؤثرين، كما تأتينى طلبات بعمل كورسات أو قناة تعليمية، وبالفعل أنشئت قناة على يوتيوب أوضح من خلالها طريقة التصميم بالتفصيل بخطوات واضحة و بسيطة وشيقة.