ليكون أول وزير دفاع أمريكى من أصول إفريقية، أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس المنتخب جو بايدن اختار الجنرال المتقاعد لويد أوستن، الذى قاد القوات الأمريكية لدخول بغداد عام 2003 وترأس القيادة المركزية (سنتكوم)، وتفوق الجنرال السابق الذى خاض حربى افغانستانوالعراق والبالغ 67 عاماً على المرشحة المفضلة لهذا المنصب ميشيل فلورنوى، الوكيلة السابقة لوزارة الدفاع، وسط ضغوط تمارس على بايدن لترشيح المزيد من الشخصيات من الأقليات لمراكز فى إدارته. ويملك أوستن خبرة واسعة فى قضايا الشرق الأوسط، وتعرفه غالبية القيادات العسكرية والأمنية فى المنطقة. وأوستن خريج أكاديمية «ويست بوينت» لسلاح الجيش الأمريكي، ورغم أنه التحق بالمؤسسة العسكرية عام 1975 فإنه لم يبرز إلا بعد أحداث 11 من سبتمبر عام 2001. وترأس أوستن القيادة الوسطى الأمريكية المسئولة عن منطقة الشرق الأوسط (سانتكوم) بين عامى 2013 و2016، وتولى أبرز المهمات العسكرية فى حربى العراق وأفغانستان، فضلا عن عمليات الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى سورياوالعراق. وتتطلب المصادقة على تعيين أوستن وزير، قرارا خاصا من مجلس الشيوخ يسمح له بشغل هذا المنصب، كونه ترك مهامه العسكرية قبل فترة تقل عن 7 أعوام، كما ينص القانون. وينتمى أوستن (67 عاما) إلى مدرسة قادة البنتاجون العسكريين المعروفين باعتدالهم إزاء النزاعات الدولية، وهو أقرب إلى توجهات رئيس أركان القوات المشتركة الأمريكية سابقا الأدميرال مايكل مولن، ووزير الدفاع الأسبق جيمس ماتيس. وكلاهما عارضا خروج إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووى مع إيران، بحجة أنه «يتيح لواشنطن إمكانية مراقبة نشاط طهران النووى وضبطه». ويؤمن أوستن بما يسميه «البراجماتية العسكرية»، ويبتعد عن المجازفات غير المضمونة، كما يدعم بشدة التعاون مع الحلفاء التاريخيين من أجل حل النزاعات الدولية. ومعروف عن أوستن خبرته فى العمل عن قرب مع الجنرال المتقاعد البارز دافيد بيترايوس، حينما كان قائدا للقوات الأمريكية فى العراق، حيث تولى إدارة العمليات العسكرية فى بغداد. ويدافع أوستن بشدة عن استراتيجية «التعامل مع القوى المحلية» لحل الخلافات الداخلية للدول التى تتنشر فيها قوات أمريكية، كما حصل فى محافظة الأنبار فى العراق، مع تسليح «مجالس الصحوات»، ومع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) فى سوريا. وكانت تقارير إعلامية تحدثت قبل أسابيع عن أن بايدن سيرشح سيدة لقيادة «البنتاغون» هى ميشيل فلورنوي، لكن يبدو أن الرئيس المنتخب عدل عن قراره بشأنها.