وسط غضب البعض بسبب تأخر حضور الفنانين وغياب البعض الآخر نظم المئات من جبهة الابداع وقفة صامتة بالملابس السوداء في الساحة المقابلة لقصر عابدين حدادا علي أرواح شهداء الألتراس الذين قتلوا في مذبحة بورسعيد تحت شعار «لاتسمحوا لنظام مبارك بأن يستمر في إبادة شباب مصر». شارك في الوقفة منظمو احتفالية «الفن ميدان» الذين قاموا بتعليق احتفالهم الشهري في ميدان عابدين من بعد ثورة يناير تضامنا مع أرواح الشهداء وتأكيدا علي ضرورة رحيل حكم العسكر واستبدلوا الاغنيات الوطنية بآيات القرآن الكريم وأكد عمرو واكد أن ما حدث ويحدث في مصر حاليا هو مهزلة مرفوضة و قال: إننا لدينا ثلاث طرق للتصدي لها إما الاعتصام أو المظاهرات أو الاضراب ويجب أن يرحلوا، ورسائلنا واضحة للجميع وقال إن من يحكمنا حاليا غير قادر علي ضبط المتورطين في الأحداث إذن فهو غير قادر علي تحمل المسئولية ويجب أن يرحل وهاجم واكد مجلس الشعب مؤكدا أنه من واجبه أن يثبت نفسه أمام الجميع وإلا لن نقبله وسنقف له بالمرصاد لأنه مسئول عن اثبات أن اختيارنا له صحيح وإلا ستكون ثورتنا المقبلة ضده. وقال محمد العدل احد مؤسسي الجبهة غاضبا إن المتسببين في الحادث من انصار مبارك وقاموا بخلع برقع الحياء واصبحوا «مفضوحين» وأضاف أنه ليس له أي معني معاقبة المصريين علي قيامهم بثورة ويتم ربط المخطط بالكرة لمحاولة الوقيعة بين أهل بورسعيد والالتراس الأهلاوي مؤكدا أن الوقفة أيضا للتضامن مع أهل بورسعيد وللتأكيد علي وحدة الشعب المصري. وعبر الناقد طارق الشناوي عن استيائه الشديد مما تشهده البلد وأكد أنه لا مفر من ضرورة إنهاء حكم العسكر في اسرع وقت كما أعلن غضبه من عدم احترام بعض المشاركين في الوقفة لموعدها والالتزام بالحضور واشار إلي أن غيابهم تسبب في فشل الوقفة ثم انصرف علي الفور. وقال نقيب السينمائيين مسعد فودة إن السبب الأساسي لوصولنا لهذا الحد من الاحتقان هو تأخر المحاكمات بشكل مبالغ فيه فأين نتائج محاكمات أحداث الثورة وأحداث محمد محمود السابقة وأحداث مجلس الوزراء وغيرها مضيفاً أنهم لن يسمحوا بالتمادي في هذه المهزلة. وبرر فودة غياب الكثيرين بأن بيان الداخلية الذي صدر بالتعامل مع الموجودين أمام الوزارة وطالب الثوار بالعودة للتحرير أثار مخاوف الكثيرين. وقام منظمو الوقفة بإعلان أهم مطالبهم وهي حل المجلس العسكري واحالة أعضائه للتقاعد مع مساءلتهم القانونية عن الجرائم وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وحل جهاز الأمن المركزي وتشكيل لجان للتحقيق مع قيادته. وإدماج الأجهزة التخابرية «الأمن القومي والوطني والدولة والمخابرات» في جهاز واحد تشرف عليه لجنة قضائية وحقوقية وحل اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمجلس الأعلي للصحافة وتجميد جميع وسائل الإعلام الحكومية والاستغناء عن جميع القيادات التنفيذية التي ارتبطت بالنظام السابق في كل الوزارات مع بقائهم تحت طائلة المساءلة القانونية عن جرائم الفساد وتشكيل لجان تحقيق مستقلة لا علاقة لهم بالنظام للتحقيق في جميع الجرائم التي حدثت منذ 25 يناير وإلغاء جميع الأحكام العسكرية التي صدرت منذ تولي المجلس العسكري الحكم والإفراج عن المحكوم عليهم لإعادة محاكمتهم في محاكم مدنية وسرعة محاكمة رموز النظام السابق. الجدير بالذكر أن عدداً من المشاركين في الوقفة قاموا بارتداء تي شيرتات مطبوعاً عليها «راحوا مشجعين رجعين مشيعين» و«القصاص للشهداء» وقام منظمو الوقفة بتعليق لافتات سوداء وأخري تحمل صورًا لضحايا بورسعيد وقاموا بتعليق اعلام النادي الأهلي في ارجاء المكان. كما قام الفنانون التشكيليون بالكتابة علي أرصفة الميدان بعض العبارات المنددة بالأحداث منها «عمري ما هكون بعيد يوم وما ابطل اشجع هاكون ميت أكيد» حضر الوقفة كل من الناشط السياسي جورج اسحق وعماد أبوغازي وأمير رمسيس وأشرف فايق ونقيب السينمائيين مسعد فودة وسلوي محمد علي والمخرجة هالة خليل. وقامت بسمة بسب أحد المصورين الذي قام بالتقاط صورة لها وهي تقبل محمد العدل وطالبته بمسحها فورا كما رفضت التحدث مع الصحفيين قائلة «الصحافة عملت فيا كتير ومش هتعامل معاها».. وردد البعض احتمالية حضور عادل إمام إلي الوقفة لتأكيده علي تعرضه للظلم في قضية ازدراء الأديان كأول رد فعل له بعد تلقيه الحكم إلا أنه لم يحضر وأثار غياب المخرج خالد يوسف عن الوقفة العديد من التساؤلات حيث إنها السابقة الأولي من نوعها أنه لا يشارك في مسيرة للفنانين ولكن البعض أشار إلي أنه ظل طوال ليل امس الأول بداخل اشتباكات محمد محمود ضمن عناصر التهدئة مما منعه من الحضور للوقفة.