جسده الصغير يتحمل ما لا يستطيع الكبار تحمله. رغم آلامه الكبيرة بسبب إصابته بسرطان العظم، ينظر إلى الحياة بابتسامة عريضة وببراءة الأطفال المعهودة، يشاهد أقرانه الذين يجرون ويتحركون، فيتمنى أن يكون مثلهم، لكنه سرعان ما يرضى بقدره، لا سيما أنه أجرى 50 عملية فى قدمه، وهو لم يتعد الثالثة عشر من عمره، آخرها عملية بتر فى قدمه، إنه الطفل محمود سامح بالصف الخامس الابتدائى الذى لم يستسلم للمرض ولكنه قاوم التنمر كذلك والتحق بتدريب الفروسية ودخل العديد من البطولات وحصل على العديد من الميداليات. تقول فتحة سعيد والدة محمود: «كان طفلًا طبيعيًا، يمارس كرة القدم والجمباز والسباحة، وكان يطلق عليه «الفراشة»، لأن جسمه كان مرنًا ومتفوقًا فى كل هذه الرياضات، لكنه أصيب بسرطان العظم عندما أتم الرابعة من عمره، وهو أشرس أنواع السرطان. فى إحدى المرات وجدت ورمًا فوق ركبته اليسري، فأكد الأطباء أنه ورم حميد، وبعد أشعة الرنين المغناطيسى اكتشفنا أنه ورم خبيث، ومنذ ذلك الحين دخل مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال بالمجان، ليبدأ محمود الرحلة، فأجرى استئصال الورم، وأجرى نحو 50 عملية فى قدمه بسبب توقف النمو بها، كانت آخرها بتر قدمه اليسرى. يمارس محمود العديد من الهوايات مثل عمل سبح وغوايش وحظاظات بالخرز علمتها له متطوعة فى مستشفى 57357 اسمها عندليب ويهادى بها أصدقاءه فى المستشفى، ويتبرع بها للأطفال كما يعشق الطباعة على التيشيرتات، ويتدرب حاليًا فروسية فى أكاديمية «soul friend» . تقول والدة محمود: «أنهى محمود دراسته بالصف الخامس الابتدائي، وهو متفوق دراسيًا طوال السنوات الماضية، ولكن لظروف مرضه وآخر عملية، فهو لا يذهب إلى المدرسة، وهو له شقيق توأم اسمه محمد، فعندما ينظر إليه، يشعر بالضيق لأنه لا يمشى مثله، لكنه سرعان ما يرضى بقدره، لا سيما أن محمود موهوب فى التمثيل، حيث ظهر فى إعلانات مع الفنانة سميرة سعيد وأبلة فاهيتا لمستشفى 57357، كما يهوى تربية الكلاب وكان يمارس السباحة لوقت قريب حتى يقوى عظمه، والآن مواظب على التدريب على الفروسية مع الكابتن محمد رمضان الذى تبناه فى الفروسية ولديه بطولة يوم السبت ويتمنى أن يحصل فيها على مركز متقدم.