ليس من الصحافة: أن تنشر تلك الصحف التى تصدعنا كثيرا بالكلام عن الشفافية وعن ضرورة احترام حق الناس فى المعرفة.. ليس من الصحافة أن تتمادى تلك الصحف فى نشر تلك النكتة المعادة والسخيفة التى لا تحترم عقول القراء وتقول : ( صرح مصدر رفيع المستوى ) بكذا.. وكذا، مثلما فعلت مثلا، جريدتا «الأهرام» و»الأخبار» على صفحاتهما الأولى، وبالخط العريض صباح الخميس 22 / 12 / 2011 حيث قالت كل منهما فى صدر صفحاتهما الأولي: (كشف مصدر رفيع المستوى عن أن جهات أمنية «سيادية» رصدت اتصالات لشخصيات مصرية مع جهات خارجية لإسقاط الدولة المصرية).. المصدر كما ترون، مجهول ويبدو أن اسمه عورة ولا يظهر على رجالة، ورغم ذلك قالت جريدة الأخبار على لسانه فى عنوانها الرئيسي: (كشف مخطط لإشعال حرب أهلية يوم 25 يناير المقبل).. ومادام الأمر بهذه الخطورة، لماذا إذن لم يطمئننا ذلك المصدر (تخين) المستوى، أو تطمئننا تلك الجهات «السيادية» بأنها قامت بواجبها وقبضت على تلك الشخصيات المصرية التى تقول إنها رصدتها وهى تجرى اتصالات مع جهات خارجية لإسقاط الدولة المصرية .؟!!هل هذه الشخصيات فوق القانون ولا يصح إعلان أسمائها للناس.. أم أن ذلك المصدر (رفيع المستوي) لا يحترم عقول المصريين ويسير على خطى الرئيس المخلوع ويتخذ من أسطوانة (مخطط لإسقاط الدولة) فزاعة يغطى بها على فشله فى حكم مصر، ويبرر بها سقوط شهداء ومصابى الثورة متذرعا مرة بالأيدى الخفية ومرة بالطرف الثالث وأخيرا برصد مخطط لإسقاط الدولة؟!! إن كان ذلك صحيحا.. هل تنتظرون حتى تسقط الدولة، ثم تجلسون على تلها تولولون، من باب «الصحافة».؟! أما السخافة: فهى أن تقول جريدتا الأهرام والأخبار نصا: (كشف مصدر مسئول رفيع المستوى عن رصد جهات أمنية سيادية لتحركات واتصالات لعناصر داخلية مع جهات أجنبية خارجية لتنفيذ سيناريو مخطط يوم 25 يناير 2012 من خلال قيام ثورة أخرى جديدة هدفها فقط الدخول فى اشتباكات دامية مع عناصر القوات المسلحة بعد استفزازهم فى أماكن حيوية وسقوط قتلى بالإضافة إلى التجهيز لإشعال الحرائق وإثارة الفوضى فى العديد من الشوارع.. بهدف إسقاط الجيش ومن ثم إسقاط الدولة!) هكذا نصا قالت جريدتا الأهرام والأخبار بالحرف الواحد، وبلا أى تعليق!