بدأت أحداث 2011 باندلاع ثورة 25 يناير ضد نظام الرئيس السابق الذى ساهم فى استشراء الفساد وتراجع مكانة مصر دوليًا وإقليميًا وانتهى العام والمحاولات تتكرر للانقضاض على الثورة بزعزعة الأمن وإلقاء مسئولية الفوضى على ثورة بيضاء سلمية قامت لتحقيق العدالة الاجتماعية بالأساس. وما بين بداية العام ونهايته سلسلة طويلة من الأحداث بدأت بلحظة تنحى «مبارك» ووضع كهنته وسلالته وراء القضبان انتظاراً لمحاكمة عادلة تضيف لمكتسبات ثورة يناير العظيمة. بدأت منظومة الثورة من جميع الميادين العامة من الإسكندرية إلى أسوان وبمشاركة قوية من الشباب، وكانت ساعة الصفر هو يوم الاحتفال بعيد الشرطة فى 25 يناير وتعاظمت المشاركة الشعبية بسبب الممارسات الخاطئة لقوات الأمن و استخدامها أساليب قاتلة فى تفريق المتظاهرين الذين أيقنوا استحالة إصلاح نظام فاسد أو بعث الروح فى مؤسساته التى انهارت قوائمها بفعل النهب والسرقة والنفاق والإهمال. قدم المصريون خلال الثورة نموذجًا رائعًا للعالم أعادوا من خلاله الأمل فى التغيير والقدرة على إعادة البناء وكانت الثورة تحركًا شعبيًا جماعيًا تكاملت أسبابه واتحدت أهدافه، وحملت الثورة عدة مسميات منها: ثورة 25 يناير، ثورة الغضب، ثورة الشباب، ثورة اللوتس والثورة البيضاء خلال 18 يوماً وعدة مليونيات قاربت الخمسين حمل كل منها اسمه المميز وآخرها كان مليونية رد الشرف كما ارتفعت المطالب فى 3 ثورات للغضب أيام 27 مايو تحت شعار «أنا محستش بالتغيير ونازل تانى التحرير» وفى 9 سبتمبر دعوة من المساجد والكنائس إلى جميع الميادين لإنقاذ ثورة مصر، فيما حملت ثورة الغضب الثالثة فى 19 نوفمبر «لا للطوارئ ولا للمجلس العسكرى». وشهد العام تحقيق أمنية المصريين التى تمنوها طوال 30 عاما وهى تعيين نائب لرئيس الجمهورية وشغله عمر سليمان رئيس المخابرات السابق لكنه ذهب أدراج الرياح بعد أيام قليلة بقوله: إن المصريين ليسوا مهيئين بعد للديمقراطية. كما شهد العام تعاقب ثلاث وزارات وسقطت صفقة بيع عمر أفندى وصدر الحكم ببطلان عقد البيع وعودة الشركة للحكومة المصرية وهى الصفقة الأكثر شبهة وتكديرا وإثارة للرأى العام، وأوقفت الثورة نزيف بيع ممنهج للأصول العامة فى مصر وتنازل الملياردير السعودى الوليد بن طلال عن حقه فى أراضى توشكى جنوب مصر وهى أرض تم بيعها له بمخالفة قانونية. وفى 10 مايو بحثت لجنة استرداد الأموال المهربة التى يرأسها المستشار عاصم الجوهرى رئيس جهاز الكسب غير المشروع إجراءات إعادة أرصدة مبارك و18 مسئولاً سابقًا والكشف عن سرية حساباتهم ومسئولين سابقين صدرت بحقهم قرارات تجميد أرصدة من الاتحاد الأوروبى، كما خاطبت اللجنة 13 دولة عربية وأوروبية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجميد الأموال. أما حسين سالم ذلك الرجل الغامض واللاعب الأكبر فى فساد مصر فقد وصف بأنه الصندوق الأسود لنظام مبارك حيث وصلت مخالفاته إلى حد الخيانة العظمى، فقد بدأ حياته فى عام 1955 موظفا براتب 18 جنيها وفى 1967 خدم فى القوات الجوية ثم المخابرات، وفى عام 1982 بدأ الاستثمار فى شرم الشيخ واستحوذ على معظم مناطق خليج نعمة، وفى 1983 أدانته محكمة أمريكية بالاستيلاء على أموال الحكومة المصرية، وفى 1986 قدم النائب علوى حافظ استجوابًا ضده تم اجهاضه، وفى عام 2005 وقع على عقد تصدير الغاز لإسرائيل، وبعد عامين باع حصته فى الشركة قبل ضخ الغاز. وبعد ثورة 25 يناير هرب حسين سالم إلى دبى ومنها إلى إسبانيا وبحوزته 500 مليون دولار سائلة وقرر النائب العام إحالته للجنايات بتهمة الإضرار بمصلحة البلاد وإهدار المال العام، ووضع الإنتربول المصرى اسمه فى النشرة الحمراء للمطلوب القبض عليهم وبدأ البحث عنه فى سويسرا وإسبانيا وعلى خطاه سار كل من رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق ويوسف بطرس غالى وزير المالية وقد قارب العام على الانتهاء دون أن يتم القبض عليهم. وتم إصدار قانون الغدر والعزل السياسى وقانون انتخاب القيادات الجامعية وكلها تنظم الحياة السياسية وتحرم من تورط فى إفساد الحياة السياسية من العمل السياسى والترشح للانتخابات وتمت فى مصر انتخابات هى الأولى من نوعها لاختيار معظم رؤساء الجامعات وعمداء الكليات سواء الذين انتهت مدتهم أو الذين استقالوا طواعية. ولم تقتصر إنجازات الثورة على الشئون الداخلية فقط بل امتدت للقضية الفلسطينية إذ راعت القاهرة اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس لتنهى فترة من الانقسام الفلسطينى امتدت من عام 2007. واتجهت أنظار العالم إلى مصر مرة أخرى فى 18 أكتوبر مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس برعاية مصرية بعد نجاح المخابرات المصرية فى التوسط لإنجاز الصفقة بعد تعثرها على مدار السنوات الخمس الماضية وتسلمت مصر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط بعد نقله من مكان احتجازه بقطاع غزة عبر معبر رفح، كما تسلمت على مرحلتين عددا كبيراً من الأسرى الفلسطينيين مقابل تسليم شاليط الذى أسرته حماس عام 2006.