تشير التوقعات فى انتخابات التجديد النصفى لمجلسى النواب والشيوخ الامريكى، إلى تقدم العديد من الأعضاء الجمهوريين بسهولة فى الشيوخ، وبحسب النتائج الأولية التى ظهرت أمس، والتى يمكن أن تفضى إلى عهد يشهد حكومة منقسمة وتقليص سلطة الرئيس جو بايدن فى واشنطن. ومع إغلاق صناديق الاقتراع فى الانتخابات النصفية بعموم الولاياتالأمريكية أمس، فمن غير المحتمل ظهور النتيجة النهائية فى أى وقت قريب، إذ يترقب ملايين الأمريكيين من سيفوز بأغلبية مقاعد الكونجرس بشقيه النواب والشيوخ، ومنصب الحاكم فى 36 ولاية. وتصويت الأمريكيين على اختيار ممثليهم ل 35 مقعدا فى مجلس الشيوخ، وجميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435. وبحسب إحصاءات بعض وسائل الإعلام الأمريكية، فإن الجمهوريين حصلوا على 207 مقاعد فى مجلس النواب مقابل 188 للديمقراطيين. وللسيطرة على مجلس النواب، لابد للجمهوريين من الحصول على 218 مقعدا من أصل كل المقاعد ال435 الخاضعة للتنافس فيه. وفى مجلس الشيوخ، نال الديمقراطيون 48 مقعدا مقابل 48 للجمهوريين أيضًا حتى الآن. ولتأمين الأغلبية، يحتاج الجمهوريون إلى 51 مقعدا، والحزب الديمقراطى الحاكم 50 مقعدا، بالنظر إلى أن لنائبة الرئيس كامالا هاريس التى تترأس جلسات المجلس حسب القانون، الصوت المرجح فى حالات التعادل. كما أظهرت النتائج الأولية أن نانسى بيلوسى ستحافظ على مقعدها بمجلس النواب عن كاليفورنيا ب 82% من الأصوات. ويعد الجمهوريون الأوفر حظًا إلى حد بعيد فى الفوز بالمقاعد الخمسة التى يحتاجونها للسيطرة على مجلس النواب، لكن السيطرة على مجلس الشيوخ قد تنحصر فى سباقات محتدمة فى بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وأريزونا. وسيفضى الاقتراع إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل (435 مقعدا) وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية، كما تجرى خمس ولايات استفتاءات حول الحق فى الإجهاض. هذا وأفادت التقارير بتعطل العشرات من آلات فرز وعد الأصوات فى مقاطعة ماريكوبا فى ولاية أريزونا، ما أدى إلى اندلاع موجة من مزاعم تزوير الناخبين عبر وسائل الإعلام اليمينية يوم الثلاثاء. كما أعلنت ولاية إلينوى تعرضها لهجوم إلكترونى سيؤثر على آلية التصويت فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس. وقالت الولاية إن «الهجوم الإلكترونى الذى نتعرض له هدفه زعزعة استقرار الديمقراطية فى أميركا». وفى ولاية أريزونا، قال مسئولو مقاطعة ماريكوبا، إن المشاكل المتعلقة بآلات فرز بطاقات الاقتراع بما فى ذلك رفض أوراق الاقتراع الصحيحة أو فشلها فى قراءة بطاقات الاقتراع بنجاح، أثرت على حوالى 40 مركزًا للاقتراع فى المقاطعة التى يوجد فيها 223 مركزًا. وقال بيل جيتس رئيس مجلس المشرفين فى مقاطعة ماريكوبا، وستيفن ريتشر مسجل المقاطعة، وكلاهما جمهوريان، إن المشاكل كانت مخيبة للآمال، لكن لا يزال بإمكان الناخبين الإدلاء بأصواتهم، وإنه لم يتم رفض التصويت. وأضاف جيتس: «لا شىء من هذا يشير إلى أى احتيال، هذه مشكلة فنية». لكن مزاعم تزوير الناخبين على نطاق واسع انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعى وفى وسائل الإعلام اليمينية على أى حال، وفقا ل«نيويورك تايمز». وجادل العديد من المؤثرين اليمينيين بأن المشاكل فى مواقع التصويت ستؤثر بشكل غير متناسب على الجمهوريين الذين فضلوا التصويت شخصيًا بشكل عام بسبب عدم الثقة فى التصويت عبر البريد. ومع إغلاق صناديق الاقتراع فى 6 ولايات، فإن النتائج الأولية لن تغير ميزان القوى فى مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الديمقراطيون. ومن غير المحتمل ظهور النتيجة النهائية فى أى وقت قريب. ويجرى الانتخاب على 35 مقعدا فى مجلس الشيوخ، وجميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435. وبحسب أسوشييتد برس، يمكن للجمهوريين أن يجلبوا زخما جديدا إلى الكونجرس مع وعود بإنهاء خطط بايدن الأكثر طموحا، وإطلاق تحقيقات ورقابة أوثق أو عزل الرئيس. وقال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، أمس، إن الجمهوريين يبلون جيدا فى الانتخابات النصفية حتى اللحظة. وأضاف: «هناك من يترقب خسارتنا، وهذا قد يكون مستبعدا». جاء ذلك خلال كلمة ألقاها من مارالاجو بعد تقدم مبدئى للجمهوريين، مؤكدا أن «المنافسة فى ولاية أوهايو كانت على أشدها». وانتقد الرئيس السابق وسائل الإعلام التى شككت بقدرة الجمهوريين على الفوز بالانتخابات. وفى حديثها لشبكة «بى بى إس»، قالت بيلوسى «نعتزم الفوز»، مصرة على أن الديمقراطيين لديهم «مرشحون متفوقون بكثير»، وأن الناخبين سيخرجون لدعمهم. وتشمل الانتخابات جميع المقاعد البالغ عددها 435 مقعدا فى مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ. وإذا ساعد القادمون الجدد الجمهوريون الحزب على السيطرة على مجلس النواب، وربما مجلس الشيوخ، فإن النتيجة ستشكل تحديات جديدة لقدرة إدارة بايدن على تنفيذ أجندتها. وبدون أجندة موحدة خاصة بهم، خاض الجمهوريون الانتخابات على تهديدات بمواجهات يمكن أن تشعل الأزمات، حيث وعدوا بخفض الإنفاق الفيدرالي، ورفضوا رفع حد ديون البلاد، وامتنع بعضهم عن دعم أوكرانيا فى الحرب مع روسيا. وقام زعيم الحزب الجمهورى فى مجلس النواب، كيفن مكارثي، الذى يبدو على وشك الاستيلاء على مطرقة رئيسة مجلس النواب من بيلوسى العام المقبل، إذا فقد الديمقراطيون السلطة، بتجنيد الطبقة الأكثر تنوعا عرقيا من مرشحى الحزب الجمهورى فى مجلس النواب، مع عدد من النساء أكثر من أى وقت مضى. لكن لديه أيضا كادر جديد من الموالين لترامب، بما فى ذلك المشككون فى الانتخابات ومنكرو الانتخابات، الذين كان بعضهم حول مبنى الكابيتول فى 6 يناير. وأيد ترامب أكثر من 330 مرشحا على مستوى البلاد فى هذه الدورة الانتخابية، بما فى ذلك أكثر من 200 مرشح للاقتراع النهائى فى مجلسى النواب والشيوخ، على الرغم من أنهم لم يكونوا دائما الخيارات الأولى لمكارثى وزعيم الجمهوريين فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وفى مقابلة، قال ترامب إنه يدعم مكارثى لمنصب رئيس مجلس النواب، وسخر من خصمه القديم ميتش ماكونيل باعتباره «زعيما رديئا»، وفقا لشبكة «فوكس نيوز». وفى مؤشر على بلبلة فى الجو السياسى فى البلاد، ألغت بيلوسى معظم الظهور العلنى فى الأسبوع الأخير من حملتها الانتخابية بعد أن اقتحم أحد المتسللين منزل عائلتها فى سان فرانسيسكو فى منتصف الليل، وضرب زوجها البالغ من العمر 82 عاما فى رأسه بمطرقة. وتركزت ساحة المعركة فى مجلس الشيوخ على أربع ولايات متنازع عليها بشدة، حيث يمكن أن تحدد الهوامش الضئيلة للغاية النتائج - فى جورجيا وأريزونا ونيفادا، حيث يحاول شاغلو المناصب الديمقراطيون التمسك بها. ويحتاج الجمهوريون إلى مكاسب صافية قدرها خمسة مقاعد فى مجلس النواب لتحقيق أغلبية 218 مقعدا، ومقعد واحد للسيطرة على مجلس الشيوخ. ومجلس الشيوخ هو الآن فى أيدى الديمقراطيين، لأن نائبة الرئيس كامالا هاريس يمكن أن تدلى بصوت يكسر التعادل. وكان التضخم والإجهاض والجريمة ومستقبل الديمقراطية فى طليعة الحملات الانتخابية، حيث يسعى المرشحون جاهدين للوصول إلى الناخبين.