ساعات قليلة وتُعلن أرفع جائزة تنتظرها الأوساط الثقافية فى العالم من عام لأخر، وهى نوبل للآداب، فمن هو الأديب او المبدعة الذى سيحمل نوبل لعام 2020 ليصبح رقم 117 من الفائزين بالجائزة؟ يأمل المثقفون أن تنتهى حالة الجدال المواكبة لجائزة نوبل للأداب منذ عدة سنوات منذ ان غرقت الجائزة في فضيحة عام 2017 ، عندما طالت الأكاديمية السويدية المسئولة عن اختيار الفائزين اتهامات بالاعتداء الجنسى والفساد المالى، ما أدى إلى إدانة جان كلود أرنو زوج عضو الأكاديمية كاتارينا فروستنسون عام 2018 وبعدها غادرت فروستنسون الأكاديمية بعد أن تبين أنها مصدر تسريبات للفائزين السابقين. وتم تأجيل إعلان الجائزة عام 2018 ، لكنها وجدت نفسها تتعرض لانتقادات شديدة مرة أخرى بشأن اختيارها الأديب النمساوى “بيتر هاندكه” كفائز في عام 2019 لإنكاره الفظائع الصربية خلال الحرب ضد المسلمين فى البوسنة وحضوره جنازة مجرم الحرب سلوبودان ميلوسيفيتش. يؤكد بيورن ويمان ، محرر الثقافة في الصحيفة السويدية Dagens Nyheter أن اختيار “هاندكه” ألقى الأكاديمية فى خضم محيط من الشك أدى لتعميق أزمتها. الخروج من أوروبا ولأن لعبة التوقعات التى تتبارى فيها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية فى العالم لم تفلح فى التنبؤ باسم الفائز السنوات الماضية، لنبقى على جمال الدهشة لحظة معرفة شخصية الفائز ودولته واللغة التى يبدع بها ونركز على مجموعة من العوامل قد تكون مؤثرة فى قرار اللجنة السويدية. بالنظر للتوزيع الجغرافى، يرجح أن لا يحصل أديب أوروبى بالجائزة نظرًا لفوزثلاثة أدباء ينتمون للقارة البيضاء عليها السنوات الثلاث الأخيرة وهم: الروائى البريطانى من أصل يابانى كازو إيشيجورو والبولندية أولجا توكارتشوك والنمساوى بيتر هاندكه. على خطى البوكر ومن أجل استعادة شرعيتها وتحسين صورتها الذهنية تحتاج جائزة نوبل للآداب أيضًا إلى «مباركة» الجوائز الأدبية الأخرى، خاصة جائزة بوكر التى عمرها 50 عامًا بينما جائزة نوبل أنطلقت عام 1901. والملاحظ أن جوائز بوكر كانت المفتاح السحرى لعالم نوبل لكثير من الأدباء مؤخرًا مثل القاصة الكندية «أليس مونرو» والكاتب الإنجليزى اليابانى «كازوو إيشيجورو» والبولندية أولجا توكارتشوك. فهل ستتبع الأكاديمية خطى جائزة مان بوكر سواء بنسختيها الدولية للأعمال الأدبية المترجمة للانجليزية أو العمل المكتوب بالأنجليزية أساسًا؟ في السنوات الأخيرة، حققت البوكر المعادلة الصعبة، حيث اختارت أعمالًا من مناطق جغرافية متنوعة ووجهات نظر غنية. وقد مُنحت جائزة بوكر العام الماضي لكل من الكاتبة الكندية “مارجريت أتوود” والكاتبة البريطانية “برناردين إيفاريستو” ومنحت جائزة بوكر العالمية للأدب لعام 2019 لعمل باللغة العربية هو رواية “سيدات القمر” للروائية العمانية جوخة الحارثى. وإذا استمر التقليد فى اقتفاء جائزة نوبل خطوات جوائز البوكر فمن المرجح أن تفوز بها الأديبة الكندية “مارجريت أتوود” (79) صاحبة رواية “حكاية خادمة” والفائزة بجائزة بوكر مرتين أخرهما العام الماضى أو يتحقق الحلم وتفوز بها جوخة الحارثى لتكون ثانى أديب عربى يفوز بها. وفقًا لتكهنات هذا العام، تعد كل من الشاعرة الكندية وكاتبة المقالات «آن كارسون» و»جامايكا كينكيد» الأديبة الأمريكية من جزية «أنتيجوا «أصحاب الحظوظ الأوفر للفوز بالجائزة وتشتهر “كينكيد” البالغة 71 عامًا بكتابتها عن العنصرية والاستعمار وقضايا المرأة. ولا زال اسم الكاتب الكيني «نجونجى وا ثيونجو» البالغ 82 عامًا من عمره يتردد فى قائمة الترشيحات ليحقق حلم القارة السوداء فى حصول كاتب إفريقي أسود على «نوبل للأدب» منذ عقود. اليابان تتوارى ويتوارى هذا العام اسم يتصدر الروائي الياباني الشهير “هاروكي موراكامي” – البالغ من العمر 71 عامًا – الذى تصدر قائمة المرشحين لعدة سنوات رغم تمتعه بشعبية طاغية فى العالم (IQ84) بسبب حصول مواطنه البريطانى الجنسية “ كازو إيشيجورو» على الجائزة منذ 3 سنوات. ويعتبر النقاد أن الأدب الصينى ليس لديه فرصة للفوز بالجائزة هذا العام 2020 لحصول القاص الصينى «مو يان» بالجائزة منذ ثمانى سنوات. من بين الأسماء التي تم طرحها أيضًا، الفرنسية ماريز كوندى - الفائزة بجائزة نوبل «البديلة» عام 2018 - والروائية الروسية ليودميلا أوليتسكايا والأميركيتين جويس كارول أوتس وماريلين روبنسون، ومن أوروبا، المجري بيتر ناداس والألباني اسماعيل كاداري والروماني ميرسيا كارتاريسكو، إضافة إلى الفرنسي ميشال ويلبيك والبريطانية هيلاري مانتل. فهل تنجح جائزة نوبل للآداب فى الخروج من عنق زجاجة السنوات الماضية باختيار فائز من مبدعى الأدب بصورته الكلاسيكية وألا تنحاز لأوروبا وأمريكا بالخروج لأفاق الأدب العالمى الأرحب؟