أكد الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الدور المتزايد لتكنولوجيا المعلومات فى إتاحة تقديم الرعاية الصحية فى جميع أنحاء العالم وفى الدول الإفريقية بصفة خاصة، مما ينعكس على جعل أنظمتنا الصحية أكثر كفاءة ومرونة فى تلبية احتياجات الناس وتوقعاتهم، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية لديها تجارب ناجحة فى مجال الرعاية الصحية عن بعد، والذى ينتظر أن يحدث نقلة نوعية فى تقديم خدمات الرعاية الصحية فى أفريقيا، وتدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الشاملة بالقارة، مشيرا إلى أنه وفقا لبعض التقديرات، قد تساهم حلول التطبيب عن بعد فى توفير 4.28 مليار دولار أمريكى سنويا من تكاليف الرعاية الصحية، وتمكن للمرضى من الحصول على خدمة أقل تكلفة صحية بتكلفة أقل، خاصة بعد عدم حاجتهم إلى تحمل نفقات التنقل، والتى يمكن أن تصل فى المناطق الريفية إلى آلاف الأميال. جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذى نظمته الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والجمعية الدولية للتطبيب عن بعد، تحت عنوان: «الصحة الرقمية فى إفريقيا: وضع الاستراتيجيات والشراكات»، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وممثلى منظمات الجايكا، واليونيسيف، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الوكالة الفرنسية للتنمية، إلى جانب بعض المنظمات غير الهادفة للربح فى مجال الرعاية الصحية، مثل منظمة صحة الأسرة العالمية FHI360، وممثلى وزارة الخارجية المصرية، وعدد من الشركات الدولية. وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن «التطبيب عن بعد» نجح فى إعادة تشكيل مستقبل الرعاية الصحية للسنوات القادمة، فعلى مستوى العالم، ازداد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى دعم خدمات الرعاية الصحية بشكل كبير، حيث يمكننا الآن أن نرى تقدم التكنولوجيا المستخدمة فى النظم الصحية فى البلدان المتقدمة والنامية، أيضًا من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي، وانترنت الأشياء، والمستشفيات الذكية، وجراحة الروبوتات، ونظم المعلومات الصحية، وأنظمة دعم القرار، والطب الدقيق. أوضح د.أشرف إسماعيل أن قصص النجاح للتطبيب عن بعد والاتجاهات العالمية أظهرت الكثير من التطبيقات له فى جميع مجالات تقديم خدمات الرعاية الصحية مع تحسين تجربة المرضى، والتزامهم بخطط الرعاية الخاصة بهم، كما مكنت مقدمى الرعاية الصحية من التواصل مع مرضاهم وإنقاذ حياتهم خاصة بعد تيسير إمكانية الوصول للمرضى فى أى مكان، لافتا إلى عمل التطبيب عن بعد على تحسين التعامل مع الأمراض المزمنة، كما ازداد أيضا الاتجاه نحو العلاج النفسى عن بعد، وتمكن الأطباء النفسيين من متابعة مرضاهم، فضلا عن تحسن تجربة المرضى من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، حيث تمكنهم من الحصول على الخدمة الصحية عن بعد، بدلا من الزيارة الدائمة للطبيب، بالإضافة إلى التكنولوجيا القابلة للارتداء، التى يمكننا من خلالها دمج بيانات المريض فى المنزل، ضمن نظام الرعاية الصحية الأكبر، وتعزيز متابعة وعلاج المرضى. وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الهيئة أدركت الأهمية الكبيرة للتطبيب عن بعد، وعملت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، جنبا إلى جنب مع جميع الشركاء المعنيين فى مصر لصياغة إطار قانونى للتطبيب عن بعد فى مصر، والذى يمهد الطريق لإصدار معايير GAHAR للتطبيب عن بعد. مؤكدا على أهمية المشاركة الكاملة للحكومات الوطنية والهيئات ذات الصلة، فى جميع المشروعات أو المبادرات المتعلقة بالتطبيب عن بعد فى المنطقة الأفريقية، من أجل الوصول إلى نظام قوى وفعال لخدمات الرعاية الصحية وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن التعاون الأفريقى الأجنبى للمساعدة فى تطوير أو توفير البنية التحتية اللازمة لخدمات الرعاية الصحية عن بعد بفاعلية، بالإضافة الى وضع التشريعات واللوائح، وكذلك حلول الأمن السيبرانى لحماية حقوق مقدمى الخدمات ومتلقيها وتعليم الناس وتوعيتهم لأنهم علامة فارقة فى نجاح هذه التجربة. يناقش المؤتمر الذى يقام بمصر للمرة الأولى، وتستمر فعالياته لمدة يومين، أبرز التحديات التى تواجه الأنظمة الصحية فى القارة الأفريقية وكيف يمكنها الاستفادة من إمكانيات التطبيب عن بعد فى مواجهتها خاصة مع ما شهدته الصحة الرقمية من خطوات متسارعة أثناء جائحة كوفيد-19 وما بعدها، وتأثير ذلك على الاستثمارات فى القطاع الصحى بالقارة، كما يناقش المؤتمر من خلال استعراض التجارب المختلفة أوجه استجابة المؤسسات من مختلف انتماءاتها للحاجة إلى رقمنة الأنظمة الصحية، ودور سياسات وتشريعات التطبيب فى الوصول لنموذج العمل الأمثل. ويشارك بالمؤتمر الذى يعقد على 65 متحدثا بالجلسات، من بينهم 36 خبيرا أجنبيا، إلى جانب ممثلى عدد من الدول الأفريقية من غانا، جنوب أفريقيا، نيجيريا، المغرب، تونس، كوت دى فوار، أثيوبيا، تنزانيا، موريتانيا، مالي، كينيا، توجو، كما يشارك بورش العمل متخصصون من الإمارات، والسعودية، باكستان، والهند، سويسرا، بلجيكا، فرنسا، إنجلترا، وكندا.