فى رد فعل غاضب على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى إقليم ناغورنو قره باخ باعتباره استسلاماً، استعادت الشرطة الأرمينية صباح أمس الثلاثاء السيطرة على مقرى الحكومة والبرلمان فى يريفان، بعدما اقتحمهما متظاهرون ليلاً . وطوّقت شرطة مكافحة الشغب مبنى الحكومة، وعادت حركة مرور السيارات إلى طبيعتها فى الساحة الواسعة المجاورة لساحة الجمهورية، لكن نحو 20 متظاهراً غاضباً تجمعوا فى المكان وحاولوا إغلاق شارع أبوفيان بحاويات القمامة، ومقاعد عامة. وأعادت الشرطة السيطرة على الوضع فى مبنى البرلمان، وأغلقت الطريق المؤدى إليه وأخلت المبنى المهيب من المحتجين، ومع ذلك بقى المتظاهرون يتجولون فى حديقته. وفى أماكن أخرى من العاصمة، بدا الوضع طبيعياً نسبياً، لكن محتجين دعوا إلى تظاهرات جديدة للتنديد باتفاق وقف إطلاق النار الذى أعلنه رئيس الوزراء نيكول باتشينيان ليل أمس الأول الإثنين. ووقعت أرمينياوأذربيجان برعاية روسيا اتفاقاً لوقف إطلاق النار فى ناغورنو قره باخ، يكرّس الانتصارات العسكرية لقوات باكو فى الإقليم الانفصالى بعد 6 أسابيع من المعارك الأكثر دموية فى 30 عاماً. وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى خطاب خاص، أن زعماء روسياوأرمينياوأذربيجان، وقعوا بيانا حول وقف إطلاق النار فى قره باغ. وجاء فى الاتفاقية « أنه تم إعلان وقف كامل لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 10 نوفمبر بتوقيت موسكو. وتوقف الجيشان الأذربيجانى والأرمنى فى مواقعهما. وتعهدت الأطراف، بتبادل أسرى الحرب. ويجب على أرمينيا، إعادة منطقة كيلبجار إلى أذربيجان بحلول 15 نوفمبر، ومنطقة لاتشين بحلول 1 ديسمبر 2020، تاركة تحت سيطرتها ممر لاتشين بعرض خمسة كيلومترات، مما سيضمن ربط قره باغ بأرمينيا. وفى الوقت نفسه، لا تنطبق هذه النقطة على مدينة شوشا، التى أعلنت باكو فى وقت سابق عن تحريرها. بالإضافة إلى ذلك، بحلول 20 نوفمبر، يجب على يريفان، تسليم باكو منطقة أغدام وجزء من منطقة غازاخ الأذربيجانية التى تحتلها. وتنتشر وحدة حفظ سلام روسية قوامها 1960 عسكريا، بأسلحتهم النارية مع 90 ناقلة جند مدرعة و380 قطعة من المعدات الخاصة، على طول خط التماس فى قره باغ وعلى طول ممر لاتشين. وستنتشر القوة الروسية بالتزامن مع انسحاب الجيش الأرمني. وستقتصر مدة بقائها على خمس سنوات، مع التجديد التلقائى لفترات إضافية مدتها خمس سنوات، إذا لم يقرر أى من أطراف الاتفاقية الانسحاب منها. ومن أجل مراقبة تنفيذ الاتفاقات، سيتم نشر مركز حفظ السلام لمراقبة وقف إطلاق النار. وخلال السنوات الثلاث المقبلة، ينبغى تحديد خطة لبناء طريق مرور جديد على طول ممر لاتشين، لتوفير وضمان الاتصال بين ستيباناكيرت وأرمينيا، مع إعادة نشر وحدة حفظ السلام الروسية لاحقا لحماية هذا الطريق. فى الوقت نفسه، تضمن أذربيجان سلامة خطوط النقل على طول ممر لاتشين. ويجب ضمان عودة النازحين واللاجئين إلى قره باغ والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويجب إلغاء الحظر المفروض على جميع الروابط الاقتصادية والنقل فى المنطقة، وتعهدت أرمينيا بضمان النقل بين المناطق الغربيةلأذربيجان وجمهورية ناخيتشيفان ذاتية الحكم. وسيخضع ذلك لمراقبة حرس الحدود الروسي. بالإضافة إلى ذلك، يخطط لضمان بناء خطوط نقل جديدة، لتربط الأراضى الرئيسية لأذربيجان مع ناخيتشيفان. وكانت المواجهات قد اندلعت فى أواخر سبتمبر الماضى بين الجيش الأذرى والانفصاليين للسيطرة على قره باخ، التى أعلنت استقلالها منذ حوالى 30 عاماً فى خطوة لم تعترف بها الأسرة الدولية، ولا أرمينيا.