إشراف .. شيماء عدلي وعلياء أبو شهبة (خديجة) الملقبة بأم الثورة و (د. هبة) المرشحة لوزارة المصابين من قال: إن المرأة ليست شريكا أصيلا فى الثورة؟ سواء كأم أو زوجة أو أخت وصولا إلى وجودها كثائرة ومتطوعة سواء فى المستشفى الميدانى أو فى تأمين الميدان.. وماتزال المرأة هى الوقود الذى يمد الثورة بالطاقة. فمن ينكر قوة «زهرة خالد سعيد» وتمسكها بالمطالبة بحق الشهيد مشعل فتيل الثورة، وأيضا والدتهما التى لم تغب يوما عن المشهد الثورى وساندت امهات الشهداء، كما أسرنا ثبات «منال بهى الدين حسين» زوجة المدون علاء عبدالفتاح وأم طفلهما خالد التى رافقت زوجها لميدان التحرير فور خروجه من السجن بعد أن استندت إلى والدته د.ليلى سويف، وغيرهما من المئات، فضلا عن سيدات حاضرات غائبات تناسهن الإعلام وتذكرهن الوجدان فبين جنبات الميدان تصادفك د.نيرفان فكرى استشارى الجراحة العامة التى لم تغب عن إسعاف المصابين ورفضت الرجوع لعملها بالخارج رافعة شعار «أولاد بلدى أولى بى» ناهيك عن سيدات قطعن على انفسهن وعودا بالوفاء للثوار فاصطحبن أولادهن لمد يد العون للجرحى فم تكن «أم هدير» إلا نموذجاً مصغراً لمصر الحنونة التى أعطت أيامًا وشهوراً دون مقابل فلقد تطوعت يوميا فى المسجد لتقديم العون وتبقى نماذج نسائية كثيرة اكبر من الحصى مثل د.منى مينا الناشطة فى منظمة أطباء بلا حدود وسميرة ابراهيم صاحبة قضية العذرية والصيدلانية غادة كمال وغيرهن اللاتى قد لا يتسع المجال بالشكل الكافى لذكرهن، ولأن الثورة مازالت مستمرة فنحن فى حاجة لمعرفة رأى نصف المجتمع وما بين سيدة مجتمع فتحت قلبها وعقلها قبل أن تفتح أبواب منزلها لتكون أما للثوار وسيدة اعمال قدمت الدعم المالى والمعنوى للمصابين قد تتضح الصورة قليلا. الجندي المجهول هبة السويدي .. اسم محفور من ذهب فى وجدان المصابين كتبت: نهي عابدين «صاحبة اليد البيضاء والقلب الحنون على المصابين» تلك الكلمات تنطبق على د.هبة السويدى التى قررت ان تعمل لتخفيف آلام المصابين فى صمت بعيداً عن كاميرات الفضائيات والضجيج الإعلامى، رافضة إجراء أية حوارات أو الحديث عن عملها الإنسانى الاجتماعى فهى لا تنتظر كلمات الشكر التى لن توفيها حقها.. وعلى الرغم من ذلك إلا أن عملها الخيرى فرضها بقوة على عكس رغبتها فاسمها يتردد كثيراً هنا وهناك عبر شاشات التليفزيون وخلال الأحاديث الجانبية بين المصابين فتسمع أحدهم يروى كيف وقفت إلى جواره بعد ما تعرض لإهمال ومدت له يد العون لإنقاذ حياته ومستقبله و تكفلت مادياً بإجراء جراحة عاجلة له رغم أنه لم يكن على معرفة بها من قبل، وآخر يرشد أحد المصابين الذى يلهث ليل نهار بين الجهات الحكومية المختلفة دون جدوى بالتوجه إليها مؤكداً أنها لن تتردد فى مساعدته لاستكمال علاجه. لم تتوقف هبه السويدى عن العمل على مدار عام كامل تواصل الليل بالنهار لمتابعة حالات المصابين بنفسها فهى خاضت فى عالم العمل الخيرى منذ سنوات طويلة ولكن الأشهر الماضية بعد اندلاع الثورة انصب اهتمامها على الحالات الخطيرة والعاجلة للمصابين ليس المصريين فحسب وإنما ايضاً مصابى الثورة الليبية الذين أتوا لتلقى العلاج بمصر فعرفها الليبيون وقاموا بتكريمها لما قدمته لهم من مساعدات. خلال شهر فبراير الماضى قررت أن تبدأ عهداً جديداً مع الحكومة لذلك أسرعت فى الوقوف الى جانب مصابى الثورة وتحمل نفقات علاجهم لإيمانها الشديد بواجب ودور المجتمع المدنى فى رفع المعاناة عن من ضحوا فى سبيل تحرير الشعب المصرى من قبضة الفاسدين ولم تكتف بالمساعدة المادية فحسب وإنما اعتبرت كل مصاب هو أحد أفراد أسرتها. قامت السويدى بالتعاقد مع مستشفى قصر العينى لاستقبال مختلف الحالات المصابة المرسلة إليهم من خلالها على أن تتكفل بمصروفات العلاج فهى تستقبل استغاثات أهالى المصابين و تتعامل معها بشكل عاجل ولا تنتظر فحص التقارير الطبية أو دراسة الحالة لأنها تؤمن أن ساعة واحدة تفرق كثيراً فى إنقاذ حالة المصاب. هناك جنود مجهولون آخرون من أصحاب القلوب الرحيمة يقفون كتفاً إلى كتف بجوارها لا يهدأون أو يملون من التواصل الإنسانى مع المصابين يعملون كخلية النخل تقديراً وتكريمًا لأشخاص صنعوا من أجسادهم جسراً يعبر عليه المصريون إلى مستقبل أفضل فهناك الحاجة صالحة ود.غادة وآخرون من المصابين المتطوعين لخدمات رفقائهم. (ماما خديجة) أم الثوار: أري الأمل في عيون الشباب خرجت للبحث عن الكرامة الإنسانية فتعرضت للخطف و الضرب وبيتها مازال مقرا ثانيا للثورة كتبت: علياء أبو شهبة قد تكون ثورة 25 يناير قامت بروح شابة لكن المشهد الثورى لم يغب عنه ثوار من جميع الأعمار وهو ما أضاف الثقل والثبات و«ماما خديجة» التى لقبت بأم الثوار واحدة من الوجوه النسائية الأصيلة فى الميدان التى خرجت للمطالبة بأمر واحد ألا وهو «الكرامة الإنسانية» والتى فتحت بيتها للثوار فلم تغب يوما عن المشهد الثورى لقناعتها بما تفعل حتى وإن تسبب ذلك فى تعرضها للضرب المبرح فى أحداث مجلس الوزراء والاختطاف مؤخرا إلا أن ذلك لا يثنيها عما تؤمن به. اتهمها البعض بالجنون والبعض الآخر رأى ان ما تفعله مبالغ فيه فيكفيها فقط التظاهر لتعود بعدها إلى منزلها فى هدوء لكنها آمنت بمبادئ الثورة منذ جمعة الغضب فوق كوبرى قصر النيل حيث استقبلت رأس الشهيد الأول على صدرها، قامت بمسح جسدها بدمه، الذى وصفته بالطاهر الشريف وكانت هى اللحظة التى أقسمت فيها أنها لن تغادر الميدان إلا بتحقق أهداف الثورة، فجعلت من منزلها مقرا للثوار فيه يجتمعون ويناقشون أفكارهم حيث ينظمون حلقات للتوعية السياسية للبسطاء وكذلك ترتيبات مليونيات الجمعة ولم تغب أيضا عن المشهد الثورى فخلال ال 18 يوماً كانت تقضى اليوم بطولة فى الميدان لتعود نهاية اليوم وتأتى صباح اليوم التالى ومعها الوجبات الغذائية للثوار، وخلال اعتصام يوليو اعتصمت بشكل كامل فى الميدان وكانت تستعين بمكعبات الثلج لتضعها على رأسها. تقول «ماما خديجة» أنها تفرغت للعمل السياسى بعد تزويج ابنها الأكبر وسفر باقى أبنائها للدراسة فى إنجلترا حيث ظلت وحدها فى المنزل الذى أصبح مقرا ثانيا للثورة ولإيمانها الشديد بما تفعل أصبح آباؤها فخورين بها بل ويشجعونها على الاستمرار. بعد مرور عام على الثورة، تؤكد على أن استمرار سقوط الشهداء منذ استلام المجلس العسكرى للسلطة كارثة وهو ما يعجل بطلب نقل السلطة فلا يكاد يمر شهر على البلاد بدون سقوط شهداء من خيرة شبابها، حتى أنها كثيرا ما تسأل نفسها أثناء جلسات السمر التى تجمعها بالثوار للغناء وإلقاء الشعر «ترى من سيسقط منهم شهيدا؟». لم تكن ثورة يناير هى التجربة الأولى ل«ماما خديجة» كما تحب أن يناديها أبنائها من الثوار وفقا لحديثها الذى أكدت فيه أنها اعتادت على الضرب فى نهاية كل تظاهرة كانت تخرج فيها مع حركة كفاية السياسية سواء على سلالم نقابة الصحفيين أو دار القضاء العالى للمطالبة بحماية كرامة كل مصرى فعندما شاهدت من يأكل طعامه من الزبالة وسائق التاكسى الذى تهان كرامته من ضابط شرطة انتفضت وتقول: «نفس البشرية ملك لله ولا يجوز إهانتها بل يجب تكريمها»، ثم توقفت لفترة بعد أن فقدت الأمل الذى رأته فى عيون الشباب وهو ما يدفعها للاستمرار فى التظاهر تحقق الثورة مطالبها. جلست ماما خديجة تتحدث بتلقائية وبساطة ويدها مغطاة بالجبس الذى لم يترك أبناؤها من الثوار مكاناً فيه إلا وكتبوا ورسموا مشاعرهم تجاهها وتروى «ماما خديجة» واقعة الاعتداء عليها أثناء أحداث مجلس الوزراء قائلة أنها أثناء توزيعها الطعام على الشباب فى محل الاشتباكات فوجئت بمجموعة من الجنود يسحبونها لمكان به سيدات أخريات ورجل وانهالوا عليهم ضربا ولم يرحموا توسلاتها حتى كسر ذراعها، إلا أنها رأت بصيصاً من الأمل عندما قام «ضابط» برتبة ملازم أول بأمرالجنود تركهم بعد الاعتداء عليهم. ولكن هذه الحادثة لم تنقص من حبها للثورة وتمسكها بنجاحها فبعد خروجها من المستشفى ذهبت إلى الميدان ورفضت العودة لمنزلها وتقول «كل ما أتمناه هو أن أموت وأدفن فى تراب هذا البلد الذى لا تنقصه الديمقراطية ولا الكرامة الإنسانية»، وتؤكد على أنها تستمد طاقتها من الشباب حولها و الذين تعلمت منهم جميعا،كما تعلمت أيضا من أطفال الشوارع فهم جزء أصيل من نسيج المجتمع يبحث عن الاحتضان و الرعاية. حول الاختلاف بين الثوار واتهامهم بالتذبذب ترى «ماما خديجة» أنهم جميعا لديهم هدف واحد ولكن أسلوبهم مختلف فى التعبير عن هذا الهدف وتحقيقه، وترى عدم وجود قائد ميزة فلم نجد من ينسق الخطوات للثوار وإلا كان النظام قد قضى عليه ولكن الأزمة تتمثل فى عدم وجود وعى كافٍ بأصول القيادة وهو ما يحدث الفرقة بينهم. وتشير «ماما خديجة» إلى أن إرادة شباب التحرير لا حدود لها والدليل أحمد حرارة فهم شباب حاربوا نظاماً شديد الفساد بالتكنولوجيا، وأضافت أنها لا تتخوف من وجود الإسلاميين فى البرلمان و تطالب بالتسليم الفورى للسلطة خلال 60 يوما وطالبت بمحاكمة كل المسئولين عن أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء رافضة تماما ما يسمى ب«الخروج الآمن»، كما تعتبر محاكمة مبارك «تمثيلية» أهانته وأساءت إليه حين أظهرته راقدا على السرير و شعره مصبوغ.