«فاطمة اليوسف أو حكاية سيدة عربية استثنائية من القرن العشرين، «عنوان المقال البديع والمهم الذى كتبه منذ أيام الناقد اللبنانى الكبير «إبراهيم العريس» على صفحات موقع «اندبندت عربية». والأستاذ إبراهيم العريس باحث فى التاريخ الثقافى وصحفى وناقد سينمائى ومترجم ومن أبرز كتبه «يوسف شاهين»، «نظرة الطفل وقبضة المتمرد» و«السينما والمجتمع فى الوطن العربى»، و«تاريخ السينما فى 100 فيلم» و«رحلة فى السينما العربية» وغيرها من الكتب المهمة!! استهل إبراهيم العريس مقاله عن السيدة فاطمة اليوسف بكلمات وسطور للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس قال فيه: «سيداتى سادتى، أقدم لكم السيدة فاطمة اليوسف التى عرفتموها دائما باسم «روزاليوسف» أقدمها لكم وقد أعجبتم بها كفنانة اعتلت خشبة المسرح وصعدت سلمه فى خطى ثابتة حتى أصبحت كبيرة فنانات الشرق فى العصر الذهبى للمسرح، أقدمها لكم وقد أعجبتم بها كصحفية أخرجت للعالم العربى جريدة باسمها كانت نواة النهضة الصحفية العربية ومازالت حتى اليوم، مدرسة يتخرج فيها كل كاتب وصحفى ناجح وأقدمها لكم كسياسية درست السياسة العربية وجاهدت وقاست مع كل وطنى حر يعمل على رفعة شأن بلاده. بعد كلمات إحسان يقول إبراهيم العريس فى مقاله:بهذه العبارات قدم الكاتب إحسان عبدالقدوس فى برنامج إذاعى له عام 1957 تلك السيدة التى كان وجودها حدثا استثنائيا فى الحياة الاجتماعية المصرية حينها. والحقيقة أن كثيرا من الناس فوجئوا يومها بذلك التقديم حتى وأن كان كثر منهم يعرفون أن الاسم نفسه يعنى شيئا ما فى الحياة الثقافية كما السياسة المصرية!! لكن الحقيقة إنه لو أن صاحب «لا أنام» و«أنا حرة» وغيرهما من الروايات العاطفية قدم السيدة باسم آخر هو «روزاليوسف» لكان الغموض أقل بكثير، فاسم «روزاليوسف» كان فى ذلك الحين على كل شفه ولسان! «روزاليوسف» لم يكن سوى اسم واحدة من أشهر المجلات السياسية الأسبوعية القاهرية، بل المجلة الأشهر منذ كان «إحسان عبدالقدوس» نفسه قد نشر فيها قبل فترة من اندلاع الثورة المصرية «1952» سلسلة مقالات تفضح صفقات الأسلحة الفاسدة التى تسببت فى هزيمة الجيش المصرى فى فلسطين. وتحت عنوان فرعى «تفكيك الكلمات المتقاطعة» يقول إبراهيم العريس فى مقاله: ماذا؟! هل نحن أمام تشابه أو خلط فى الأسماء؟! وما لنا نجد إحسان عبدالقدوس هنا وهناك هل فى الأمر مصادفة؟! على الاطلاق فروزاليوسف هو بالفعل الاسم الفنى الذى اختارته لنفسها فاطمة اليوسف أم إحسان عبدالقدوس نفسه ثم أطلقته على مجلتها حين اسستها أول الأمر تحت رعاية حزب الوفد ثم فى انفصال عنه بل فى صراع معه، فى مغامرة انتقال من الفن المسرحى إلى الصحافة والسياسة ندر أن خاضتها امرأة فى الحياة العامة العربية! بالتأكيد كانت «فاطمة» روزاليوسف واحدة من أهم السيدات اللواتى عرفتهن الحياة الفنية والصحفية والسياسية فى مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، بل لعلها الوحيدة فى تاريخ العرب الحديث التى عرفت كيف تجمع الفن والسياسة والثقافة فى بوتقة واحدة، مضيفة إلى ذلك كله إنجابها لواحد من أكبر وأشهر كتاب الرواية العرب: «إحسان عبدالقدوس». وللحكاية بقية