لسنوات كثيرة كانت القاهرة أحد أجمل العواصم فى العالم، وبعد سنوات من الإهمال وضعت الدولة خطة لاستعادة الوجهة الحضارى للعاصمة، وفى هذا الإطار استعرض الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الخطوات التنفيذية لمشروع تطوير القاهرة التاريخية، بحضور اللواء خالد مبارك، مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمشروعات، والمهندس محمد الخطيب، استشارى المشروع. «رئيس الوزراء»، أكد أن هذا الاجتماع، يأتى بهدف التمهيد لبدء الخطوات التنفيذية لمشروع تطوير القاهرة التاريخية، مشيرًا إلى أنه تم عرض عدد من المخططات المقترحة لعملية التطوير على رئيس الجمهورية، الذى كلف بالبدء فى تنفيذ المشروع على الفور، حيث ستتولى الهيئة الهندسية التنفيذ بالتنسيق مع استشاريى المشروع. وفى غضون ذلك، كلف «رئيس الوزراء» محافظ القاهرة، بحصر حدود المناطق التى تشملها عملية التطوير، والملكيات الموجودة والمنشآت واستخداماتها، مع تعويض الشاغلين المستحقين عينيًا بوحدة بديلة أو ماليًا أو من خلال منحهم تكلفة إيجار سكن بديل لحين الانتهاء من أعمال التطوير، وبعدها يمكن عودتهم، مثلما حدث فى حالة تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، أو فى منطقة تل العقارب التى تحولت إلى روضة السيدة. مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمشروعات، استعرض الإجراءات التى تم اتخاذها تمهيدًا للبدء فى مشروع تطوير القاهرة التاريخية، موضحًا أن استراتيجية التطوير تتركز فى تطوير المدينة القديمة، بحيث تمد سكانها وزوارها بتجربة تاريخية متميزة تعتمد على ثرائها التاريخى. أعمال التطوير، تتضمن الحفاظ على المبانى الأثرية وذات القيمة، وإعطاء الأولوية لترميم المبانى التاريخية وإحياء النسيج العمرانى التاريخى للمنطقة، وتشجيع استخدام شوارع المنطقة التاريخية كممرات مشاة وإعادة تنظيم حركة المركبات وتوفير مناطق انتظار للسيارات، وإحياء الشخصية الاجتماعية والثقافية والحضارية للمنطقة من خلال تراثها الملموس. «المشروع»، يشمل تطوير محاور الحركة والوصول، من خلال خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافى للقاهرة التاريخية بحواضرها لتأكيد الاستمرارية التاريخية للقاهرة، وإعادة تنظيم حركة سير المركبات على النطاق الأوسع من المدينة التاريخية مع تحسين شبكة الطرق وتوفير مناطق انتظار للسيارات، مع الحرص على عدم تقطيع روابط المدينة القديمة بمحاور مرورية. المناطق المقترحة التى ستشملها عملية التطوير، تضم إعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية حول مسجد الحسين، ومنطقة خان الحسين للحرف اليدوية، وإنشاء جراج ميكانيكى وتطوير المنطقة بشارع الأزهر، ومنطقة درب اللبانة، ومنطقة باب زويلة، ومنطقة مسجد الحاكم بأمر الله، حيث أعد مخططات التطوير كل من الاستشاريين المهندس محمد الخطيب، والدكتور صلاح زكى، والدكتورة ناييرى هامبيجيان. وفى هذا الصدد، استعرض «مبارك» الوضع الراهن للمنطقة المحيطة بمسجد وساحة الحسين، وأمثلة للمبانى التراثية المراد رفع كفاءتها وترميمها، وكذا الوضع الحالى لخان الحسين للحرف اليدوية، والذى من المقرر أن يشمل أنشطة حرفية، وتجارية وسكنية، وسياحية، وترفيهية، كما سيتم إعادة تأهيل المبانى السكنية لرفع كفاءتها، كما عرض مقترح إنشاء الجراج الميكانيكى، وكذلك المخطط العام التفصيلى لتأهيل وإحياء منطقة درب اللبانة، والذى سيشمل إعادة ترميم واجهات المبانى، وإقامة عدد من المشروعات التعليمية، والثقافية، إلى جانب إنشاء فندق، وسوق تجارى، وموقف للسيارات.