انتقادات واسعة تعرضت لها وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة وازدادت حدتها بعد نشرها صور وفيديوهات مغلوطة تفتقد للمصداقية مما أثار البلبلة وتشويه الحقيقة لاعتمادها علي مصادر افتراضية مجهولة المصدر، وبرصد آراء خبراء الاعلام التي رفضت تلك السلوكيات التي يمارسها الاعلام الحالي خاصة بعد الثورة، وطالبت وسائل الاعلام التقليدية بتحري الدقة والمصداقية. ذكرت د. منال أبوالحسن مدرس الاعلام بجامعة 6 أكتوبر ان مواقع التواصل الاجتماعي تمثل عاملاً أساسيًا في احداث ثورة يناير وانتشار الحرية وتحول المواطن الي «إعلامي منتج» وهذا أثر علي وسائل الاعلام التقليدية بالسلب لما لها من مصداقية عالية وتمتعها بسرعة النقل والانتشار بدون البحث عن المعلومة الصحيحة.. وخاصة بعد فقدان مصداقية وسائل الاعلام المرئية وتبعيتها للنظام القديم بعد الثورة ، فاغلب الشباب يعتمد علي تلك المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. فيصعب تتبع تلك المصادر التي تنحصر في افراد وليست منظمات وبالتالي يصعب محاكمتهم أو تعديل الصورة المغلوطة ويتحكم في تلك الاشخاص قيم واخلاقيات المواطن العادي وليست قيم واخلاقيات الاعلام التي لا يطبقها الاعلام التقليدي نفسه في الفترة الاخيرة. افتقاد الإعلام للمصداقية وأضافت ان الخطورة تكمن في تحول التواصل الافتراضي الي تواصل حقيقي متمثل في اعتصامات ومظاهرات ومسيرات بعد ترجمة ذلك التواصل الي سلوكيات فعلية علي ارض الواقع وخاصة عندما يزيد الامر خطورة بنقل الاعلام المرئي تلك الصور والفيديوهات المفبركة ونشرها بقاعدة جماهيرية القناة بدلا من التحري والتدقيق عن صاحب المعلومة.. مما يسبب ذلك في اثارة البلبلة بنشر تلك الصور المفبركة واعتمادها علي مصادر أخري مثل الجمهور وقادة الرأي فقط، لذلك يجب علي وسائل الاعلام وهي في مرحلة انتقالية صعبة تنتقل من التبعية الي الجماهيرية، فعليها ان تتحري الحقيقة من مصادرها الحقيقية والطبيعية والتمتع بسرعة نشر رد الفعل وان تبتعد عن الابتزاز والفقد المعلوماتي وتشويه الآخر علي حساب جهات مغضوب عليها، وما تفعله الآن ينطبق عليها المثل « يزود الطين بلة» فعليها ان تبتعد عن ادخال نفسها ضمن الصراع فعليها ألا تكون طرفا في القضية باي شكل من الاشكال ولكن يجب عليها ان تنقل المعلومة بحيادية تامة وإلا فقدت وظائفها التي تسعي الي تحقيقها. اشار د. كمال القاضي أستاذ بكلية الآداب بجامعة حلوان إلي أن انتشار الصور والفيديوهات من إحدي سلبيات التكنولوجيا الحديثة وتعتبر من المصادر القوية للشائعات المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي خاصة بين الشباب ولما لها من دور سلبي في تحريك الرأي العام حيث تمر الشائعة بعدة مراحل تعكس الامراض النفسية منها الرغبة النفسية في اطلاق الشائعة ثم الاستماع اليها ثم تصديقها ويليها ترديدها ثم في النهاية ترديدها بالزيادة ، وتعتبر آخر مرحلة من اخطر المراحل خاصة في موسم خصب كالانتخابات وتحطيم الخصوم باثارة عدة شائعات حوله واثارة البلبلة ويستغلها الفلول في تحقيق اهدافهم.