كان فيلم «الآنسة حنفي» من بين أشهر أفلام الفنان اسماعيل ياسين، وقد أدي دور امرأة في أكثر من فيلم وكذلك الفنان عبد المنعم ابراهيم الذي مثل دور «فتافيت السكر هانم» في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم.. ولكن عبد المنعم إبراهيم مثل أيضًا في فيلم «بين القصرين» دور ابن السيد عبد الجواد المولع بالسير خلف زنوبة (الفنانة نعمة مختار) وغيرها من النساء اللاتي يرتدين «الملايات اللف السوداء» محدقاً بشغف في مؤخرتهن المثيرة وهو يقول: «أحبك يا أبيض».. أما الفنان عبد الفتاح القصري فكان يتغزل في الستات «الملظلظة» قائلا: «يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة».. وكان من بين كلماته التي لا تنسي عبارة «هن رحمة لنا» تعبيرا عن الميل الطبيعي والغريزي للرجال نحو النساء.. لقد كانت حياة المصريين وحتي منتصف الستينيات هادئة وبسيطة وجميلة، ولكن بعد نكسة 1967 وما أعقبها من تداعيات حدث تحول وتغير كبير في حياة المصريين خاصة مع التغييرات الدراماتيكية التي شهدتها مصر في السياسة والاقتصاد وعلاقاتها الخارجية منذ اوائل حقبة السبعينيات وحتي الثمانينيات من القرن الماضي وتطرق هذا التحول والتغيير إلي جميع أشكال وأنماط الحياة وملابس النساء ونوعية الافكار والثقافة السائدة .. وعلي سبيل المثال اختفت تماماً الملايات اللف السوداء في الاحياء الشعبية في القاهرة والاسكندرية والمدن وازدادت أعداد النساء اللاتي يرتدين الفساتين و«التايورات».. وبعد أن كانت الملابس «الديكولتيه» والفساتين الصيفية العارية الاكتاف والبنطلونات الضيقة مع البلوزات هي موضة نساء الطبقات الثرية والوسطي في المجتمع المصري منذ خمسينيات القرن الماضي ظهرت في أواخر الستينيات موضة «الميني جيب».. و«الميكرو جيب» ولكن كثيراً من الاسر والعائلات المحافظة خاصة في الطبقة الوسطي تحفظت علي تلك النوعية من الملابس الفاضحة وحرمت علي بناتها وسيداتها ارتداءها.. وبعكس فتيات وسيدات الطبقات الثرية التي باتت هذه الملابس منذ ذلك الوقت وحتي الآن هي ملابسهن المعتادة في السهرات والحفلات الخاصة.. ومنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي بدأ المجتمع المصري يشهد ميلاً واضحاً نحو التدين والعودة إلي الله وبدأت تظهر ملابس النساء الطويلة والواسعة التي لا تكشف ولا تبرز تفاصيل الجسد وانتشرت مع الحجاب داخل مدرجات الجامعات بين الطالبات وكذلك بين الموظفات داخل هيئات ومؤسسات الدولة وباتت أعداد المحجبات هن الغالبية العظمي.. ولكن من الضروري هنا التأكيد أن التدين الحقيقي هو ما وقر في القلب وصدقه العمل .. وأن الله سبحانه وتعالي لا ينظر إلي صورنا وأشكالنا ولكن ينظر إلي قلوبنا وأعمالنا.. وإنه إذا كانت بعض فتياتنا يضعن الحجاب علي رءوسهم فإنه لا ينبغي أن يكون «تدينهن مزيفاً» بأن تكون باقي ملابسهن عبارة عن بنطلونات ضيقة «استرتش» و«بايي» ملتصق بالجسم أو بلوزات قصيرة وضيقة تكشف التفاصيل المثيرة جدا ل«بروز» المقدمات و«قلوظة» المؤخرات. وإذا كان كثير من فتياتنا جميلات و«زي القشطة بالعسل».. فإن بعضهن في «الأسترتش» والحجاب و«البادي» لا يختلفن كثيرا عن الانسة حنفي.. لذا لزم التنويه.