سيطرت أحداث مذبحة بورسعيد علي الأجواء بميدان التحرير أمس.. توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين والمعتصمين الي الميدان وخرجوا في مسيرات الي وسط البلد وأمام مقر النادي الاهلي بالجزيرة ومسيرة أخري الي ميدان العتبه ومنها الي ميدان التحرير مرة أخري.. اختلف المتظاهرون في الميدان واختلفت رواياتهم وتحديد المسئول عن المذبحة التي حدثت وأسفرت عن مقتل 74 شخصا وإصابة المئات. فالبعض أكد أن المسئول الاول عن المذبحة هو المجلس العسكري وتواطؤ اجهزة الامن في بورسعيد والسماح لآلاف الجماهير بالتعدي علي جماهير الاهلي وآخرين اتهموا الطرف الثالث المجهول الذي لازال الجميع يبحث عنه وأخرين إتهموا سوزان مبارك ورموز النظام السابق بانهم وراء الاحداث وسقوط الضحايا وأكد آخرون أن رجال أعمال النظام السابق هم وراء تلك الاحداث بعد قيامهم بالدفع بأعداد كبيرة من البلطجية والمسجلين وتمويلهم بالاموال لارتكاب تلك المذبحة التي حدثت لتضررهم من الخطوات الديمقراطية التي تعيشها مصر الآن عقب انتخاب مجلس الشعب والبدء في انتخابات مجلس الشوري.. وفي الوقت نفسه أجمع المتظاهرون هي موقعة الجمل الجديدة " ولكن باسم موقعة بورسعيد " والتي واكبت الذكري الاولي لموقعة الجمل. وسيطرت علي المتظاهرين والمعتصمين حالة من الحزن وقاموا بتشغيل القرأن الكريم عن طريق مكبرات الصوت داخل الخيام واعلنوا الحداد علي أرواح الشهداء وقاموا بقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء كما شهد ميدان التحرير من الساعة الحادية عشرة تجمعات لأعداد صغيرة من المتظاهرين تفرقت في أرجاء الميدان وناقشوا الاحداث الدامية التي شهدتها محافظة بورسعيد واكدوا أن المسئول الاول والاخير عن تلك الاحداث هو تخاذل المجلس العسكري وقوات الشرطة الموجودة في الميدان.. وطالبوا بإقالة المجلس العسكري وتسليم السلطة الي المدنيين وفي الساعة الحادية والنصف صباحا خرجت مسيرة من ميدان التحرير ضمت العشرات من المتظاهرين وقاموا خلالها بالتوجه الي ميدان طلعت حرب ومنه الي ميدان مصطفي كامل ومنه الي ميدان العتبه ثم اتجهوا الي شارع محمد علي وعادوا مرة أخري الي ميدان التحرير عن طريق منطقة باب الخلق. وردد المتظاهرون أثناء مسيرتهم هتافات منها " يسقط يسقط حكم العسكر " " مسلم ومسيحي إيد واحدة " " قتلوا الالتراس قتلوا مينا كل رصاصة بتقوينا " وهتافات أخري تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة كما طالبوا خلال المسيرة بإنضمام الأهالي والمواطنين إلي مسيرتهم للحصول علي حق الشهداء. وأثناء سير المسيرة التي خرجت من ميدان التحرير الي العتبه أثارة المسيرة غضب الاهالي بالمنطقة وإتهم الاهالي المتظاهرون بالخيانة وعدم إستقرار البلاد. وقام بعض الثوار بإغلاق ميدان التحرير وتوقفت حركة مرور السيارات الي الميدان في ظل استمرار غياب قوات الشرطة ورجال المرور كما انتشرت في الميدان أعداد كبيرة من سيارات التبرع بالدم. وبدأت أعداد المتظاهرين تتزايد بعد الساعة الواحدة ظهراً حيث حضرت أعداد كبيرة من المتظاهرين من مختلف مناطق القاهرة وتجمعوا في ميدان التحرير وفي تمام الساعة الثانية والنصف توجهت مسيرة كبيرة من المتظاهرين الي مقر النادي الاهلي بالجزيزة لتنضم الي الاعداد الكبيرة من جماهير ومشجعي النادي الاهلي وألتراس الاهلاوي الذين كانوا متواجدين خارج أسوار النادي ورددوا جميعا هتافات ضد الشرطة والمجلس العسكري ومنها " قتلوا الالتراس الاحرار علشان وقفوا مع الثوار " راجع تاني بقول سلمية لسه مطالبي زي ماهيا" " كل الالتراس قالها خلاص راس المشير هي الكأس " " أنا واقف واقف في مكاني وطنطاوي قو اللي رماني " ثم عادت مرة أخري هذه المسيرة الي الميدان. وفي تمام الساعة الثالثة عصراً توافدت أعداد كبيرة من أمام النادي الأهلي بالجزيرة الي ميدان التحرير كما تواجدت أعداد من أسر شهداء مذبحة بورسعيد علي الميدان وطالبوا بالقصاص كما خرجت أعداد صغيرة من المتظاهرين في مسيرة الي مقر مجلس الشعب أثناء انعقاد الجلسات. قام المعتصمون ببث جلسة مجلس الشعب عن طريق مكبرات الصوت بالميدان حيث تجمع عدد كبير من المتظاهرين حول مكبرات الصوت ولكنهم أعربوا عن غضبهم عن الجلسات ورددوا هتافات معادية لمجلس الشعب وطالبوا بإسقاطه " كما طالبوا بإقالة النائب العام.. ووزير الداخلية ومجلس الوزراء..ورفع المتظاهرون الرايات والاعلام السوداء معلنين الحداد علي أرواح الشهداء. قامت القوي الثورية بميدان التحرير بتوزيع بيان عاجل علي المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير وفيما يلي نص البيان: أكدت القوي الثورية أن الثورة المصرية بريئة من كل أعمال التخريب وتقدمت بالعزاء الي اهالي الشهداء الذين سقطوافي أحداث بورسعيد وأكدوا انهم لن يتركوا حقوقهم وحذروا أي متحدث في الاعلام بالزج باسم الثورة أو التلاعب بها وبثوار مصر.