فى محاولة لإنهاء الأزمة السورية، عقد أمس مجلس الأمن الدولى جلسة خاصة مع مسئولى الجامعة العربية للدعوة لوقف سفك الدماء فى سوريا وتحقيق عملية انتقال سلمية للسلطة خلال أسبوعين. ويتقدم الامين العام للجامعة نبيل العربى ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى الذى ترأس بلاده اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية بعرض الامر على مجلس الأمن، مناشداً المجلس دعم خطة الجامعة التى تطالب الرئيس السورى بشار الاسد بتسليم سلطاته لنائبه تمهيدا لإجراء انتخابات حرة. ويدعم الوفد العربى كلا من وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون ووزير الخارجية البريطانى وليام هيج ووزير الخارجية الفرنسى الآن جوبيه مع رغبة الغرب فى تقديم جبهة موحدة.. من جانب آخر كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» أنه تقرر عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن الأوضاع فى سوريا خاصة بعد قرار الأمين العام نبيل العربى وقف عمل البعثة العربية فى سوريا فى قطر الأسبوع المقبل. وأوضحت المصادر أن الجامعة العربية سبق وأعلنت أن موعد الاجتماع الوزارى سوف يكون يوم الأحد المقبل إلا أن قطر طلبت تأجيل عقد الاجتماع إلى يوم الثلاثاء المقبل على أن يكون فى الدوحة.. وانضم القادة الأوروبيون للولايات المتحدة فى المطالبة باتخاذ قرار فى مجلس الأمن الدولى لإنهاء القمع فى سوريا وذلك عشية اجتماع يعقده المجلس قد يشهد تصويتا على مشروع قرار يستهدف نقلا سلميا للسلطة فى سوريا. وأكد مسئول فرنسى أن الاقتراح العربى لقى دعماً ما لا يقل عن 10 أعضاء مما يعنى أنه قد يمكن طرحه على التصويت، ويحتاج فقط لدعم تسع دول من أصل أعضاء مجلس الأمن ال 15 ليطرح على التصويت. فى هذه الأثناء، قالت سوزان رايس سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة «إن الوقت قد حان لمجلس الأمن الدولى المذنب بالتقاعس والتجاهل خلال عشرة أشهر من العنف فى سوريا كى يصادق على خطة الجامعة العربية للانتقال السياسى». فيما أكد مسئول امريكى ان الولاياتالمتحدة تحاول التعامل مع اعتراضات روسيا على قرار مقترح فى الاممالمتحدة ضد الرئيس السورى بشار الاسد وتهدئة مخاوفها بأنه قد يفتح الباب امام تدخل عسكرى فى سوريا على غرار ما حدث فى ليبيا. وتأمل واشنطن فى اقناع موسكو بألا تقف فى وجه المبادرة العربية التى تدعو الاسد الى نقل سلطاته إلى نائبه. ولم يتضح ما اذا كانت روسيا ستستخدم حق النقض «الفيتو» أو تمتنع عن التصويت حين تطرح مسودة قرار أوروبى عربى للتصويت خلال هذا الأسبوع على أقرب تقدير. فى غضون ذلك، اعلن المجلس الوطنى السورى واتحاد تنسيقات الثورة أمس «يوم حداد وغضب عام» بعد سقوط نحو مائة قتيل الاثنين الماضى بينهم عدد كبير من المدنيين داعيا الى التنديد بنظام الاسد، ويتزامن ذلك مع الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة عام 1982 التى ارتكبها نظام والد بشار الرئيس السابق حافظ الأسد وسوف يحتفل بها الثوار الجمعة المقبل.. من جانبها، أكدت لجان التنسيق المحلية فى سوريا أن عدد الضحايا بلغ أمس الأول 100 قتيل، بينهم 56 قتيلا فى حمص، مشيرة إلى أن حصيلة ضحايا النظام بلغوا نحو 7050 سوريًا منذ بدء الاحتجاجات. وقال ناشطون: إن قوات الجيش تقصف بعنف بلدات جبل الزاوية بإدلب، وإن اشتباكات تجرى بين القوات النظامية والجيش الحر. وأفاد آخرون أن أهالى سقبا فى ريف دمشق وجهوا نداءات استغاثة لإسعاف الجرحى فى البلدة التى تتعرض لقصف عنيف بالدبابات، وقالت الهيئة العامة للثورة إنه تم إحصاء أكثر من 225 قذيفة دبابة، وإن جميع الاتصالات بالإضافة إلى الكهرباء والمياه تم قطعها عن البلدة.