عبر شاشة قناة نايل سينما شاهد الملايين العرض الأول لفيلم (حاتم.. فارس ماسبيرو) التسجيلى، الذى يعد وثيقة بصرية وتاريخية حول التليفزيون المصرى منذ نشأته فى عام 1960 وحتى بلوغه عامه الستين. وفى الفيلم الذى يؤرّخ للتليفزيون المصرى حرصت صانعته المخرجة أسماء إبراهيم على أن تدمج بين سيرة صرح «ماسبيرو» العملاق وبين سيرة واحد ممن أثروا فى التاريخ المصرى المعاصر وهو الدكتور عبد القادر حاتم الذى كان أول وزير للإعلام وأول وزير للسياحة، وتولى رئاسة وزراء مصر أثناء حرب التحرير فى 1973.. والفيلم يعد اطلالة على حياته من أحد جوانبها وهو الجانب الإعلامى تحديدا. «روزاليوسف» قابلت المخرجة والسيناريست أسماء إبراهيم وكان لنا معها هذا الحوار.
■ لماذا هذا الفيلم فى هذا التوقيت ولماذا وثائقى عن الدكتور عبد القادر حاتم الآن؟
- أومن بالأقدار ورسالات السماء.. حيث كان من المفترض أن يخرج للنور منذ عشر سنوات بعد تصوير لقاءات الضيوف، ولكن ظلت لقاءات الفيلم حبيسة الشرايط لسنوات طوال حتى جاء الأستاذ عادل عبساوى رئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز وكلفنى بالفيلم.
■ يتحدث فى الفيلم عدد هايل من الضيوف المهمين عن الدكتور حاتم.. ألم يُشكّل هذا تحديا فى إنجازك للفيلم؟
- الفن هو ابن الوفرة والرحابة، وقد أتاحت لى هذه اللقاءات حرية الاختيار والانتقاء، فقد ركزتُ فى هذا الفيلم على دور د.حاتم فى بناء منظومة الإعلام المصرى بأجنحتها المتعددة.. وليس ماسبيرو فقط، بل سبقه إنشاء الهيئة العامة للاستعلامات 1954 والتى ساهمت فى إيصال صوت الثورة المصرية للشعب، ووكالة أنباء الشرق الأوسط 1955 لتكون صوت مصر للإعلام الخارجى.. كما يقدم د.حاتم نفسه شهادته حول إنشائه الإذاعات الموجهة بأكثر من ثلاثين لغة، وكذلك تدشينه لإذاعة الشرق الأوسط الشبابية، بخلاف كواليس إنشائه إذاعة القرآن الكريم وكيف بدأت.
■ كيف أبرز الفيلم دور التليفزيون فى المجتمع المصرى؟
- كان هناك اهتمام بضرورة بناء الانسان فلا توجد تنمية بلا تهيئة بشرية وإلا ذهبت جهودها سُدى.. هنا جاء دور التليفزيون الوطنى فى انماء وعى المواطنين للحفاظ على مشاريع الدولة واستدامتها أو لمساندة الدولة فى مشروعها السياسى عبر برامج الفنون والثقافة التى كان التليفزيون حريصا عليها منذ بدايته، وشاهدنا ميلاد مسرح التليفزيون الذى نجح فى تفريخ نجوم الفن والكتابة الدرامية والاخراج. كما استعان بكل الواعدين وقتها ممن درسوا بالخارج أو ممن لمعت موهبتهم بشكل واضح، ليس هذا فقط، بل أن هذه المسرحيات كانت تُهدى للتليفزيونات العربية فيما شكل ذراعا للقوى المصرية الناعمة فى الأقطار الشقيقة.
■ ما الذى حرصتى على توصيله للمشاهد من خلال الفيلم؟
- «العرفان» من أبرز قيم هذا الفيلم.. عرفان من عملوا مع د.حاتم وساهموا فى الفيلم بشهاداتهم، وعرفان من لم يروه من أبناء ماسبيرو لجهوده فى تدشين هذا الكيان، يحدثنا الفنان سمير صبرى كيف التقطه د.حاتم من خلال تقديمه لإحدى الحفلات، كذلك يتذكر الإعلامى طارق حبيب طبيعة علاقته به، ولم أجد أفضل من شهادة الزعيم عادل إمام بأن الدكتور حاتم كان سببا رئيسيا فى ظهوره الفنى لتكون آخر جملة أنهى بها الفيلم.
■ يبدأ الفيلم وينتهى بلقطات شاعرية لمبنى ماسبيرو.. ماذا قصدت بهذه اللقطات؟
- ثمة جوانب أخرى إنسانية حول ماسبيرو لا يعلمها إلا أهله، كنت حريصة على إبرازها، فآلاف العاملين يدينون لهذا الصرح بالولاء والحب، فهو مكان للإبداع والخلق، نحبه ونشعر بالعرفان نحوه، لذا نصحب المشاهد فى كواليس الاستوديوهات قبل الاستوديو نفسه، وفى غرف التحكم قُبيل انطلاق النشرة، وفى طرقاته فى مختلف الأدوار، ومساقطه الداخلية، واستراحة العاملين، ومكاتبه بموظفيها، من أقدم عامل إلى أحدث موظف، ونشرف بأنه فيلم بتوقيع أبناء ماسبيرو.
■ كيف أثار الفيلم دور د.حاتم فى فترة رئاسته للوزراء أثناء حرب 1973؟
- عبر اللقاء التليفزيونى والوثيقة التسجيلية يسرد كل من الفنان سمير صبرى وا.ممدوح الليثى دور د.حاتم فى تشكيل خطة الاعلام المصرى بعد حرب 1967 وإعادة الروح الوطنية بعد النكسة تمهيدا للعبور.
أما السيدة جيهان السادات فتحكى عن ثقة الرئيس السادات فى د.حاتم، وطبيعة السياسية الاعلامية التى وضعها حاتم وخطته للتمويه الاستراتيجى أثناء حرب 1973. بينما يأتى نجله د. طارق ليحكى عن ليلة الحرب فى منزلهم.
■ ماذا عن مشاريعك الفنية القادمة؟
- أقوم بالتحضير لسلسلة وثائقية حول «أهل ماسبيرو» عن الإعلاميين الرواد، من إعداد الصحفية سها سعيد صاحبة كتاب «نجوم ماسبيرو يتحدثون».
وهو مشروع تتحمس له إدارة الإنتاج المتميز، وفيه نوثق لأوائل الإعلاميين من إذاعيين ومخرجين ومقدمى برامج ومعدين شرفوا بالعمل فى ماسبيرو وشهدوا على أهم أحداث الأمة وقت عملهم فى المبنى، فنتتبع سيرتهم المهنية والإنسانية ونقدم لهم التحية على منجزهم.
■ ونحن فى بداية العام 2021 ما أمنياتك للإعلام المصرى؟
- أتمنى مزيدًا من الاهتمام بإعلام الدولة الرسمى ممثلا فى التليفزيون الوطنى الذى بلغ عامه الستين، والذى لا تختلف ظروفه الحالية عن ظروف تدشينه إبان الستينيات سواء فى التحديات التى تواجهها الدولة المصرية أو فى الملفات المطلوب منها إدارتها، فالمشاريع القومية التى نحن بصددها، والتحديات الدولية التى نجابهها تحتاج لتنوير وتبصير المواطنين بها، وننتظر بشدة نحن أبناء ماسبيرو زيارة السيد الرييس عبد الفتاح السيسى لمبنى ماسبيرو، والذى ستشكل زيارته المأمولة دفعةً لماسبيرو للمضى قدما.