افتتحت د.ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 الجلسة رفيعة المستوى حول «تحقيق الصلة بين تغير المناخ والتنوع البيولوجى»، بمشاركة جون كيرى المبعوث الرئاسى الخاص للمناخ بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنجر أندرسن المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، وسيمون ستيل الأمين التنفيذى لاتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ وإليزابيث مريما، الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجى. وأطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال كلمتها على يوم التنوع البيولوجى «يوم الحياة»، فهو الغذاء والمياه والمأوى، مؤكدة أن حكومة مصر خلال رئاستها لمدة أربع سنوات لمؤتمر التنوع البيولوجى COP14، بذلت جهودا حثيثة لجمع كل الأطراف والشركاء معا، لمناقشة ونسج إطار عمل خارطة طريق التنوع البيولوجى لما بعد 2020، لذا نحرص على مراجعة مدى التقدم المحرز فى المفاوضات والمناقشات لاعتماد خارطة الطريق لمؤازرة الدولة المضيفة لمؤتمر التنوع البيولوجى، وحشد التمويلات للتنوع البيولوجى، والخروج بمبادرة الحلول القائمة على الطبيعة وكيفية تنفيذها. وشددت الوزيرة، على الفرصة المميزة لإيجاد الحلول خلال مؤتمر المناخ كمؤتمر للتنفيذ، لذا حرصت الرئاسة المصرية للمؤتمر على تخصيص يوم للتنوع البيولوجى، لتسريع الزخم السياسى حول التنوع البيولوجى والمناخ وفى قلبها الأراضى ومكافحة التصحر، والجمع بين اتفاقيات ريو الثلاث التى أعلنها المجتمع الدولى فى 1992، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة والوصول للأهداف المنشودة، ومناقشة تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجى، والتزامات الدول فيما يخص صون التنوع البيولوجى والسكان المحليين. ولفتت إلى ما سيقدمه يوم التنوع البيولوجى ليكون نقطة فارقة فى الطريق نحو مؤتمر التنوع البيولوجى COP15 الشهر المقبل، حيث سيعرض قصص النجاح التى تبرهن قدرتنا على تحقيق الهدف معا، كما سيتم إعلان عدد من المداخلات ومبادرات مثل مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة. وأشارت إلى ثلاث رسائل أساسية يركز عليها يوم التنوع البيولوجى للبناء عليها، وهى إعلان 92 دولة خلال مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26 وجدنا تضمينها الطبيعة فى خطط مساهماتها الوطنية المحددة، وما رأيناه فى مؤتمر الأممالمتحدة للمحيطات من إظهار 51 دولة التزامها لزيادة صون البيئة البحرية وتخصيص مليار دولار لصون البيئة البحرية بالشراكة مع القطاع الخاص، وما تم إعلانه خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27 بتخصيص 100 مليون دولار للدول الأقل نموًا والجزيرة للحلول القائمة على الطبيعة، وإعلان الولاياتالمتحدة تخصيص 25 مليار دولار للحلول القائمة على الطبيعة، وإعلان 1.5 مليار دولار للغابات والحفاظ على الحياة المستدامة للسكان المحليين، وهذا يؤكد إمكانية إتاحة التمويل. ولفتت إلى الجهود المبذولة فى فى مجال التصحر بالحد من تدهور الأراضى وإعادة النظام البيئى وتدهور الغابات، مثل المساهمة تقليل الانبعاثات السنوية الناتجة عن الأراضى بمعدل أكثر من 5.8 جيجا طن، وتقديم المانجروف كمثال جيد يخدم التوازن بين التنوع البيولوجى والمناخ، حيث أعلنت مصر بدء مشروعها لإعادة زراعة المانجروف لتقليل الانبعاثات صون التنوع البيولوجى. وأشادت الوزيرة بجهود الولاياتالمتحدةالأمريكية السكرتارية العامة للأمم المتحدة فى عقد الأممالمتحدة للمحيطات، باعتبار المحيطات عاملًا أساسيًا فى تقليل الانبعاثات العالمية وتحسين مناخ الأرض والتى تنتج 50٪ من الأكسجين على كوكب الأرض، ويمتص 25٪ من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون ويلتقط 90٪ من الحرارة الزائدة الناتجة عن هذه الانبعاثات طبقا لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. وفيما يخص الشعاب المرجانية، أشارت إلى التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والذى يشير إلى أن 99٪ من الشعاب المرجانية، سيتم فقدها إذا تجاوزنا درجتين مئويتين من الاحترار، كما تعد الشعاب المرجانية موطنًا ل30٪ من الحياة البحرية، وتخدم ما يصل إلى مليار شخص بحماية السواحل، ومصايد الأسماك، وسيكون لفقدانها عواقب وخيمة على صحة الإنسان خاصة وعلى الاقتصاديات القائمة عليها. وقالت وزيرة البيئة: «أدركت مصر الحاجة الملحة للحفاظ على النظام البيئى لبيئتها البحرية، والتصدى لتهديد تغير المناخ وابيضاض هذه الشعاب وتخلل المحيطات، خاصة أن البحر الأحمر فى مصر يضم، ثلثى أنواع الشعاب المرجانية فى العالم، بما فى ذلك السواحل المصرية له، وتبعا لما أشار له التقارير بأن الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر أقل معاناة من نظيرتها، وأكثر قدرة على المواجهة فستكون آخر شعاب مرجانية عالمية على الكوكب، لذا قررت مصر أن تضع كل المناطق العامرة بالشعب المرجانية بها تحت الحماية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتعاون مع الشركاء لضمان ذلك» من جانبه أعرب جون كيرى المبعوث الرئاسى الأمريكى لشئون المناخ عن سعادته بالتواجد، موجها خالص الشكر للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ على رئاسة وتنظيم هذا المؤتمر العظيم، والذى أعطى الفرصة لتوضيح أزمة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجى للعالم وعلينا التعاون من أجل التصدى لتلك الظاهرة وإيجاد الحلول تجاهم، مضيفا أن السلوكيات التى يقوم بها الانسان حول العالم ساهمت فى القضاء على ما يعادل 50% من الكائنات الحية القابلة للانقراض على كوكب الارض، والتى تساعد على ضبط التوازن البيئى وتجنب إحداث خلل فى البيئة. وأكد جن كيرى، أن الحفاظ على النظام البيئى وتعزيزه هو المفتاح الذى سيساعد على إطلاق العنان لإظهار إمكانيات النظام البيئى الطبيعى والذى يساعد على معالجة أزمة المناخ نفسها، وعلى تخزين مختلف الغازات والكربون، حيث أثبت العلماء مدى تأثير الكربون على المحيطات، مؤكدًا ضرورة العمل على معالجة ذلك، إضافة إلى إمكانية الغابات فى لعب دور طرد غاز ثانى اكسيد الكربون وما يسببه من تلوث، مضيفا أننا بحاجة إلى احترام الطبيعة أكثر من ذلك، مشيرًا إلى كلمة «بايدن» الرئيس الامريكى عند زيارته هنا للمؤتمر «نحن لا نحتاج إلى زيادة التكونولوجيا بل نحتاج أكثر إلى تعلم كيف نحترم الطبيعة»، وعلينا أن نتعلم أن النظم البيئية المتنوعة يجب الحفاظ عليها أكثر من تدميرها. وأشار جون كيرى، إلى تأكيد الولاياتالمتحدةالامريكية على أن حلول الطبيعة أكثر فاعلية ومرونة لمعالجة الكوارث البيئية وفقد التنوع البيولوجى، مشيرًا إلى إطلاق البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضى خريطة حلول الطبيعة والتى ستضع الولاياتالمتحدةالامريكية على الطريق الصائب لاستخدام حلول الطبيعة فى معالجة أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجى، كما طورت أمريكا استراتيجية للاستفادة بحلول الطبيعية وقمنا بالفعل بخطوات تنفيذية تتماشى مع خارطة الطريق حيث وفرت الوكالة 25 مليار دولار لتمويل البنية التحتية تستخدم لدعم حلول الطبيعة وتوسيع استخدام حلول الطبيعة بطريقة أكثر مرونة، كما تم القيام بتنفيذ خطة الرئيس الأمريكى جو بايدن حول الغابات العالمية حيث تم توفير 1.5 مليار دولار للحفاظ عليها من خطر الكربون، مضيفا أنه منذ مؤتمر cop26 ونحن نعمل بشكل كبير على دعم الجهود العالمية وبتسهيل السياسة الخاصة بقضايا التمويل المناخى. وقال مريما رئيس اتفاقية التنوع البيولوجى إن قضايا تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجى كان يتم تناولهما بشكل منفصل لمدة طويلة ولكن من الآن يجب أن يتم تناولهما معا لأنها مرتبطتان إحداهما بالأخرى، مؤكدة أنه من الفيضانات الى موجات الجفاف واحداث أثرت على التنوع البيولوجى وكانت مرتبطة بتغير المناخ، حيث إن تناول قضية تغير المناخ مع فقد التنوع البيولوجى يجب ان يكون متسقًا مع التأكد من ان البشر حول العالم فى صحة ورخاء، فهذا هو وقت الاستثمار فى المستقبل المستدام. وأضافت أننى لا استطيع أن أصف شعورى اليوم فقد اتخذنا خطوة كبيرة، وهى أن نجد يومًا مخصصًا للتنوع البيولوجى فى مؤتمر المناخ COP27 نحن نتجه نحو الهدف وهذا يدل أن الحكومات بدأت تقتنع بالصلة الوثيقة بين التنوع البيولوجى وتغير المناخ وخرجت من اطار الملاحظة إلى إطار اتخاذ خطوات فعلية، مؤكدة ثقتها فى أن ما يحدث حاليا سيساعد فى الجمع بين العديد من الأصوات المختلفة فى محاولة لتعزيز الإجراءات تجاه معالجة الأزمة المزدوجة المتمثلة فى فقدان التنوع البيولوجى وتغير المناخ. إننى أتطلع إلى تبادلاتنا المثمرة اليوم، بالإضافة إلى استمرار المحادثات المهمة والحفاظ على الزخم بعد COP27 بينما ننتقل إلى اتفاقية التنوع البيولوجى COP15.