فى إطار هجومها المضاد الذى أطلقته قبل أسابيع، نفذت القوات الأوكرانية، هجمات عنيفة على مدينة خيرسون الواقعة جنوبأوكرانيا، والتى يحتل الروس جزءا كبيرا منها. فقد بدأ الجيش الأوكرانى هجوما هو الأعنف فى المقاطعة، عبر المقاتلات والمروحيات، لاسيما فى محورى دوتشانى وميلوفويا اللتين سيطرت عليهما سابقاً. بدورها، أكدت السلطات الانفصالية الموالية لروسيا، أن هناك محاولات أوكرانية للهجوم على المقاطعة. إلا أن وزارة الدفاع الروسية، أكدت أن قواتها تتصدى لهذا الهجوم، موضحة أنها أفشلت عدة هجمات على 3 مناطق فى المقاطعة. وكان رئيس خيرسون فلاديمير سالدو، المعين من قبل روسيا، أعلن أنه سينظم بالتعاون مع القوات الروسية عمليات لإجلاء سكان المدينة إلى مناطق أخرى، تخوفاً من الهجمات الأوكرانية. كما اقترح أن يشمل الإجلاء فى المقام الأول المناطق الواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبر حيث تتقدم القوات الأوكرانية. أتت تلك التصريحات فى حينه، بعد أن أعلن الجيش الأوكرانى استعادة السيطرة على عدة بلدات فى خيرسون. يشار إلى أن القوات الأوكرانية تشن منذ الشهر الماضي، هجوماً مضاداً فى شمال شرق البلاد، وجنوبها أيضاً، فى محاولة لاستعادة مدن ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية. لكن موسكو وبالتزامن مع هذا الهجوم، أعلنت فى أواخر سبتمبر أنها ضمت 4 أقاليم أوكرانية إليها، ألا وهى دونيتسك ولوغانسك شرقاً، وخيرسون وزابوريجيا جنوباً، فى خطوة أثارت انتقادات دولية عارمة، وإدانة من الأممالمتحدة، التى أكدت أن قرار الضم غير شرعى ويعارض القوانين والمواثيق الدولية. إلا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «أصر على أن لا عودة عن قرار الضم هذا «إلى الأبد». فى السياق نفسه، أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون أن واشنطن مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 725 مليون دولار إلى أوكرانيا. كما أضاف البنتاجون فى بيان منفصل أن هذه الحزمة الأحدث من المساعدات تتضمن المزيد من الذخائر لمنظومة راجمات الصواريخ «هيمارس». وتشمل الحزمة أيضاً أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ «هارم» المضادة للإشعاعات والرادارات ومركبات عسكرية ومعدات طبية، وفق البنتاجون. فيما ترفع قيمة إجمالى المساعدات العسكرية الأمريكيةلأوكرانيا إلى 18,3 مليار دولار منذ تسلم إدارة الرئيس جو بايدن السلطة. وكان وزير الدفاع الأوكرانى أوليكسى ريزنيكوف قال فى وقت سابق: إن بلاده تتوقع أن تقدم الولاياتالمتحدة وألمانيا أنظمة متطورة للدفاع الجوى هذا الشهر لمساعدتها فى مواجهة هجمات الصواريخ الروسية وطائرات مسيرة من طراز كاميكازي. وإرسال ذخائر ومركبات سيتم عبر آلية «سلطة السحب الرئاسي»، مما يسمح بشحنها إلى أوكرانيا فى الأيام القليلة المقبلة. وتسمح سلطة السحب الرئاسى للولايات المتحدة بنقل المواد والخدمات الدفاعية من المخزون بسرعة دون موافقة الكونجرس فى استجابة لحالة طارئة. وهذه هى ثانى حزمة تتم عبر سلطة السحب الرئاسى فى السنة المالية 2023 للحكومة الأمريكية والتى تعمل حاليا فى ظل إجراء وقف فجوة التمويل مما يسمح للرئيس جو بايدن بالاستفادة مما يصل إلى 3.7 مليار دولار من فائض الأسلحة لنقلها إلى أوكرانيا حتى منتصف ديسمبر. وتستخدم واشنطن الأموال من مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية لشراء أسلحة من شركات التصنيع، بدلا من سحبها من مخزونات الأسلحة الأمريكية الحالية، لتمويل تقديم الأسلحة لأوكرانيا بما فى ذلك منظومة الدفاع الجوى المتطورة (ناسامس) المتوقع إرسالها الشهر الجاري. فيما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تقديمها مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون، مبدية استعدادها لمواصلة جهود الوساطة للإفراج عن أسرى الحرب مع روسيا. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن ولى العهد الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، أبدى خلاله استعداد المملكة لمواصلة جهود الوساطة ودعم كل ما يسهم فى خفض التصعيد. بدوره قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى تغريدة على تويتر، إنه تحدث مع ولى العهد السعودى وشكره على دعم بلاده لوحدة الأراضى الأوكرانية خلال الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف زيلينسكى أنه اتفق مع بن سلمان على مواصلة الانخراط فى عملية إطلاق سراح أسرى الحرب، بالإضافة إلى اتفاق بشأن مساعدات مالية لأوكرانيا. يذكر أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت الشهر الماضى أنها توسطت لنقل 10 أسرى حرب ضمن عملية تبادل أسرى بين روسياوأوكرانيا، وهم من مواطنى المغرب والولاياتالمتحدة وبريطانيا والسويد وكرواتيا. تقترب ترسانة روسيا النووية من عتبات أوروبا، بحسب ما تظهره صور جديدة مقلقة للأقمار الصناعية، وسط تلويح الكرملين باستخدام السلاح النووي. ووفق صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، تظهر صور الأقمار الصناعية التى راجعها موقع «فاكستيك» للتحقق من الحقائق، عددًا متزايدًا من القاذفات طويلة المدى ذات القدرة النووية بقاعدة أولينيا الجوية الروسية، على بعد حوالى 100 ميل من الحدود النرويجية والفنلندية. وتعتبر الطائرة توبوليف تو-160 التى ترجع إلى حقبة الحرب الباردة أكبر وأسرع وأثقل قاذفات استراتيجية فى الخدمة فى أى دولة، وهى قادرة على التحليق بسرعة ضعف سرعة الصوت. والقاذفات مصممة لضرب أهداف استراتيجية فى حرب نووية مع أمريكا الشمالية، ويمكنها حمل أسلحة نووية وتقليدية. وزاد عدد قاذفات تو-160 بقاعدة أولينيا، فى مدينة كولا، بشكل متزايد منذ الصيف. وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أفادت الشهر الماضى بأنه لم يكن هناك أى قاذفات استراتيجية من أى نوع متمركزة فى القاعدة قبل 12 أغسطس الماضي. وبعد أكثر من أسبوع من هذا التاريخ، وبالتحديد فى 21 أغسطس، أظهرت صور الأقمار الصناعية 4 من قاذفات تو-160 فى القاعدة، ثم انضم إليها ثلاثى من قاذفات تو-95 الاستراتيجية فى وقت ما من الشهر التالي. وبحلول 7 أكتوبر، كان هناك 7 قاذفات تو-160 ظاهرة على مدرج أولينيا، إلى جانب أربعة من طراز تو-95، أى أن 11 من القاذفات الاستراتيجية ذات القدرة النووية تتمركز على مسافة قصيرة من فنلنداوالنرويج. وتعتبر النرويج عضوا مؤسسًا بحلف شمال الأطلسى (الناتو)، ومن المتوقع أن تصبح فنلندا عضوًا بالحلف بحلول نهاية العام. وأعلنت فنلندا رسميا عزمها الانضمام إلى الناتو فى مايو فى ظل الحرب الروسية فى أوكرانيا. وحذرت روسيا مرارًا وتكرارًا من العواقب حال انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الذى تقوده الولاياتالمتحدة. وأطلق الرئيس الروسى سلسلة من التهديدات النووية الصريحة ضد أوكرانيا والحلفاء الغربيين، مؤكدا الشهر الماضى أن كلماته «ليست خدعة». وردًا على ذلك، تعهد الرئيس الأمريكى جو بايدن أن أمريكا وحلفاءها «مستعدون تماما للدفاع عن كل شبر من أراضى الناتو».