كتب - محمد سويد و خالد عبد الخالق و وحمادة الكحلى ومصطفى أمين ووكالات الانباء عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعها أمس في أحد الفنادق الكبري بالقاهرة، وترأس الاجتماع الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية وغاب عنه وزراء خارجية السعودية والجزائر وعمان. وكشفت مصادر رفيعة المستوي ل«روزاليوسف» والجريدة ماثلة للطبع أن الوزراء ناقشوا تقرير الفريق مصطفي الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب، وقد تضمن التقرير عددا من الصور والخرائط. وأوضحت المصادر أن التقرير اعتمد علي المشاهدات التي سجلها أعضاء البعثة خلال زيارتهم لمدن حمص وحماة وادلب وريف دمشق، وغيرها من المدن وقد ناقش الاجتماع مسألة طلب دعم من جانب الأممالمتحدة لبعثة المراقبين إذ هناك عدد من العقبات والصعوبات التي تواجه فريق البعثة. كما تطرق الوزراء إلي مسألة استمرار قتل المتظاهرين رغم وجود فريق بعثة المراقبين العرب هناك كما ستتم الدعوة لعقد اجتماع لوزراء خارجية العرب منتصف الشهر الجاري. وقالت مصادر بالجامعة إن الاقتراح الذي تقدمت به قطر يتضمن دعوة فنيين من الأممالمتحدة وخبراء في مجال حقوق الانسان لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما اذا كانت سوريا تفي بتعهدها بوقف العنف. وناقش الاجتماع برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثان، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، اجراءات السماح للبعثة بالعمل علي نحو اكثر استقلالا عن السلطات السورية. وأبلغ الشيخ حمد بن جاسم الصحفيين بأن الجامعة تسعي للحصول علي المساعدة الفنية من الأممالمتحدة، من أجل تحسين عمل البعثة لفشلها في وقف العنف. ويأتي اجتماع اللجنة الوزارية العربية قبل جلسة خاصة سيعقدها مجلس الأمن الدولي غدا الثلاثاء يبحث فيها الأزمة السورية يقدم فيها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية لين باسكو تقريرا لأعضاء المجلس حول الوضع الإنساني للمدنيين في ظل الوضع الراهن. فيما رجحت مصادر في الجامعة العربية إمكانية أن يؤكد الوزراء العرب علي دعمهم للمراقبين ومقاومة الدعوات لانهاء ما يقوله نشطاء سوريون إنها مهمة غير فاعلة. وكان بن جاسم قد أعلن أن دمشق لا تنفذ الاتفاق وان المراقبين ينبغي ألا يبقوا هناك لإضاعة الوقت، مضيفاً: إن الجيش السوري لم ينسحب وان عمليات القتل لم تتوقف. يذكر أن قطر ترأس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة التي تضم كذلك مصر وسلطنة عمان والسودان والجزائر والامين العام للجامعة. وعشية الاجتماع استبعد عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات المراقبة في مقر الجامعة بالقاهرة احتمال سحب المراقبين. وأكد أن البعثة ستواصل عملها وفقا للبروتوكولات المتفق عليها مع الحكومة السورية ولن تسحب الا بقرار من وزراء خارجية الجامعة الذين وافقوا علي البعثة، مضيفاً إن عشرة مراقبين اردنيين وصلوا دمشق يوم السبت الماضي ليرتفع عدد المراقبين الي 163 مراقبًا. وجاء الاجتماع وسط دعوات المعارضة السورية لسحب بعثة المراقبين قبل انتهاء مدة البروتوكول 19 الشهر الجاري. ونقلت وسائل الإعلام العربية عن بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض قولها إن علي الجامعة أن تعترف بأن مهمتها قد فشلت وينبغي عليها تسليم المهمة للأمم المتحدة. من ناحية أخري أعرب محمد عمرو وزير الخارجية عن إدانة مصر للتفجيرات التي شهدتها العاصمة السورية يوم 6 يناير الجاري، والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين، مقدما التعازي لأسر الضحايا وللشعب السوري، ومذكرا بموقف مصر الرافض للإرهاب بجميع أشكاله وصوره. مشيرا إلي أن التطبيق الكامل والأمين لجميع بنود خطة العمل العربية، بما في ذلك تسهيل مهمة وفد مراقبي جامعة الدول العربية إلي سوريا، بات مطلوبا اليوم أكثر من أي وقت مضي، حيث تزايدت احتمالات خروج الوضع في سورياعن أي إمكانية للسيطرة، بكل ما يعنيه ذلك من فتح الباب أمام سيناريوهات دموية يجب العمل علي تجنيب الشعب السوري مخاطرها بأي ثمن. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن 11 جنديا من الجيش السوري علي الأقل قتلوا في اشتباكات مع منشقين بمحافظة درعا، في حين أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 29 برصاص الأمن في أنحاء مختلفة من سوريا. وفي السياق نفسه، اورد المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في مدينة داعل في المحافظة نفسها، يستخدم الجيش النظامي فيها الرشاشات الثقيلة بشكل عشوائي بالتزامن مع قطع التيار الكهربائي عن المدينة فيما تظاهر أمس العشرات من أبناء الجالية السورية بالقاهرة أمام مقر اجتماع اللجنة الوزارية وأكد عبد الكريم الرحاوي المعارض السوري ل«روزاليوسف» أن هناك العديد من الملاحظات من جانب المعارضة علي أداء اللجنة وأن تفجيرات الجمعة بدمشق قام بها النظام لإرهاب أعضاء البعثة ومحاولة التأثير علي تقريرها الذي سترفعه للأمين العام واللجنة الوزارية.