ما بين الثوار والمناضلين والباحثين عن حرية الوطن وغياب الامن بشكل كامل عن الميدان استغل بائعو المخدرات هذه الفرصة وتواجدوا وانتشروا بحثا عن ارض خصبة يزرعون فيها فسادهم ويروجون لسمومهم، بحثا عن فرائس من الشباب، يختبئون فى خيام ملاصقة للشرفاء، يرفعون لافتات لقهر المستقبل يقتلون شبابنا ويسيئون لسمعة ثورتنا.. لا يقتصر شرهم على بلطجية الميدان بل يعرضون على زوار الميدان السموم ويتباهون بكثرتهم وهو ما دفع الثوار الى محاولة طردهم من الميدان فأصيبوا، وسقط العشرات منهم ضحايا وتصدوا ولكن عادوا ليصبح الميدان مرتعهم ومأواهم على مرمى بصر الجميع. نحاول ان نكشف اغراضهم ونفضح أعمالهم غير المشروعة و التى تحاول إشاعة روح الفوضى وغياب القانون لتشوه ثورة تبارى العالم كله فى وصف طهرها ونقائها. شباب الميدان يصفون الحال الصعب قال «أحمد زايد» أحد المعتصمين بالميدان، إن بعض الخيام لم تكن تمثل الثورة، وإنهم «طهروا صفوفهم»، مشيرا إلى أنه كانت هناك خيام كاملة تم زرعها لتجار مخدرات وبنات مشبوهات، وتم طردهم وتنظيف الصينية، وتابع: «بعض زملائنا سيأتون للاعتصام، ولن تفلح محاولات إجهاض الثورة، ولن يضيع دم الشهداء هباء». أكد أحد أطباء المستشفيات الميدانية بميدان التحرير أن سبب اتفاق اللجان الشعبية المؤمنة للميدان على طرد الباعة الجائلين من الميدان جاء بعد انتشار بيع المخدرات، بعد ثلاثة أيام من المحاولات الودية لإخراجهم. وأشار إلى أن مناوشات تدور حاليًا بين الباعة الجائلين المطرودين وعدد من معتمصى التحرير من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض، رافضًا تدخل أى قوات لحماية ثوار الميدان. كما أبدى الطبيب تخوفه من هجوم مضاد للباعة برفقة عدد من البلطجية وأنصار الحزب الوطنى «المنحل» لمهاجمة الميدان. غاب الثوار عن ميدان التحرير فاحتله البائعة الجائلون والبلطجية وبائعو ومدمنو المخدرات وانتشروا فى أرجاء الميدان كلا يبحث عن مصالحه بزعم التظاهر والمطالبة بتغيير الحكومة الذين لا يعلمون اسم وزرائها الذين تم اختيارهم مؤخرًا ضمن حكومة د. كمال الجنزورى من خلال جولة يومية فى ميدان التحرير تستطيع أن نشاهد ما لم تره كاميرات القنوات حتى التى أذاعت على المواطنين لقطات شرب الحشيش ومخدر البانجو.. أكثر من سبعة بائعين وبلطجية يقودون حركة بيع المخدرات والحبوب المخدرة ولا يستطيع أحدًا منهم التعدى على اختصاصات الآخرين. فأمام مجمع التحرير تجد بائعا ذا بشرة سمراء وبحوزته أكثر من 3 أشخاص من البلطجية تظهر على وجوههم علامات الجروح وهؤلاء يعاونون البائع فى بيع المخدرات الترمادول والتامول، حيث ينتشرون بالميدان ليلاً مع بداية غروب الشمس يبحثون عن عملائهم ممن يتعاطون هذه الحبوب وتكون كلمة السر «عايز حاجة للعضم» وبديهى أن يفهم متعاطى هذه الحبوب المخدرة معنى هذه الجملة فيتم البيع بعد الاتفاق، ويختلف بيع الترامادول والتامول عن خارج الميدان حيث يباع ب20 جنيهاً للشريط الذى يحتوى على 10 حبوب، أما فى ميدان التحرير يتراوح السعر ما بين 25 و30 جنيهاً وإذا تم تجزئته يتم بيع النصف شريط ب20 جنيها، ومن خلال جولة بسيطة يمكن أن تشاهد أحد البلطجية يخرج من بين طيات ملابسه مجموعة من شرائط حبوب مخدرة مربوطة بأستيك ويتم بيعها وسط استياء من فى الميدان، وبمجرد أن يحاول أى شخص عن الاستفسار عن الذى يدور فى الميدان يجد الأسلحة البيضاء فى وجهه وسباً من أفظع الألفاظ، حيث يزعم البلطجى أنه يعطى بعض الأشخاص حبوب بانادول لتخفيف ألم الصداع، وبسبب غياب الأمن والقوات المسلحة عن الميدان تجد البلطجية والمسجلين يرتعون فى الميدان بدون رابط ويزاولون الإتجار بكل جرأة لعلمهم أنه لا يجرؤ عسكرى واحد على دخول الميدان. كما يطلق بعض البلطجية الذين يبحثون عن مدمنى الترامادول فى الميدان كلمة «منشط» حد عايز منشط ياجماعة، وتأتى هذه الجملة لأن مشتقات الترامادول تعتبر مسكناً قوياً للألم، وبالتالى لا يشعر متعاطيه بأى ألم عندما يمارس مجهوداً فوق العادة، ولكن لا تتم عمليات البيع والعرض للحبوب المخدرة بسلام فتجد مشاجرة من الباعة الجائلين الذين يستعينون ببعض البلطجية أمثال عكوة وشنب المعروفين بهذه الأسماء فى الميدان ونشاهد معركة بالأسلحة البيضاء لأكثر من ساعة يتم فيها تكسير «نصبة الشاى» الباعة مع بعضهم ولم يعلم المترددون من الثوار بالميدان سبب هذه المعركة فينظر الجميع أنها بسبب أولوية البيع بين البلطجية، وتكون الحقيقة هى قيام أحد البلطجية ببيع مخدر الترامادول بسعر أقل من المتفق عليه بين البلطجية، وعندما يقوم أى بلطجى أو بائع بالبيع بغير السعر المتفق عليه لأنهم يعلمون جيدًا أن الاعتصام فى الميدان موسم بالنسبة لهم للتجارة غير مشروعة وسوف ينتهى مهما طال ويجب أن يحققوا أكبر مكاسب فى مدة قليلة. دليفرى الحبوب المخدرة ومثلما يتخصص بلطجية وباعة جائلون لبيع الحبوب المخدرة فى الميدان يتخصص أيضًا أشخاص من خارج الميدان بدراجات بخارية وتكون مهمتهم هى نقل شرائط الترامادول إلى البلطجية، حيث تحضر دراجة بخارية حمراء بدون لوحات معدنية ومكتوب عليه «الصحاب» على الميدان وتقف ثم يحضر البلطجية ويخرج قائد هذه الدراجة من بين طيات ملابسه شنطة سوداء ملفوفة وهو يتلفت يمينًا وشمالاً خوفًا من أن يراه أحد من الثوار أو أطباء المستشفى الميدانى ويشكون به، ثم يسلم الشنطة السوداء للبلطجى وبعض الباعة الجائلين بالميدان ويتحصل على الأموال وينصرف فى هدوء عملية التسليم لا تتعدى ال3 دقائق.. وحتى الآن لم يلاحظها أى شخص من الثوار والذين تسبب غيابهم فى انتشار البلطجية والمخدرات. أبو صليبة للاشتباك ومن أنواع الحبوب المخدرة المنتشرة فى الميدان هو نوع أبو صليبة ويتعدى سعر الحبة الواحدة ال6 جنيهات وعليه يقوم ببيعه على أنصارهم والباعة الجائلين ليله الاشتباك مع قوات الأمن، حيث يعتبر برشام «أبو صليبة» بالنسبة لهم القلب الجرىء فيشيع البلطجية والباعة الجائلين أن من يأخذ حبة أبو صليبة يتسم بشجاعة رهيبة وتجعله يتشاجر مع 5 رجال دون خوف، كما يطلق بعض البلطجية عليه أيضا حبوب الجرأة أو الشجاعة وينتشر مخدر أبو صليبة ويبدأ فى الظهور فور ورود معلومات للبلطجية المتواجدين بالميدان بالتزام قوات الأمن بإخلاء الميدان من البلطجية فيبدأون فى تعاطية استعدادًا للضرب والبلطجة، كما يتعاطى أبو صليبة فى حالة الاشتباك مع الثوار الذين يرفضون ممارسات هؤلاء البلطجية والباعة الجائلين ويقومون بطردهم من الميدان حفاظًا على مقتنيات الثورة، وكان آخر هذه المشاجرات قبل انتخابات المرحلة الأولى بيوم واحد حيث شاهد أحد الثوار بائعاً وبلطجياً يتعاطون الحبوب المخدرة ويبيعها وسط الميدان وعندما وبخه وحاول طرده خارج الميدان نشبت المشاجرة وتجمع الباعة الجائلون خوفًا على تجارتهم وأخرجوا الأسلحة البيضاء والنارية وحدثت معركة غير متوقعة بين البلطجية والذين أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية وبين أطباء المستشفى الميدانى ووصل الأمر لحضور بلطجية لمناصرتهم زملائهم فى الميدان وأصيب 28 شخصاً من الثوار الذين بدأوا يحشدون انصارهم عبر رسائل الفيس بوك وتويتر فطالب الثوار غير المتواجدين بالميدان بالنزول لمساندة الثوار فى معركة الباعة الجائلين والبلطجية الذين يحاولون احتلال الميدان، حيث أكد محمود هلال ل«روزاليوسف» أن شرارة المشاجرة كانت بين أحد الثوار الذى شاهد أحد البلطجية ببيع حبوباً مخدرة فجن جنونه وحاول إخراجه خارج الميدان وقال له «أمثالك يشوهون الثورة وبدا التطاول بالأيدى وحضر الباعة وبعض البلطجية وتعدوا على 2 من الثوار وسقطا مغشيًا عليهما وتم نقلهما للمستشفى الميدانى وبعد نصف ساعة من الكر والفر استطاع الثوار طرد البلطجية بمساعدة ثوار آخرين حضروا لمناصرتهم بعد نشر الرسائل على الفيس بوك ووقتها تم رفع لافتات تقول «الآن الميدان خالى من البلطجية». أما محمد سيد مهندس زراعى أكد ل«روزاليوسف» أنه كان ينزل الميدان فى ساعات متأخرة من الليل لمساندة أحد أقاربه من السلفيين الذين يعتصمون هناك، ففوجئ بشخص يسأله «عايز ترامادول موجود نص شريط» فظن أنه يداعبه لانتشار الأقاويل عن الحبوب المخدرة فى الميدان فقال له الشريط بكام، فرد البائع قائلاً «اللى معايا نص شريط احسبو لك ب15». مخدر الحشيش والبانجو كما ينتشر مخدر الحشيش بكثافة بين البلطجية والباعة الجائلين حيث يقومون ببيع «صباع الحشيش» ب50 جنيها رغم أن سعره خارج الميدان لا يتعدى ال30 جنيهاً وبمجرد امتنع الكثير من البلطجية والباعة الجائلين عن بيع وتعاطى مخدر البانجو بسبب رائحته التى تنتشر على مسافات بعيدة ويلفت الأنظار رغم أن بعض البلطجية كان يبيع «ورقة البانجو ب40 جنيها» رغم أن سعرها خارج الميدان ب20 جنيها. «روزاليوسف» التقت اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة وواجتهه بما يحدث داخل الميدان وخصوصًا «الغرف الزجاجية» ففوجئنا به يقول إنه لا يستطيع عمل شىء لهؤلاء البلطجية وأن ميدان التحرير أصبح خطاً أحمر لقوات الأمن وتسبب هذا فى حالة اطمئنان للبلطجية والمسجلين خطر والباعة الجائلين وبدأوا يمارسون فعلا خارج من القانون عز الظهر وطلب مدير الأمن من روزاليوسف تصوير هؤلاء البلطجية فى الغرف الزجاجية. إشراف : شيماء عدلي - علياء أبو شهبة