لست من الاخوان ولا من مؤيدى السلفيين.. ولكن الواجب الديمقراطى يحتم على كل مصرى يؤمن بالديمقراطية ويحترم إرادة الشعب المصرى واختياراته الحرة التى عبر عنها فى صناديق الاقتراع أن يقدم التهنئة لمن فازوا وحققوا نجاحات كبيرة خاصة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للاخوان المسلمين والذين فاز بنحو 233 مقعدا تمثل حوالى اثنين واربعين بالمائة من مقاعد مجلس الشعب بينما فاز حزب النور الذى يمثل السلفيين بنحو 123 مقعدا تمثل نحو اربعة وعشرين بالمائة.. وقد فاق نجاح الاخوان المسلمين فى الانتخابات النسبة التى كانت متوقعة لهم والتى كانت تقدر من خمسة وعشرين إلى ثلاثين فى المائة على أكثر تقدير بينما كان حزب النور الذى لم يمض على انشائه شهور هو مفاجأة انتخابات مجلس الشعب حيث حل ثانيا فى ترتيب المقاعد.. وقد شهد العالم كله بنزاهة الانتخابات البرلمانية المصرية وبنسبة المشاركة فيها من جانب جماهير الناخبين المصريين التى فاقت نسبة الاثنين وستين فى المائة وكان ذلك كله موضع احترام وتقدير دول العالم الديمقراطية ومنظماته الدولية المعنية بالحريات وحقوق الإنسان.. وعلى خلاف أغلبية المصريين الذين رحبوا بنتيجة الانتخابات التى عكست اختياراتهم الحرة أصاب القلة القليلة من اليساريين فيهم صدمة من نتائج تلك الانتخابات وتمنى البعض منهم أن ينقلب الجيش المصرى على هذه النتائج على النحو الذى جرى فى الجزائر فى يناير 1992 وراح بعض رموزهم فى مقابلات تليفزيونية ومنهم الكاتب والمفكر الكبير الاستاذ السيد ياسين فى لقاء على قناة روتانا يحاول إرجاع نجاح الاسلاميين والفشل الذى منيت به قوى اليسار والليبراليين إلى انتشار الامية والجهل وهو تبرير لا يختلف كثيرا عما قاله رئيس الوزراء الاسبق أحمد نظيف إلى إحدى الصحف الامريكية اوائل عام 2005 من أن الشعب المصرى لم ينضج بعد لممارسة الديمقراطية.. فى حين ادعى آخرون من الليبراليين أن النجاح الذى حققته الاحزاب الدينية جاء نتيجة استخدامها للدين لتسويق مرشحيها.. وحتى هذه التبريرات هى على اليسار والليبراليين وليست ضد حزب الاخوان واحزاب السلفيين.. فلا أحد يستطيع تجاهل حقيقة أن الشعب المصرى متدين بطبعه وأن أغلبيته محافظة وأنه ينشد الاستقرار ولا يحب الفوضى ولا يمكن أن يقبل وصاية عليه وعلى إرادته الحرة من قلة ماركسية وفوضوية فى ميدان التحرير تدعو إلى «فوضى امريكية خلاقة «من خلال اعتصامات ومظاهرات لا تتوقف بدعوى أن أهداف الثورة لم تتحقق متناسين أن استكمال تحقيق اهداف الثورة هو مسئولية من يوليه الشعب الشرعية عبر صناديق الانتخابات.. وللاسف فقد انضم إلى دعاة الفوضى الامريكية الخلاقة يوم السبت الدكتور محمد البرادعى باعلان انسحابه من الترشح للانتخابات الرئاسية.. وفى مواجهة دعاوى هولاء فإن على من منحهم الشعب ثقته فى صناديق انتخابات مجلس الشعب أن يحموا مسيرة الديمقراطية والانتقال السلمى للسلطة.