المقال السابق بدأ فى التعرض لسؤال بديهى وهو لماذا نستخدم شبكة الإنترنت؟...ذلك السؤال الذى قامت إحدى الشركات الأمريكية الكبيرة أمريكا أون لاينAmerica On Line (AOL) بطرحه على 55 ألف مبحوث من خلال استبيان تفصيلى وحصلت منه على نتائج مدعومة بنسب مئوية لكل سبب من تلك الأسباب والتى وصل عددها إلى ثمانية أسباب رئيسية. جاء الحاجة إلى الحصول على أفكار ملهمة وجديدة أو لتجربة شيء جديد فى المركز الأول و حصل على 20% من إجمالى الدوافع هذه الافكار الملهمة قد تكون مرتبطة بالعمل أو بالحياة الشخصية...لحل مشكلة أو لتطوير الوضع القائم. فى المركز الثانى بنسبة 19% جاء الدافع إلى الإحساس بالراحة والاسترخاء وهى حاجة بشرية تبدأ منذ الميلاد وحتى النهاية لتحسين الحالة النفسية والراحة وهى تشمل المواقع الخاصة بالحكم الحكايات ذات العبرة الدافعة إلى التفكير الإيجابى ونبذ السلبية والتخلص من الروح الانهزامية والتقليل من التوتر. فى المرتبة الثالثة بنسبة 17% يأتى الدافع والحاجة إلى التواصل المجتمعى لمعرفة أخبار الأهل والأصدقاء والعالم المحيط بنا بصورة عامة وهى أمور أيضًا تؤدى إلى المزيد من الراحة والاسترخاء. بنسبة 15% تأتى فى المركز الرابع التسلية والحاجة الى الحصول على هدنة عقلية بعيدًا عن الأمور المعقدة المرتبطة بالحياة والتى تسهم فى شد الأعصاب والشعور بالقلق والتوتر...التسلية تشمل العديد من المجالات الفرعية منها ما هو مرتبط بالفنون والآداب والموسيقى والقراءة وأيضا الألعاب الإلكترونية البسيطة. فى المركز الخامس بنسبة 9% تأتى الحاجة إلى الرد على التساؤلات والحصول على النصيحة فى أى أمر من الأمور العامة أو الخاصة. الحاجة للمعرفة وتتبع الأخبار الجديدة يأتى فى المركز السادس بنسبة 8% وهى حاجة طبيعية إلى المعرفة مع ما يشوبها من الكثير من الشوائب والمعلومات الخاطئة والأخبار المغلوطة. فى المركز السابع بنسبة 7% يأتى الدافع إلى تعلم أمور جديدة وأيضًا الانتماء إلى تجمعات معينة مثل مشجعى ناد معين أو المهتمين بأمر ما من الأمور أو قاطنى مدينة واحدة أو حى واحد مثلا. فى المركز الثامن والأخير بنسبة 6% تأتى الحاجة إلى الحصول على دعم فى أمر من الأمور أو لمعرفة كيف يتم إصلاح عطل ما او كيفية الوصول إلى عنوان ما. المشكلة الرئيسية أن ما حصل على أعلى الدرجات هى أمور مرتبطة بالتسلية والتعرف على أفكار جديدة والتسلية والاسترخاء وحصلت الأمور المرتبطة بالدعم الحقيقى أو التعلم أو الشعور بالانتماء الى درجات أقل وهو ما يجعلنا نرى ان الإنترنت لا تزال ينظر إليها على انها واحة للتسلية والراحة اكثر منها مكان لأداء الأعمال واكتساب مهارات جديدة وهى أمور يجب الانتباه لها أثناء الإبحار فى هذا المحيط العاتي. وبغض النظر عن مدى اتفاقنا او اختلافنا مع تلك النتائج إلا أن الأمر المتفق عليه هو وجوب عمل المزيد من الدراسات والاستطلاعات وذلك بصورة دورية نظرًا لاختلاف التوجهات والمجالات مع الوقت بصورة كبيرة. قد تجعل استطلاعًا أجرى منذ أربعة سنوات غير مناسب للواقع الحالى.
