أدت التغيرات المناخية إلى وقوع كوارث طبيعية صادمة، حيث أعلنت السلطات الأمريكية عن مصرع 79 شخصًا على الأقل وسط مخاوف من أن هذا العدد أكبر بكثير جراء موجة أعاصير ضربت الولاياتالمتحدة ووصفها الرئيس، جو بايدن، من الأكبر فى تاريخ البلاد. وذكر حاكم كينتاكى، آندى بشير، فى تصريحات صحفية أدلى بها مساء السبت، إن 70 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن، مشيرًا إلى أن عدد الضحايا مرجح للارتفاع. وأوضح بشير أن هناك مخاوف أن يكون عدد القتلى فى كينتاكى أكثر من 100 شخص إضافة إلى هدم منازل وتسوية مبانى شركات بالأرض. وأشار إلى أن مجموعة الأعاصير التى ضربت كينتاكى، كانت الأكثر تدميرا فى تاريخ الولاية، وقال إنه تم إنقاذ 40 عاملًا فى مصنع الشموع فى مدينة مايفيلد، الذى كان يضم حوالى 110 أشخاص عندما تحول إلى كومة من الأنقاض. واعتبر بشير أن العثور على أى شخص آخر على قيد الحياة تحت الأنقاض سيكون «معجزة». وأضاف أنه تم نشر 189 فردًا من الحرس الوطنى للمساعدة فى عمليات الإنقاذ، وستركز الجهود بشكل كبير على مايفيلد، التى يقطنها نحو 10 آلاف نسمة فى جنوب غرب الولاية. وأعلنت السلطات فى ولايتى أركانزاس وتينيسى عن مصرع 3 أشخاص فى كل منهما. كما دمرت الأعاصير القوية، التى يقول خبراء الأرصاد الجوية: إنها غير معتادة فى الأشهر الباردة، مصنعًا للشموع واجتاحت دارا لرعاية المسنين فى ولاية ميزورى، حيث قتلت امرأة عمرها 84 عامًا. وقتلت الأعاصير كذلك ما لا يقل عن عاملين اثنين فى مخزن لشركة أمازون فى ولاية إيلينوى. وفى غضون ذلك أعلن الرئيس الأمريكي، حسب بيان للبيت الأبيض، حالة الطوارئ فى كينتاكى وأمر بإرسال مساعدات فدرالية إلى الولاية من أجل الاستجابة لما حدث». وقال بايدن فى كلمة تليفزيونية: إن الأعاصير التى ضربت أجزاءً من غرب وجنوبالولاياتالمتحدة هى على الأرجح «من أكبر موجات الأعاصير» فى تاريخ البلاد. وأضاف: «إنها مأساة. وما زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر فى الأرواح والنطاق الكامل للأضرار». وتعهد بإرسال مساعدات فدرالية إلى الولايات التى تسببت العواصف فيها بأضرار، مبينا أنه على استعداد لإعلان حالة الطوارئ فى كل منها. ولفت إلى أن التغير المناخى يجعل الطقس «أكثر حدة»، موضحًا: «لا أستطيع التحدث فى هذا الوقت عن التأثير الخاص على هذه العواصف بالتحديد». وأضاف: «لكن الحقيقة هى أننا جميعا نعلم بأن كل شيء يكون أكثر حدة عندما يكون المناخ دافئًا، كل شىء... والواضح أن لهذا بعض التأثير هنا ولكن ليس بإمكانى أن أعطيكم قراءة حول مقدار ذلك». فى الوقت ذاته، تتجه عاصفة قوية صوب شمال كاليفورنيا، مبشرة بسقوط نحو 10 أقدام (3 أمتار) من الثلوج على قمم جبال سييرا نيفادا وهطول الأمطار، التى تشتد الحاجة إليها، فى جميع أنحاء المنطقة. وتوقع خبراء الأرصاد هطول أمطار غزيرة فى منطقة الخليج، مع بدء تساقط الثلوج فى سيراس، أمس قبل أن تزداد غزارة بين الاثنين والثلاثاء، مع احتمال سقوط الثلوج على قمم جبال منطقة الخليج. كانت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية قد حذرت فى توقعات صدرت السبت: «إذا كنت تعيش فى سييرا، فإن اليوم هو آخر يوم للاستعداد لعاصفة شتوية تمتد لأيام وستظل عالقة فى الأذهان لسنوات قادمة». وقال سكوت ماغواير، خبير الأرصاد الجوية فى مكتب رينو التابع لخدمة الأرصاد الجوية، والذى يراقب منطقة تقع على امتداد خط ولاية نيفاداك إن عاصفة أخرى ستهب على ولاية كاليفورنيا منتصف الأسبوع وستتسبب فى تساقط الثلوج. فى غضون ذلك، حذر مركز سييرا أفلانش من حدوث انهيارات ثلجية كبيرة ومدمرة من جراء تساقط الثلوج الغزيرة المصحوبة بهبوب رياح عاتية على قمة كتلة ثلجية ضعيفة. فى شمال غرب المحيط الهادئ، أصدر مركز الأرصاد الجوية تحذير من عاصفة شتوية قوية تضرب المنطقة بما فى ذلك منتجع للتزلج حيث أدى انهيار جليدى السبت إلى مقتل رجل يبلغ من العمر 60 عامًا وطمرت الثلوج 5 آخرين قبل أن تتمكن قوات الإنقاذ من انتشالهم أحياء. وقالت سارة مكوركل، أخصائية الأرصاد الجوية فى مكتب خدمة الأرصاد الجوية: إن التوقعات تشير إلى هطول أمطار غزيرة بالقرب من سان فرانسيسكو ليل الأحد حتى صباح الاثنين مع اتجاه العاصفة إلى الشرق والجنوب. كما أفادت شركة «هايدرو وان» للكهرباء بأن رياحا شديدة هبت على إقليم أونتاريو الكندى أدت إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 280 ألف منزل ومنشأة. وأشارت شركة «هايدرو»، التى تزود حوالى 1.4 مليون عميل بالكهرباء فى الإقليم، إلى أن «التيار عاد لبعض المتضررين فى وقت لاحق»، لافتة إلى أنها تتوقع مزيدًا من الأعطال حتى تهدأ سرعة الرياح. ومن جانبه، وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس رسالة تعزية إلى نظيره الأمريكى جو بايدن، وذلك أعقاب الإعصار الذى ضرب عدة ولايات أمريكية. ونشر الموقع الرسمى للكرملين رسالة التعزية التى أبرقها الرئيس بوتين للرئيس الأمريكى بايدن وجاء فيها: «عزيزى السيد الرئيس، أرجو أن تتقبل التعازى الحارة فيما يتعلق بالعواقب المأساوية للإعصار الذى ضرب مدينة كنتاكى وعدد من الولاياتالأمريكية الأخرى». وشدد الرئيس الروسى فى رسالته على أن روسيا تشارك حزن أولئك الذين فقدوا أحباءهم نتيجة الكارثة، معربًا عن أمله فى التعافى السريع للضحايا وتجاوز تداعيات الإعصار.