عقد قادة مجموعة السبع، أمس الإثنين، قمة افتراضية مكرسة خصوصًا للحرب فى أوكرانيا وتداعياتها. وشارك قادة هذه الدول السبع (الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا واليابان) فى هذه القمة. وعقد المستشار الألمانى أولاف شولتس، الذى يتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع خلال السنة الحالية، مؤتمرًا صحفيًا فى برلين. وأجرى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الأحد، محادثات كل واحد على حدة مع نظيريه الأمريكى جو بايدن والفرنسى إيمانويل ماكرون تحضيرًا لهذه القمة، فضلًا عن مؤتمر لدعم أوكرانيا ينظم اليوم الثلاثاء فى باريس. وأفاد قصر الإليزيه أن رؤساء جمهورية ورؤساء وزراء من 47 دولة سيشاركون فى المؤتمر، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وجدد بايدن، الأحد، دعمه لأوكرانيا، على ما أوضح البيت الأبيض. وتأتى القمتان فى وقت تستهدف فيه القوات الروسية منشآت خدماتية أساسية فى أوكرانيا، ما يسبب خصوصًا انقطاعًا فى التيار الكهربائى يطال ملايين الأشخاص فيما درجات الحرارة متدنية جدًا. فى سياق متصل، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، أمس، فى محاولة للاتفاق على فرض مزيد من العقوبات على روسيا وتخصيص مليارى يورو إضافية، ما يعادل 2.11 مليار دولار لتزويد أوكرانيا بأسلحة. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت المجر ستعرقل بعض القرارات واللجوء إلى ما يصفه دبلوماسيون ب«دبلوماسية الابتزاز» بسبب خلاف بشأن أموال مجمدة من الاتحاد الأوروبى لبودابست. وقال دبلوماسى كبير فى الاتحاد الأوروبى للصحفيين: «هناك اتفاق من حيث المبدأ، ولكن هناك أيضًا مشكلة كبيرة لم يتم حلها»، مشيرًا إلى استخدام بودابست حق النقض. وقال: «إنه نوع من دبلوماسية الابتزاز لا نفضل رؤيته ولكنه ما هو عليه». وناقش وزراء الخارجية الحزمة التاسعة من العقوبات الروسية التى من المقرر أن تضع ما يقرب من 200 شخص وكيان آخرين على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي. من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه يجب تحويل الشراء المشترك للغاز إلى واقع بعد فشل روسيا فى ابتزاز أوروبا بسلاح الغاز. وأضافت فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية تسعى إلى الشراء المشترك للغاز لضبط الأسعار، مشيرة إلى أنه سيتم تأمين الكميات المطلوبة من الغاز المسال. وأكدت أن الاتحاد الأوروبى لا يزال يواجه عجزا فى إمدادات الغاز خلال عام 2023. وفى تصريحات سابقة قالت فون دير لاين، إن روسيا مهتمة باستخدام الغاز كسلاح، حتى إذا كان يعنى ذلك تدميره بدلا من بيعه، وذلك ضمن ردها على العقوبات الغربية بسبب غزوها لأوكرانيا. وكانت موسكو قد قطعت إمدادات الغاز للاتحاد الأوروبى مطلع هذا العام، ردا على العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. وقالت فون دير لاين «نرى روسيا تحرق الغاز بدلا من بيعه». وأضافت أن السلوك الروسى «يحدث نقصا فى أسواق الطاقة عالميا ويتسبب فى ارتفاع الأسعار». ولذلك سوف تستثمر أوروبا ما لا يقل عن 4 مليارات يورو (4.1 مليار دولار) فى الطاقات المتجددة مثل الهيدروجين على مدار الخمسة أعوام المقبلة. وقالت فون دير لاين إن ذلك سوف يطلق أيضا استثمارات خاصة ضخمة. من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، فى تقييم استخباراتى لها، إن روسيا ليس لديها حاليا القدرات اللازمة لغزو الأراضى فى أوكرانيا، حتى فى الوقت الذى تقول فيه موسكو إن هناك مساحات شاسعة من الشرق والجنوب تخضع لسيطرتها، رغم الانتكاسات. وقالت وزارة الدفاع البريطانية فى لندن، إن «روسيا ما زالت تهدف على الأرجح إلى بسط سيطرتها على مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون». وجاء فى التقرير اليومى الصادر عن بريطانيا بشأن الحرب فى أوكرانيا، أمس، أنه «من غير المرجح فى الوقت الحالى أن تحقق استراتيجية روسيا أهدافها، من المستبعد جدًا أن يتمكن الجيش الروسى حاليا من تكوين قوة ضاربة فعالة قادرة على استعادة السيطرة على تلك المناطق». وتابعت أنه «من غير المرجح أن تحقق القوات البرية الروسية تقدما هائلا من الناحية العملياتية خلال الأشهر القليلة المقبلة».