تزور إسرائيل حاليا بعثة من كبار ضباط الجيش الأمريكى من قيادة منطقة أوروبا إلى إسرائيل لوضع اللمسات الأخيرة على خطط إجراء المناورة المشتركة «تحدى التقشف» متزامنة مع تقليص ميزانية الدفاع التى وصفت بأنها مناورة الدفاع الصاروخى المشترك الأكبر فى تاريخ البلدين. ولكن إسرائيل طلبت من وزارة الدفاع الأمريكية تأجيل التدريبات، لكنها لم تعط تفسيراً رسمياً لقرارها بتأجيل هذه المناورة لأسباب غامضة بدءا من الميزانية إلى مشاكل لوجستية، ويسود اعتقاد فى أوساط المراقبين أن طلب التأجيل جاء نظراً لاحتمال تقرر مهاجمة إيران فى المستقبل القريب. وبناء على ذلك، لا تريد إسرائيل أن تتواجد قوات أمريكية تزامنا مع توقيت الاستعداد لضرب إيران، حتى لا تتهم أمريكا بالتورط فى مساعدة إسرائيل لمجرد وجود قواتها أثناء الهجوم. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن مخاوفه إزاء توجيه أى ضربة عسكرية لإيران، محذرا من أن ذلك سيخلف مزيدا من الصراع فى منطقة الخليج المنتجة للنفط. وأكد أوباما فى حوار له مع قناة «إن بى سي» أن إيران ليست لديها «النية أو القدرة» على مهاجمة الولاياتالمتحدة مقللا من أهمية تهديدات طهران. وأعلن أوباما أنه يفضل النهاية الدبلوماسية للمواجهة النووية الإيرانية، مؤكدا أن أى شكل من النشاط العسكرى الاضافى داخل الخليج سيكون مربكا وله تأثير كبير على أسعار النفط. وفيما يخص إسرائيل، أكد أوباما أن إسرائيل لم تقرر بعد ما ستفعله ردا على تصاعد التوتر ولكنها تشعر بالقلق بشأن خطط طهران، مؤكدا أن الاولوية رقم واحد بالنسبة له ليس أمن الولاياتالمتحدة فحسب ولكن أيضا أمن اسرائيل. وعلى الرغم من العقوبات الصارمة من الولاياتالمتحدة وأوروبا بدأت تلحق أضرارا اقتصادية بإيران، إلا أن وزير النفط الإيرانى أكد أن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي، محذرا من أن أى هجوم سيكون مؤلماً وهددت باستهداف اسرائيل والقواعد الأمريكية. وعلى صعيد آخر، عينت اسرائيل الجنرال أمير إيشيل قائداً جديدًا لسلاح الجو مع ازدياد تكهنات مسئولين إسرائيليين حول احتمال توجيه ضربات الى المنشآت النووية الايرانية. وأفاد بيان للجيش الاسرائيلى بأن بينى جانتز رئيس الاركان عين ايشيل بموافقة وزير الدفاع ايهود باراك، وسيحل ايشيل على رأس سلاح الجو الإسرائيلى محل الجنرال ايدو نيهوشتان الذى من المقرر أن تنتهى خدمته فى أواخر مايو المقبل. ويأتى ذلك وسط تصاعد التوتر بين اسرائيل وايران، حيث تتهم إسرائيل عدوتها الاستراتيجية الرئيسية ايران بالسعى الى التزود بالسلاح النووى تحت غطاء برنامج مدني، مؤكدين عدم استبعاد بلادهم الخيار العسكرى لمواجهة إيران. وفى سياق آخر، حذر يورام كوهين رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى من أن عملاء إيرانيين يحاولون مهاجمة أهداف إسرائيلية حول العالم انتقاماً لعمليات اسرائيل السرية ضد إيران بما فيها اغتيال علماء. وتأتى تحذيرات كوهين من انتقام ايرانى وسط تصاعد التكهنات بأن اسرائيل تقترب من شن ضربة عسكرية على ايران.