كتب: محمد أنور السادات سنة جديدة وبرلمان جديد وربما حكومة جديدة ورئيس مصري جديد.. وبعد نجاحات محدودة وإخفاقات كثيرة.. ومصريون متعطشون لحياة أفضل، هل سوف يجني المواطن المصري بعد ذلك ثمرة طيبة بعد أن أصبحت إرادته لها قيمة في تغيير مجريات الأمور، والقضاء علي السلبيات التي تعددت في مجتمعه. مستقبل السياسات الاجتماعية في مصر حتي هذه اللحظة ليس له ملامح، ومصر للأسف تسير في طريقها نحو نفق مظلم ومشكلات كثيرة تتعلق بالبنية التحتية الاقتصادية، وأسر مصرية كثيرة تصرخ من الدخول المتدنية والأسعار المرتفعة والتكاليف الحياتية المرهقة. مصر تعيش حالة من الحراك السياسي والاجتماعي، وقد انكشف للمصريين جميعا الكثير من ملفات الفساد، وظهرت كثير من الخفايا التي لم يكن يعرفها معظم الناس، فضلا عن بعض الملفات المهمة التي ظلت سنوت في الأدراج والباقي أكثر. فهل سوف يحمل العام الجديد بما فيه من برلمان جديد وحياة ديمقراطية صورة طيبة لحياة أفضل ينعم بها المصريون؟؟ وإذا كنا بصدد الحديث عن الانتخابات الرئاسية القادمة، فهل سوف تعطي الأيام المقبلة للمصريين جرعة أمل وتجعلنا نتطلع إلي انفراجة يتعطش إليها الكثيرون، وتترك مصر في أيدي أمينة بعدما ضجت من السرقة والنهب والتخريب. أعود وأقول: مصر دائما تزخر بشباب واعد وثروات وكنوز ومنح طبيعية لا توجد في أي بلد آخر، لكنها - وللأسف - افتقدت علي مدار العقود الماضية حكومات تسير باستراتيجية واضحة ورجال دولة مخلصين يخافون عليها، ويعملون بإتقان وإخلاص، ويعرفون كيفية إدارة وحسن استغلال هذه الموارد. فهل سوف تعود مصر وطنا للرجال الشرفاء؟ أم أن الطرق سوف تظل ملتوية؟ ولن يقوم مسئولوها بما يتطلبه العقل والمنطق ويشهد عليه الواقع من حتمية إعادة هيكلة المؤسسات والبنية الاقتصادية للأفضل، فلن تستقيم أوضاعنا إلا إذا جلس علي كرسي المنصب من هو أهل له. يشهد التاريخ أن مصر قد مرت بمحن عديدة وأوقات عصيبة ثم تتحسن الأوضاع بعد ذلك وتعود المياه إلي مجاريها، والآن في آونة تمر فيها مصر بأزمة شاملة تراكمت مع مرور الوقت إلي أن وصلت إلي العصب الحساس لمجمل مكونات النظام السياسي بشقيه الحكومي والمعارض، ولمجمل مكونات النظام الإداري بشقيه السيادي والخدمي وطالت الشخصية المصرية، أعتقد أن الانفراجة قريبة جدا. لكن،،، لن نستطيع أن نعطي وننهض دون أن نتمسك بالأمل والعزيمة والتصميم.. فالكلام كثير والفاهمون أقل والفاهمون كثير والعاملون أقل والعاملون كثير والمخلصون أقل، مع أطيب تمنياتي بعام سعيد يحقق فيه كل المصريين أهدافهم وطموحاتهم.