استقبل شيخ الأزهر د.أحمد الطيب بمكتبه بمشيخة الأزهر ديفيد ريتشارد رئيس أركان حرب الجيش البريطاني والوفد المرافق له حيث أكد خلال اللقاء: أن مصر لكي تكون رائدة تحتاج إلي أن يكون الغرب - وفي مقدمتهم بريطانيا - واعيا بدورها وبخاصة بعد الثورة المباركة، فالظروف كلها مهيأة للتجديد في كل المجالات، وقال أتمني أن تقف السياسة البريطانية مع الحق العربي لأننا نري السياسات الغربية بصفة عامة لا تزال تتخذ من سياسة الهيمنة والسيطرة منهجا متبعا، وهذا ما لا ترضاه الشعوب. وشدد شيخ الأزهر علي ضرورة عدم لجوء الدول العربية للحروب لحل المشاكل، وقال: «الحرب لا تكون إلا للضرورة، ومعني هذا أنه لا ينبغي أن يلجأ إلي الحرب إلا بعد استنفاد كل الوسائل السلمية، وتاريخنا الإسلامي شاهد عملي علي هذه الفلسفة وقال: للأسف فإن كل الحروب الغربية المعلنة علي الشرق «العالم العربي والإسلامي» تشن ظلما وعدوانا فلم يحاول الغرب اللجوء إلي الحوار والوسائل السلمية لمعالجة بعض القضايا هنا أو هناك، وكم أتمني أن يتحمل الغرب مسئوليته فيتخلي عن كل السياسات العدوانية التي تثير الحقد الكراهية، فماذا صنعت أمريكا في العراق؟! لقد دمرت البلاد والعباد، فهل هذه هي الديمقراطية؟! نحن نريد أن نري الشرق آمنا كالغرب تماما، لماذا يستعمل السلاح الغربي دائما في العالم العربي والإسلامي، بينما الغرب ينعم بالسلام، إنني علي يقين أن هذه السياسة تبني جدارا من الكراهية والعنف، والأجدي بالعقلاء أن يحولوا دون هذه السياسة العدوانية.. وعن الملف النووي الإيراني قال شيخ الأزهر: إن الحلول السلمية قادرة في نظري علي معالجة قضية التسلح الإيراني، وبخاصة أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي فلابد من الحل الشامل لقضايا التسلح النووي في المنطقة، وأعتقد أن ضرب إيران سيدمر المنطقة بأسرها، وينبغي أن يعلم الغرب أن تدمير أفغانستان ثم العراق ثم إيران لن يولد شعوبا موالية للغرب، وعقب رئيس الأركان علي قول الإمام قائلا: إنني كمحارب طيلة أربعين عاما شاهدت فيها أهوال العنف، أتفق علي وجوب اللجوء إلي الحلول السلمية بدل الحروب، فإن الحروب وإن كانت تحقق بعض المكاسب الآلية، إلا أن دواعيها علي المدي البعيد خطيرة جدا كما اتفق علي رفض اللجوء إلي الحلول العسكرية في معالجة القضايا السياسية، وأنا كعضو في المجلس القومي للدفاع ببريطانيا سأنقل انشغالاتكم وآراءكم الصائبة إلي المجلس القومي للدفاع، وسنعمل علي تحقيقها. وتعهد رئيس الأركان بالدفاع عن فكرة الريادة المصرية في المنطقة، وقال: إن زيارة شيخ الأزهر المرتقبة لبريطانيا ستساعد علي استعادة دور مصر في العالم العربي والإسلامي، كما أنها ستسهم في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام في العالم الغربي، فالكل في الغرب بحاجة إلي المعرفة الحقيقية للإسلام والمسلمين. وأضاف: وأنا أفتخر بأنني علي رأس رابطة للعسكريين المسلمين في الجيش البريطاني، أنشأناها مؤخرا وسيكونون سعداء بالالتزام بتوجيهاتكم الدينية المعتدلة.